ويأتي هذا الصعود بعد سلسلة من التراجعات الطفيفة التي شهدها السوق المصري خلال الأيام القليلة الماضية، ما يعكس التذبذب المستمر في سوق الذهب، والذي أصبح يتأثر بعدة عوامل أبرزها حركة الدولار والأسعار العالمية، بالإضافة إلى متغيرات العرض والطلب محليًا.
أداء أعيرة الذهب اليوم في مصر
عيار 24.. الذهب الأعلى نقاءً وسعرًا
سجّل جرام الذهب عيار 24 – الذي يُعد الأعلى من حيث النقاء بنسبة 99.9% – مستوى جديدًا بلغ 5177 جنيهًا للجرام، وهو ما يعكس مدى تأثر السوق المحلي بصعود الأسعار العالمية. ويمثل هذا العيار الخيار المفضل للمستثمرين الراغبين في حفظ القيمة على المدى الطويل، نظرًا لأنه يحتوي على أعلى نسبة من الذهب الخالص، ويقل فيه الفقدان الناتج عن الشوائب أو التشكيل.
عيار 21.. العيار الأكثر رواجًا في مصر
أما الذهب عيار 21، والذي يعتبر الأكثر انتشارًا واستخدامًا في مصر، فقد ارتفع ليُسجل نحو 4530 جنيهًا للجرام، وهو رقم قياسي جديد يعكس تأثير العوامل الاقتصادية والجيوسياسية العالمية على السوق المحلي. ويستخدم هذا العيار على نطاق واسع في صناعة المجوهرات، ويُفضل من قبل شرائح كبيرة من المجتمع لأغراض الزينة والادخار في آن واحد.
عيار 18.. خيار متوازن بين السعر والجودة
كما ارتفع سعر جرام الذهب عيار 18 إلى نحو 3882 جنيهًا، وهو ما يجعله خيارًا مناسبًا لفئات متعددة من المواطنين، خصوصًا الذين يبحثون عن مصوغات بأسعار أقل نسبيًا دون التخلي عن الجودة والشكل الجمالي. ويُستخدم هذا العيار بشكل واسع في صناعة الحُلي ذات التصميمات الحديثة، وخاصة تلك التي تستهدف الشباب.
عيار 14.. حل اقتصادي وسط ارتفاع الأسعار
لم يَسلَم الذهب عيار 14 من موجة الارتفاع، حيث سجل الجرام 3010 جنيهات. وعلى الرغم من أنه يُعد الأقل في نسبة الذهب بين الأعيرة الشائعة، إلا أنه يُشكّل خيارًا اقتصاديًا في ظل ارتفاع أسعار الأعيرة الأعلى. ويستخدم عادة في صناعة الحُلي الخفيفة والبسيطة، ويُقبل عليه البعض لأسباب اقتصادية أو رغبة في التنويع بين العيارات.
الجنيه الذهب.. مرآة السوق وتقلباته
تأثر الجنيه الذهب أيضًا بصعود الأسعار، إذ بلغ سعره اليوم نحو 36240 جنيهًا، ويزن الجنيه الواحد 8 جرامات من الذهب عيار 21. ويُستخدم الجنيه الذهب غالبًا كوسيلة استثمارية آمنة أو كهدية ثمينة في المناسبات، ويُعد مؤشرًا مباشرًا على حركة السوق، نظرًا لارتباط سعره بأسعار الجرام في العيار الأكثر تداولًا.
العوامل المؤثرة على أسعار الذهب في السوق المحلي
لا تُحدَّد أسعار الذهب في مصر بمعزل عن السياق الدولي؛ بل إنها ترتبط بعدة متغيرات رئيسية تؤثر على حركة السوق بشكل يومي، ومن أبرز هذه العوامل:
السعر العالمي للأوقية: والذي تجاوز اليوم حاجز 3190 دولارًا، وهو رقم قياسي جديد يعكس مخاوف الأسواق من التضخم، والتوترات الجيوسياسية العالمية، والتحوط من الأزمات الاقتصادية.
سعر صرف الدولار أمام الجنيه: إذ يلعب الدولار دورًا محوريًا في تحديد الأسعار المحلية، وأي تغير ولو بسيط في سعر الصرف ينعكس على الفور في أسعار الذهب.
معدلات العرض والطلب: خاصة خلال المواسم مثل الأعياد وشهور الحج والعمرة والمناسبات الاجتماعية، حيث يزيد الإقبال على شراء الذهب، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعاره حتى في ظل استقرار المؤشرات الأخرى.
تكاليف النقل والتصنيع (المصنعية): وهي تختلف من محل إلى آخر، وتُعد من العوامل التي تؤثر على السعر النهائي الذي يدفعه المستهلك، لا سيما في ظل تفاوت جودة التصنيع ونوع التصميم.
توقعات السوق خلال الفترة المقبلة
تشير التوقعات إلى أن أسعار الذهب ستظل تشهد حالة من التذبذب وعدم الاستقرار خلال الفترة المقبلة، خاصة مع استمرار التوترات السياسية في بعض مناطق العالم، وتغيرات السياسات النقدية لدى البنوك المركزية الكبرى.
وقد يزداد الطلب على الذهب محليًا مع اقتراب موسم الحج، وارتفاع عمليات الشراء من قبل شركات السياحة لتغطية احتياجات الحجاج، وهو ما قد يُشكّل ضغطًا إضافيًا على السوق المحلي.
وينصح الخبراء بضرورة المتابعة اليومية لحركة الأسعار، خاصة أن الذهب يُعد أحد الأوعية الادخارية الهامة التي تشهد اهتمامًا متزايدًا من المواطنين في ظل عدم استقرار الأسواق العالمية، ويؤكدون على أهمية مراعاة المصنعية قبل اتخاذ قرار الشراء أو البيع.
يبقى الذهب واحدًا من أكثر الأصول التي تحظى بثقة المستثمرين والمواطنين على حد سواء، سواء بغرض الزينة أو الاستثمار أو الادخار. ومع استمرار موجات التذبذب التي يشهدها السوق المحلي والعالمي، يظل الرهان الأكبر على متابعة التحركات أولًا بأول، وفهم العوامل المؤثرة في الأسعار لاتخاذ قرارات مالية مدروسة.
تنويه: الأسعار المذكورة في هذا التقرير هي أسعار الجرام بدون المصنعية، وقد تختلف من منطقة إلى أخرى بحسب طبيعة المشغولات ومكان الشراء.