سامسونج و Seatrees تدخلان في شراكة جديدة لدعم المحيطات والمساهمة في الاستدامة البيئية . أعلنت شركة سامسونج إلكترونيكس عن شراكة جديدة مع منظمة “Seatrees” غير الربحية، في خطوة تعتبر جزءًا من جهودها المستمرة لتعزيز الاستدامة وحماية المحيطات. تأتي هذه المبادرة في وقت حرج، حيث تتزايد المخاوف بشأن تدهور النظم البيئية البحرية والتغيرات المناخية التي تؤثر سلبًا على الحياة البحرية.
حيث كان هذا المشروع خطوة متقدمة في سلسلة من المبادرات التي بدأتها سامسونج من أجل تقليل التأثير البيئي لمنتجاتها. بدءًا من عام 2022، تضمن إطلاق سلسلة هواتف “Galaxy S22″، التي كانت إحدى أولى الخطوات في استخدام شباك الصيد المهملة والمعاد تدويرها كمواد خام لتصنيع الأجهزة الإلكترونية. هذه المبادرة جعلت سامسونج واحدة من الشركات الرائدة في عالم التكنولوجيا التي تولي اهتمامًا بالغًا للمحافظة على البيئة.
ترتكز هذه الشراكة مع “Seatrees” على هدف رئيسي وهو استعادة الشعاب المرجانية المتضررة بفعل التغير المناخي والتلوث الناتج عن الأنشطة البشرية. تعتبر الشعاب المرجانية من أهم النظم البيئية على كوكب الأرض، حيث تدعم ما يصل إلى 25% من الحياة البحرية، رغم أنها تغطي أقل من 1% فقط من قاع المحيط. ولأن هذه الشعاب مهددة بشدة بسبب الأنشطة البشرية، مثل الصيد الجائر والتلوث، فإن مشاريع الاستعادة البيئية تصبح ضرورة ملحة لحماية هذه الأنظمة البيئية القيمة.
تساهم هذه الشراكة بين سامسونج و”Seatrees” في تقديم الدعم التكنولوجي والمجتمعي للمجتمعات الساحلية التي تعمل على إعادة تأهيل الشعاب المرجانية. حيث تقوم سامسونج بتزويد هذه المجتمعات بالأجهزة التقنية المبتكرة التي تسهم في تعزيز عمليات المراقبة البيئية وتحليل البيانات التي يتم جمعها. ومع استمرار التدهور البيئي الذي تتعرض له الشعاب المرجانية، تزداد الحاجة إلى أدوات مبتكرة لدعم تلك العمليات، وهو ما توفره سامسونج من خلال تقنياتها المتطورة.
واحدة من أبرز الابتكارات التي قدمتها سامسونج في هذا السياق هي تطوير وضع تصوير خاص في هواتف “Galaxy” يسمى “Ocean Mode”. هذا الوضع يتميز بتقنيات متقدمة تتيح التقاط صور عالية الجودة للشعاب المرجانية تحت الماء، حتى في الظروف المعقدة التي قد تؤثر على وضوح الصور مثل التشوش الناتج عن الحركة السريعة للغواصين أو امتصاص الماء للألوان.
يهدف هذا الوضع إلى تحسين جودة الصور الملتقطة، وبالتالي تحسين دقة البيانات التي يتم إرسالها للباحثين والعلماء. هذه البيانات تكون حاسمة في تحديد مدى نجاح عمليات استعادة الشعاب المرجانية، مما يساهم في تحسين كفاءة المشاريع البيئية.
تسعى سامسونج من خلال هذه المبادرة إلى تسريع وتيرة المشاريع العالمية للحفاظ على الشعاب المرجانية. ففي وقتنا الحالي، تواجه الشعاب المرجانية تهديدات متعددة مثل التغيرات المناخية وارتفاع درجات حرارة المياه، بالإضافة إلى التلوث الناتج عن الأنشطة البشرية. لذلك، فإن تعزيز مشاريع استعادة الشعاب المرجانية يعد أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على التنوع البيولوجي في المحيطات. تعد البيانات الدقيقة التي يتم جمعها من خلال كاميرات “Galaxy” أساسية لدراسة صحة الشعاب المرجانية ومراقبة مدى تأثرها بالتغيرات البيئية.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم سامسونج بالتعاون مع معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا، الذي يعمل بدوره على استخدام تقنيات التصوير الفوتوغرافي لجمع بيانات دقيقة عن صحة الشعاب المرجانية. ويعتبر التعاون بين التكنولوجيا والبحث العلمي خطوة حيوية في تسريع عمليات تأهيل الشعاب المرجانية. من خلال استخدام هذه البيانات، يمكن للباحثين تطوير نماذج دقيقة تساعدهم في تحديد التدخلات المناسبة لحماية الشعاب المرجانية من التدهور المتزايد.
واحدة من القضايا الرئيسية التي يسعى الباحثون لحلها هي كيفية تحسين عمليات تأهيل الشعاب المرجانية باستخدام تقنيات مبتكرة. ولذلك، قامت سامسونج بتطوير “Ocean Mode” كجزء من استجابتها لهذه الحاجة، حيث يقدم هذا الوضع صورًا أدق وأكثر وضوحًا للشعاب المرجانية تحت الماء، مما يسهل على العلماء والباحثين تحليل المعلومات وتحديد الاتجاهات البيئية الهامة.
من خلال هذه المبادرة، تقدم سامسونج حلولًا تكنولوجية تساهم في تعزيز استدامة البيئة البحرية وحماية المحيطات. وتعتبر الشراكة مع “Seatrees” خطوة مهمة نحو تحقيق هذا الهدف، حيث توفر سامسونج الدعم للمجتمعات المحلية في العديد من الدول مثل فيجي وإندونيسيا والولايات المتحدة الأمريكية. في هذه المناطق، يعمل المشاركون في المشروع على زراعة الشعاب المرجانية واستعادتها. وفقًا للبيانات التي قدمتها سامسونج، تم زرع أكثر من 11,000 قطعة من الشعاب المرجانية في مواقع مختلفة في عام 2024 فقط.
أهمية هذه المبادرة تكمن في كونها تمثل نموذجًا يُحتذى به في كيفية دمج التكنولوجيا المتقدمة مع جهود الحفاظ على البيئة. بالإضافة إلى توفير التقنيات المتطورة، تقدم سامسونج أيضًا دعمًا ماديًا ومعنويًا للمجتمعات المحلية عبر تدريبهم وتزويدهم بالأدوات التي يحتاجونها لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية. يُعتبر ذلك جزءًا من رؤية الشركة التي تسعى إلى إحداث تأثير إيجابي وملموس في محيطاتها.
من جهة أخرى، يسلط هذا المشروع الضوء على التحديات التي تواجه المحيطات والشعاب المرجانية بسبب الأنشطة البشرية، ويؤكد أهمية العمل المشترك بين الشركات، المنظمات غير الربحية، والمؤسسات الأكاديمية من أجل حماية البيئة البحرية. وكما أكد مايكل ستيوارت، الشريك المؤسس ومدير منظمة “Seatrees“، فإن هذه الشراكة تمثل جهدًا جماعيًا يهدف إلى إحياء النظم البيئية للمحيطات وتوفير أدوات مبتكرة لدعم استعادة الشعاب المرجانية.
تستمر سامسونج في تعزيز دورها في مجال الاستدامة البيئية، ومن خلال هذه الشراكة مع “Seatrees” ومعهد سكريبس، تسعى إلى تقديم حلول مبتكرة تتجاوز الحدود التقليدية للتكنولوجيا. وتعتبر هذه المبادرة مثالًا حيًا على كيفية استخدام الشركات الكبرى لتقنياتها المتطورة في خدمة البيئة وحماية المحيطات للأجيال القادمة.
وتؤكد هذه الشراكة بين سامسونج و”Seatrees” على أهمية التعاون الدولي والمحلي من أجل الحفاظ على النظم البيئية البحرية وإحياء الشعاب المرجانية. من خلال الجمع بين الابتكار التكنولوجي والعمل الميداني الفعّال، ستكون هذه الجهود جزءًا من الحلول المستدامة التي تحتاج إليها المحيطات لضمان بقائها على المدى الطويل.