رسوم ترامب الجمركية تُسجل تأثيرًا كبيرًا على أسعار النفط بتراجع 4% . شهدت أسعار النفط الخام هبوطًا حادًا اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025، في ظل التصاعد الكبير في التوترات التجارية العالمية، والتي أحدثت تأثيرًا سلبيًا على أسواق الطاقة. ففي خطوةٍ تصعيدية، دخلت الرسوم الجمركية المضادة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب حيز التنفيذ، مما أدى إلى تراجع ملحوظ في الأسعار.
أسباب تراجع أسعار النفط الخام
بموجب هذه القرارات الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ اليوم، تم فرض رسوم جمركية على الواردات الأميركية القادمة من 86 دولة، تتراوح ما بين 11% إلى 86%. أما بالنسبة للصين، فقد فرضت أميركا رسومًا جمركية تصل إلى 104% على صادراتها إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يرفع من حدة النزاع التجاري بين البلدين.
وفي رد على هذه الإجراءات، تعهدت الصين بعدم الرضوخ للضغوط الأميركية، ووصف المسؤولون الصينيون هذه الرسوم بأنها “ابتزاز أميركي”، مؤكدين أنهم لن يتراجعوا عن فرض رسومهم الجمركية البالغة 34% على السلع الأميركية. هذا التدهور في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، كان له تأثيرات فورية على أسواق النفط، التي تتأثر بشدة بأي تصعيد تجاري من هذا النوع.
تأثير التصعيد التجاري على أسعار النفط
مع تصاعد التوترات التجارية، لامس خام برنت أدنى مستوياته منذ مارس 2021، في حين سجل خام غرب تكساس الوسيط أدنى مستوى له منذ فبراير 2021. على مدار خمس جلسات متتالية، منذ إعلان ترامب عن فرض رسوم جمركية شاملة على معظم الواردات الأميركية.
شهدت أسواق النفط انخفاضات متتالية في الأسعار، مما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن تأثير هذه الحرب التجارية العالمية على النمو الاقتصادي العالمي، وإضرارها المحتمل بالطلب على الوقود. هذا التراجع في الأسعار يعكس القلق المتزايد بشأن مستقبل الطلب العالمي على النفط في ظل هذا التصعيد التجاري.
توقعات الأسواق لأسعار النفط في المستقبل
وعلى صعيد التداولات، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 3.7%، ليصل سعر البرميل إلى 60.49 دولارًا، كما انخفضت عقود الخام الأميركي بنسبة 4.1% إلى 57.14 دولارًا للبرميل. هذا التراجع الكبير في الأسعار يعكس القلق المستمر بشأن تطورات الحرب التجارية، وما يمكن أن تؤدي إليه من تباطؤ في النمو الاقتصادي العالمي.
وفي الوقت الذي تكشف فيه الأسواق عن انكماش في الأسعار، فقد أصدر بنك “جولدمان ساكس” تقريرًا يتوقع فيه تراجع أسعار برنت والخام الأميركي إلى 62 و58 دولارًا للبرميل على التوالي بحلول ديسمبر 2025.
كما توقعت المؤسسة المالية أن تستمر الأسعار في الانخفاض أكثر، حيث من المتوقع أن تسجل الأسعار 55 و51 دولارًا للبرميل بحلول ديسمبر 2026. هذه التوقعات السلبية تؤكد أن أسواق النفط قد تظل تحت ضغوط اقتصادية وتجارية في المستقبل القريب.
البيانات الرسمية للمخزونات وتأثيرها على الأسواق
وفي سياق آخر، أظهرت بيانات معهد البترول الأميركي تراجعًا في مخزونات النفط الخام الأميركية بمقدار 1.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 4 أبريل 2025. هذا التراجع جاء في الوقت الذي كانت فيه التوقعات تشير إلى زيادة المخزونات بنحو 1.4 مليون برميل، ما أدى إلى بعض التفاؤل في الأسواق حول استقرار المعروض في السوق الأميركية.
ومع ذلك، يبقى القلق الكبير من تأثير الحرب التجارية والتصعيدات الجمركية على الطلب العالمي على النفط، وهو ما يجعل الأسواق النفطية تحت ضغط مستمر. ومن المنتظر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة الأميركية تقريرها الرسمي بشأن المخزونات في وقت لاحق من اليوم، والذي من المتوقع أن يعكس المزيد من المؤشرات حول صحة الطلب والعرض في السوق.
التأثيرات المباشرة على أسواق الطاقة والمستهلكين
إن تراجع أسعار النفط في ظل التصعيد التجاري يطرح العديد من الأسئلة حول استدامة هذا التراجع. بينما يستفيد بعض المستهلكين في الدول المستوردة للنفط من انخفاض الأسعار، إلا أن هذا التراجع يأتي في وقت حساس بالنسبة للاقتصادات العالمية، خاصة في ظل عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تشهده بعض مناطق العالم.
تأثير هذه التقلبات على أسواق الطاقة يمكن أن يكون كبيرًا، خاصة إذا استمر التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين. وقد ينعكس ذلك في مزيد من التقلبات في أسعار النفط في المستقبل، مما سيؤثر بشكل مباشر على تكاليف الوقود والطاقة في العديد من الأسواق العالمية.
بناءً على الوضع الراهن، يبدو أن أسواق النفط ستظل تحت ضغوط اقتصادية وتجارية شديدة، في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تُلقي بظلالها على استقرار الأسعار. من المتوقع أن تستمر أسعار النفط في التذبذب في المستقبل القريب، في وقت يتطلع فيه العديد من الخبراء والمحللين إلى البيانات القادمة من وكالات الطاقة العالمية لمعرفة الاتجاهات المستقبلية للأسعار، ومدى تأثير التطورات الجيوسياسية على أسواق الطاقة.
إن الوضع الراهن يضع أسواق النفط في اختبار صعب، قد يستمر لفترة طويلة إذا لم تُحسم النزاعات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم.