القهوة والسكري إضافة هذا العنصر يقلل من تأثيرها الوقائي . القهوة والسكري: دراسة تكشف عن تأثير إضافة السكر والمحليات الصناعية واكتشف فريق من الباحثين في دراسة جديدة أن القهوة قد تساهم في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ولكن بشروط معينة تتعلق بمكونات إضافية قد تؤثر على فوائدها الوقائية.
أجريت الدراسة على نحو 290 ألف شخص، من بينهم 13 ألف مصاب بمرض السكري من النوع 2، وتم استخدام بيانات من ثلاث دراسات صحية أمريكية كبرى. وقد تم متابعة المشاركين لمدة تصل إلى 34 عامًا، حيث تمت ملاحظة استهلاكهم للقهوة وتسجيل تشخيصات مرض السكري بشكل دوري.
نتائج الدراسة وأهمية القهوة السوداء
أظهرت النتائج أن 60% من المشاركين أضافوا بعض المكونات إلى قهوتهم يوميًا، وكان 42% منهم يستخدمون السكر كإضافة رئيسية. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين شربوا القهوة السوداء كان لديهم فرصة أقل بنسبة 10% للإصابة بالنوع الثاني من السكري لكل فنجان يومي استهلكوه.
كما كانت الفائدة مشابهة تقريبًا لأولئك الذين أضافوا الحليب إلى قهوتهم. ما يبرز أهمية القهوة السوداء أو تلك التي تحتوي على إضافة بسيطة مثل الحليب دون أن تتأثر بالفوائد الوقائية.
التأثير السلبي للسكر والمحليات الصناعية
لكن، وللأسف، كان للسكر والمحليات الصناعية تأثيرات سلبية على الفوائد الصحية التي يمكن أن توفرها القهوة. فالأشخاص الذين أضافوا السكر إلى قهوتهم شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في التأثير الوقائي للقهوة ضد السكري.
انخفض خطر إصابتهم بالنوع الثاني من السكري بنسبة 5% فقط لكل فنجان من القهوة مع إضافة السكر، مقارنة بالأشخاص الذين شربوا القهوة بدون سكر أو مع الحليب. وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة أشارت إلى أن الأشخاص الذين أضافوا ملعقة صغيرة من السكر فقط إلى قهوتهم هم الذين ظهرت عليهم هذه التأثيرات السلبية.
أما بالنسبة للمحليات الصناعية، فقد ثبت أنها تقلل من تأثير القهوة الوقائي ضد السكري، حيث انخفض الخطر بنسبة 7% فقط لكل فنجان من القهوة مع إضافة هذه المحليات. هذه النتيجة تشير إلى أن البدائل الاصطناعية للسكر لا تقدم نفس الفائدة التي يقدمها تناول القهوة دون إضافات.
فوائد القهوة وآلية تأثيرها على السكري
يعود التأثير الوقائي للقهوة ضد السكري إلى مركبات نباتية تحتوي عليها، إضافة إلى الكافيين، والتي قد تساهم في تقليل الالتهابات المرتبطة بمرض السكري من النوع 2. دراسات سابقة أظهرت أن شرب القهوة قد يكون له تأثير إيجابي في التحكم في الوزن.
حيث أظهرت النتائج أن شاربي القهوة يميلون إلى اكتساب وزن أقل مع تقدمهم في العمر مقارنة بأولئك الذين لا يشربونها. السيطرة على الوزن عامل حاسم في الوقاية من السكري، إذ أن الوزن الزائد يرتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر الإصابة بالمرض.
ومع ذلك، فإن إضافة السكر إلى القهوة يمكن أن تعزز احتمالية زيادة الوزن، حيث توفر القهوة المحلاة سعرات حرارية إضافية، دون أن تحقق الشعور بالشبع، مما يدفع الشخص إلى تناول المزيد من الطعام والمشروبات الغنية بالسعرات الحرارية، وبالتالي تعريضه لخطر زيادة الوزن وبالتالي الإصابة بالسكري.
نصيحة الخبراء لتقليل خطر الإصابة بالسكري
في ختام الدراسة، أوضح الدكتور ماثياس هين، قائد الدراسة من كلية هارفارد للصحة العامة، أن شرب القهوة قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، ولكن إضافة السكر أو المحليات الصناعية قد يقلل بشكل كبير من هذه الفوائد. وأكد الدكتور هين أنه لتعظيم الفوائد الصحية للقهوة، يفضل تجنب إضافة أي مكونات محلاة، حيث أن القهوة في شكلها الطبيعي تقدم أفضل تأثير للوقاية من السكري.
نصائح للاستفادة القصوى من فوائد القهوة
إذا كنت من محبي القهوة وترغب في الاستفادة من فوائدها الصحية، من الأفضل الالتزام بتناول القهوة السوداء أو تلك التي تحتوي على حليب قليل الدسم فقط. كما ينصح بتجنب إضافة السكر أو المحليات الصناعية التي قد تقلل من الفوائد الوقائية وتحفز على زيادة الوزن. إضافة إلى ذلك، يمكن التفكير في تناول القهوة مع التوابل الصحية مثل القرفة، التي قد تعزز من طعم القهوة دون التأثير على فائدتها الصحية.
إجمالًا، تظهر الدراسة أن القهوة يمكن أن تكون حليفًا قويًا في الوقاية من مرض السكري إذا تم استهلاكها بشكل معتدل ودون إضافات غير صحية.