فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة 1446هـ فرصة روحية لا تعوض . تُعتبر الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة من أعظم الأيام وأحبها إلى الله تعالى في السنة الهجرية، لما تحمل من فضائل وبركات عظيمة، فضلًا عن كونها فترة مميزة مليئة بالشعائر الدينية العظيمة.
وقد ورد ذكر هذه الأيام في كتاب الله الكريم في مطلع سورة الفجر، حيث يقول الله تعالى: «والفجر وليال عشر»، وقد اتفق العلماء والمفسرون على أن هذه الليالي العشر هي أيام ذي الحجة الأولى لما فيها من مكانة عظيمة وأعمال صالحة تقرب العبد من ربه، ومن أبرز هذه الأيام يوم عرفة ويوم عيد الأضحى المبارك.
موعد بداية العشر الأوائل من ذي الحجة لعام 1446هـ
وفقًا للبيانات الفلكية التي صدرت عن المعهد القومي للبحوث الفلكية، من المتوقع أن يولد هلال شهر ذي الحجة في صباح يوم الثلاثاء 27 مايو 2025، في تمام الساعة الخامسة وثلاث دقائق صباحًا بتوقيت القاهرة.
ويعتبر هذا اليوم هو يوم الرؤية الشرعية لهلال ذي الحجة، حيث تشير التوقعات إلى إمكانية رؤيته بعد غروب شمس ذلك اليوم في معظم الدول العربية، مما يجعل يوم الأربعاء 28 مايو 2025 هو أول أيام شهر ذي الحجة.
وبالتالي، فإن الأيام العشر الأولى المباركة من ذي الحجة ستمتد من يوم الأربعاء 28 مايو وحتى يوم الخميس 5 يونيو، الذي يصادف يوم الوقوف بعرفة وهو من أعظم أيام السنة. كما أن يوم الجمعة 6 يونيو 2025 سيكون أول أيام عيد الأضحى المبارك حسب التقويم الفلكي.
فضل الصيام في العشر الأوائل من ذي الحجة
يعد صيام الأيام التسعة الأولى من ذي الحجة من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو من السنن المحببة التي وردت عنها أحاديث نبوية كثيرة. فقد روت السيدة حفصة رضي الله عنها أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يصوم تسع ذي الحجة، مع أيام أخرى من السنة، وذلك لما لهذه الأيام من فضل عظيم.
كما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام»، وعندما سُئل هل في ذلك فضل على الجهاد؟ قال النبي: «ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».
ويُستحب في هذه الأيام المباركة الإكثار من الطاعات مثل الصيام، والتكبير، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء، وقيام الليل، والصدقة، وأداء الأضحية لمن كان قادرًا على ذلك، وذلك لما للأعمال الصالحة فيها من أجر عظيم عند الله.
فضل يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذي الحجة، والذي يصادف هذا العام الخميس 5 يونيو 2025، وله مكانة خاصة بين أيام السنة. فهو من أعظم الأيام التي يستحب صيامها لغير الحجاج، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده». أما الحجاج، فمستحب لهم أن لا يصوموا في هذا اليوم حتى لا يشق عليهم أداء مناسك الحج، وهو يوم يتسم بالخضوع والخشوع الكبير.
اغتنام الموسم الأعظم
تُعتبر الأيام العشر الأولى من ذي الحجة موسمًا سنويًا لا يعوض، حيث تتضاعف فيه الحسنات وتكثر فيه البركات، ويزداد فضل الأعمال الصالحة. ومع اقتراب هذه الأيام التي تبدأ في 28 مايو 2025، يُستحب لكل مسلم ومسلمة أن يغتنم هذه الفرصة العظيمة بالحرص على العبادة، من خلال الصيام والذكر، والصلاة، والصدقة، والاستعداد لاستقبال عيد الأضحى بما يليق بعظمة هذه الشعائر الدينية المباركة.
إن استثمار هذه الأيام بالطاعة والعمل الصالح يجعلها بمثابة فرصة روحية لتجديد الإيمان والتقرب إلى الله، إذ أن الأعمال التي تُؤدى في هذه الفترة ترفع مكانة العبد عند ربه وتكفر ذنوبه، كما تحثنا السنة النبوية على استغلال هذه الأيام المباركة في التقرب إلى الله بالطاعات المختلفة التي تنال رضاه.
وتبقى العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة ثمينة لا ينبغي تفويتها، فهي أيام تنساب فيها الحسنات والأجور، وأبواب السماء مفتوحة للدعاء والعبادة، وعلى كل مسلم أن يحرص على استثمارها بالطاعة والقيام بالأعمال التي تقربه إلى ربه، لكي ينال بها رضا الله ومغفرته ورحمته.