أسعار الدولار في مصر لحظة بلحظة – الأحد 18 مايو 2025 . منذ بداية جلسة التعاملات اليوم، يمارس سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري دور «مقياس الحرارة» الذي يقيس نبض السوق المحلية، إذ يتابع المتعاملون والمؤسسات تحرّكاته بدقّة لكونه العملة المرجعية لحسابات الاستيراد.
وخدمة الدين الخارجي، وتكاليف الشركات الدولية العاملة في البلاد. وبين سطور الأرقام التي أعلنتها البنوك المصرية والبنك المركزي، يقرأ المحللون إشارات مهمّة تتعلّق بتدفّقات النقد الأجنبي، وحركة الاستثمارات، ومدى قوّة الجنيه في الدفاع عن مكتسباته الأخيرة. في السطور الآتية نستعرض الصورة الكاملة، بالأرقام والتحليل، ونضعها في إطارها الأشمل.
لوحة الأسعار: أرقام دقيقة من شاشات البنوك
البنك الشراء (جنيه) البيع (جنيه)
البنك المركزي المصري 50.08 50.21
البنك التجاري الدولي (CIB) 50.12 50.22
البنك العربي الأفريقي الدولي 50.11 50.21
المصرف المتحد 50.07 50.17
بنك مصر 50.11 50.21
بنك الإسكندرية 50.11 50.21
البنك الأهلي المصري 50.11 50.21
مصرف أبوظبي الإسلامي 50.37 50.47
ملحوظة: اختص مصرف أبوظبي الإسلامي بشرف تقديم أعلى سعر شراء وبيع في السوق حتى لحظة كتابة هذه السطور، بينما انخفض السعر لدى المصرف المتحد ليُسجِّل أقل عرض بيع.
قراءة سريعة في الأرقام
فجوة محدودة بين الشراء والبيع:
معظم البنوك تُبقي هامش الربح (الفارق بين سعر الشراء وسعر البيع) في حدود 13 قرشًا، وهو هامش ضئيل نسبيًّا يعكس منافسة قوية على اجتذاب مدّخرات الدولار من الأفراد والشركات.
تموضع «أبوظبي الإسلامي» في الصدارة:
تسجيله 50.37 جنيه للشراء يؤكّد استراتيجيته في بناء مركز دولاري أكبر، ربما لتمويل عمليات اعتمادات استيراد أو تلبية طلبات عملائه من الشركات الخليجية.
استقرار النسق العام:
تحرّك الأسعار بين 50.07 و50.12 جنيه للشراء في البنوك الحكومية والخاصة الكبرى يدل على حالة توزان نسبي بين العرض والطلب بعد موجة التراجع الطفيفة نهاية الأسبوع الماضي.
خلفية المشهد: لماذا يهتم السوق بسعر اليوم تحديدًا؟
موسم استيراد السلع الرمضانية والمنتجات الصيفية: مايو يُعد أحد ذرى الطلب على العملة الصعبة لتغطية اعتمادات الغذاء، والملابس، والإلكترونيات قبيل ذروة الاستهلاك الصيفي. أي تقلّب سعري، ولو محدودًا، ينعكس مباشرة على فاتورة الاستيراد وعلى تكلفة المنتج النهائي للمستهلك.
ترقّب الأسواق العالمية لقرار الفيدرالي: مع كل اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي يزداد التوتّر بشأن معدلات الفائدة الأمريكية؛ فإذا اتجه المركزي الأمريكي إلى مزيد من التشديد، يتعزّز الدولار عالميًّا، ما قد ينعكس ضغطًا إضافيًّا على العملات الناشئة ومنها الجنيه.
عوائد شهادات البنوك المقوّمة بالدولار: الإعلان الأخير للبنك الأهلي عن شهادات «فورا بالدولار» بعائد جذاب حفّز بعض حائزي العملة الصعبة على الإيداع، ما يدعم جانب العرض لدى البنوك ويكبح جماح الارتفاع المفرط.
البنك المركزي على خط الدفاع
أظهر المركزي – وفق بيانات الاحتياطي الصادرة مطلع الشهر – ارتفاعًا في صافي الأصول الأجنبية للشهر الثالث تباعًا، ما يوفّر له ذخيرة تدخّل وقت الحاجة. كذلك واصل استخدام أدوات السوق المفتوحة لتعقيم السيولة بالعملة المحلية، كي لا تتسرّب إلى طلب استيرادي مُبالغ فيه.
سيناريوهات محتملة للأيام المقبلة
السيناريو العوامل المحرِّكة الأثر المتوقع على السعر
استقرار مُمتد تدفق تحويلات المصريين بالخارج مع عطلات الصيف وهدوء الاستيراد بعد انتهاء موسم الذروة النطاق 49.90–50.20 جنيه
ارتفاع طفيف صعود سعر النفط فوق 100 دولار للبرميل ما يرفع فاتورة الطاقة، وتأخّر الإفراج الجمركي عن خامات إنتاجية 50.30–50.60 جنيه
تراجع محدود تسريع بيع الشركات الحكومية بالدولار للمستثمرين الأجانب ودخول استثمارات محافظ مالية جديدة 49.70–49.90 جنيه
يحتفظ محللو الصرف برؤيتهم الحيادية «Neutral» للجنيه خلال الربع الثاني، مرجّحين هامش الحركة ±0.5 % فقط ما لم تظهر صدمات خارجية غير محسوبة.
كيف ينعكس ذلك على الأفراد والمؤسسات؟
المُستوردون:
تثبيت مراكز آجلة (Forward) عند المستويات الحالية قد يحدّ من مخاطر ارتفاع محتمل. البنوك تعرض آجالاً بين شهر وثلاثة أشهر بفوارق سعرية طفيفة.
المُصدّرون:
استمرار جاذبية الجنيه يؤمّن عائدًا أعلى عند تحويل الإيرادات الدولارية. بعض القطاعات (كالنسيج) تستفيد من تثبّت التكلفة العالمية للقطن وهدوء تقلب الصرف.
المدّخرون:
شهادات الدولار بعائد 5–7 % سنويًّا أصبحت بديلاً ادخاريًّا لائقًا مقارنة بحيازة الكاش فقط، خصوصًا مع توقعات ركود نسبي في سوق الذهب المحلي بعد قفزة منتصف الشهر.
الشركات متعددة الجنسيات:
إمكانية التحويل المنتظم للأرباح للخارج تتعزّز كلّما استقر السعر. حاليًّا لا توجد قيود رسمية، غير أن التزامات «أولوية الغذاء والطاقة» تُؤخّر أحيانًا عمليات ضخمة.
للمستثمر قصير الأجل: المتاجرة في فروق سعر الفائدة بين شهادات الدولار والودائع بالعملة المحلية قد تكون محدودة الجدوى إذا لم تتجاوز مدة الاستثمار 6 أشهر.
للمستورد متوسط الحجم: تأمين 50 % من احتياجات العملة مقدمًا لدى بنوك صاحبة أعلى سيولة دولارية – كالبنك الأهلي أو «التجاري الدولي» – يظل خيارًا رشيدًا.
للمدّخر الفردي: إن كنت لا تحتاج سيولة سريعة، فالشهادات الدولارية لأجل 3 سنوات توفر حماية من مخاطر الصرف وتقلبات السوق أكثر من الاحتفاظ بالنقد في المنازل.
يمضي سعر الدولار في مصر، اليوم الأحد 18-5-2025، في مسار «التقاط الأنفاس» بعد تراجعٍ طفيف نهاية الأسبوع، مدعومًا بتحسن موارد النقد الأجنبي وهدوء الطلب الاستيرادي. وبينما قد تدفع أحداث خارجية أو محلية إلى تغيّر محدود في الاتجاه، يبقى التوازن الراهن شاهدًا على سياسات نقدية متحفظة، ومراقبة لصيقة لمنحنيات العرض والطلب،.
واستجابة بنكية سريعة لتقلبات السوق. بالنسبة للمتعاملين، فإن قراءة تفصيلية كهذه—مدعومة بأرقام البنوك لحظة بلحظة—تظل أداة حيوية لاتخاذ قرارات رشيدة تجاه الادخار، أو الاستيراد، أو الاستثمار.