أسعار الرنجة والفسيخ في الغربية.. آخر تحديث اليوم 11 مايو 2025 . تشهد أسواق محافظة الغربية، اليوم الأحد الموافق 11 مايو 2025، حالة من النشاط التجاري الملحوظ، خاصة في محلات بيع الأسماك المملحة.
فقد توافد المواطنون بكثافة على الأسواق في مختلف مراكز المحافظة، لشراء الفسيخ والرنجة، تعبيرًا عن ارتباطهم العميق بهذه الأطعمة التي تُعد من أبرز ملامح التراث الغذائي المصري. وعلى الرغم من ارتفاع أسعار بعض الأنواع، لم يمنع ذلك الزبائن من اقتناء كميات مناسبة للاحتفال مع أسرهم.
الفسيخ والرنجة.. وجبة المصريين في الأعياد والمواسم
منذ عقود طويلة، ارتبط تناول الفسيخ والرنجة بالمناسبات الاجتماعية والمواسم المختلفة، وعلى رأسها شم النسيم، إلا أن الإقبال عليهما لا يقتصر على هذه الأوقات فقط. فكثير من العائلات المصرية تحتفظ بهذه الوجبة المملحة على مائدتها بين الحين والآخر.
لما لها من مذاق مميز وتاريخ راسخ في الثقافة الغذائية. ويُعد الفسيخ – رغم تحذيرات بعض الأطباء من الإفراط في تناوله – جزءًا لا يتجزأ من طقوس الاحتفال، بل يعتبره البعض طعامًا شعبيًا يعكس الهوية المحلية للمصريين.
ويعود تاريخ الفسيخ إلى العصور الفرعونية، حيث كان يُجهز باستخدام الملح وطرق التجفيف التقليدية. واليوم، لا تزال هذه الطرق مستخدمة في بعض المصانع والورش الصغيرة، وإن دخلت التكنولوجيا لتضمن شروط الأمان والجودة.
حضور قوي للأسماك المملحة في أسواق الغربية
في محافظة الغربية، المعروفة بازدهار التجارة والصناعات الغذائية، تحرص المحلات على عرض تشكيلة واسعة من الأسماك المملحة التي تناسب كافة الأذواق والميزانيات. وفي حديث خاص لـ”الدستور”، قال محمد علوش، أحد كبار تجار الأسماك المملحة بالمحافظة، إن الطلب على الفسيخ والرنجة يتزايد بشكل واضح خلال شهر مايو، رغم أن الأعياد الرسمية المرتبطة بهما قد انتهت.
وأوضح علوش أن محلات بيع الأسماك المملحة لا تكتفي بالمواسم، بل تستمر في تقديم هذه المنتجات طوال العام، وذلك لتلبية احتياجات الزبائن، خاصة أن هناك من يفضلونها كوجبة رئيسية في العشاء أو الإفطار.
وأضاف: “الفسيخ يُعد الأغلى من بين الأسماك المملحة، في حين أن الأنواع الأخرى مثل السردين، الملوحة، والأنشوجة، تُعد في متناول الجميع، مما يسهم في تعزيز الإقبال عليها من مختلف شرائح المجتمع”.
بسيون وزفتى وطنطا.. مراكز لصناعة وتوزيع الفسيخ والرنجة
الغربية لا تكتفي فقط بعرض الفسيخ والرنجة في أسواقها، بل تُعد من المحافظات الرائدة في صناعتهما. ففي مدينة بسيون، تنتشر المصانع الصغيرة التي تخصصت في إنتاج الفسيخ البوري بجودة عالية، وتُعد مصدرًا رئيسيًا للعديد من التجار المحليين والموزعين في المحافظات الأخرى.
أما مدينة زفتى وكفر الزيات، فقد اشتهرتا بإنتاج الرنجة المدخنة، وهي من الأنواع التي يفضلها المستهلكون بسبب طعمها الغني وقيمتها الغذائية. وتنتشر في هذه المدن ورش ومصانع تتبع الأساليب الحديثة في التمليح والتدخين، بما يضمن سلامة المنتج للمستهلك.
من ناحية أخرى، يعتبر سوق الأسماك في مدينة طنطا، القريب من مسجد السيد البدوي، من أشهر الأسواق في الغربية، حيث يتوافد عليه المواطنون من كافة المراكز لشراء الفسيخ والرنجة بكافة أنواعها، بالإضافة إلى الأسماك الطازجة.
الأسعار الحالية للفسيخ والرنجة في الغربية
رغم الأوضاع الاقتصادية وارتفاع تكاليف الإنتاج، لا يزال المواطنون يقبلون على شراء الأسماك المملحة، ولو بكميات محدودة، وذلك بسبب تعلقهم بهذه الوجبة. وتنشر “الدستور” فيما يلي الأسعار المتداولة في أسواق الغربية وفقًا لما رصده مراسلونا من محال البيع وكبار التجار:
أسعار الفسيخ:
يتراوح سعر كيلو الفسيخ البوري بين 300 و450 جنيهًا، حسب حجم السمكة وجودتها، وكذلك طريقة التمليح والتعتيق.
الفسيخ المخلّي (فيليه) قد يصل سعره إلى 500 جنيه للكيلو، لما يتطلبه من مجهود في التجهيز والتعبئة.
أسعار الرنجة:
الرنجة الهولندية تُعد من أغلى الأنواع، ويبلغ سعر الكيلو منها ما بين 160 و190 جنيهًا.
الرنجة النرويجية، ذات الجودة العالية، يتراوح سعرها بين 140 و160 جنيهًا، بينما الأنواع المحلية تبدأ من 120 جنيهًا للكيلو.
الأسماك المملحة الأخرى:
السردين المملح والملوحة والأنشوجة تتراوح أسعارها بين 90 و150 جنيهًا، وهي خيارات اقتصادية يلجأ إليها كثير من المواطنين كبدائل للفسيخ.
المواطنون بين الحذر والإقبال
في ظل التحذيرات الصحية المعتادة التي ترافق مواسم الفسيخ والرنجة، خاصة من الجهات الطبية التي توصي بالاعتدال في تناول هذه الأطعمة لتجنب التسمم الغذائي أو ارتفاع نسبة الأملاح، يبقى الإقبال عليها ثابتًا. المواطنون يدركون المخاطر، لكنهم يلجؤون إلى الحيل التقليدية مثل نقع الفسيخ في الخل والليمون، أو تناوله مع البصل والخضروات للتقليل من آثاره.
كما يحرص الكثيرون على الشراء من مصادر موثوقة، سواء من المحلات التي تملك تاريخًا معروفًا في بيع الأسماك المملحة، أو من المنافذ الحكومية التي تطرح كميات محددة بأسعار أقل وجودة مراقبة.
يبقى الفسيخ والرنجة أحد أبرز معالم الثقافة الغذائية في مصر، تعبيرًا عن موروث شعبي واجتماعي راسخ، لا تنال منه تحولات العصر أو التحذيرات الصحية. وفي محافظة الغربية، التي تُعد من المراكز الهامة في تجارة وصناعة الأسماك المملحة، يظل المواطنون متمسكين بهذه العادة، في مشهد يتكرر كل عام ويعكس حب المصريين للأطعمة التي تحمل نكهة الماضي وعبق التاريخ.