المصالح الأمريكية في خطر تدهور العلاقات خلال الفترة الأخيرة . في تصريحات حديثة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشف عن فخره الكبير بالفوز الذي حققه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، معتبرًا ذلك إنجازًا كبيرًا لم يكن ليحدث لولا الدعم القوي الذي تلقاه من مختلف فئات المجتمع الأمريكي، وعلى رأسها الجالية الإفريقية التي صوتت لصالحه بكثافة.
ووصف هذا الفوز بالغير مسبوق في تاريخ الانتخابات الأمريكية، حيث استطاع أن يجذب أصوات العديد من شرائح المجتمع الأمريكي التي لم تكن تقليديًا تصوت لصالح الحزب الجمهوري. ويرى ترامب أن هذا الدعم يعكس التحول الكبير في المشهد السياسي الأمريكي، حيث أصبح الحزب الجمهوري يمثل خيارًا يناسب جميع الأمريكيين دون النظر إلى الخلفيات العرقية أو الاجتماعية.
ترامب أكد في حديثه خلال المؤتمر الصحفي أن إدارته ستكون على استعداد لرسم خريطة سياسية جديدة تتسم بالشمولية. وأوضح أنه سيسعى لفتح أبواب الحزب الجمهوري لجميع الأمريكيين دون استثناء، مؤكدًا أن الحزب سيعزز من تحالفاته المحلية والدولية.
وقال الرئيس الأمريكي أن استراتيجيته ستتركز على تقوية العلاقات مع حلفاء الولايات المتحدة، سواء على مستوى الداخل أو على الساحة الدولية، لضمان قوة واستقرار الدولة في المستقبل. وأضاف أن التحالفات السياسية ستلعب دورًا كبيرًا في دفع الولايات المتحدة إلى الأمام، خصوصًا في ظل الظروف السياسية والاقتصادية الراهنة التي تمر بها البلاد.
وفي سياق متصل، وجه ترامب انتقادًا حادًا لإدارة سلفه الرئيس جو بايدن، مشيرًا إلى أن الأخيرة لم تكن قادرة على معالجة العديد من القضايا الهامة التي تواجه البلاد. وقال ترامب إن فترة حكم بايدن شهدت تدهورًا في المصالح الأمريكية، وهي واحدة من الأسباب التي دفعته للترشح للرئاسة مجددًا.
ولفت إلى أن “هذا التدهور انتهى الآن”، في إشارة إلى بداية مرحلة جديدة من القيادة تحت حكمه. واعتبر أن عهده سيكون عهدًا جديدًا مليئًا بالإنجازات التي ستسهم في تحسين وضع الولايات المتحدة داخليًا وخارجيًا.
وأشار ترامب إلى أن التحديات التي واجهها في بداية رئاسته كانت صعبة للغاية، ومن أبرزها الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدتها الولايات المتحدة في العديد من القطاعات. وتابع قائلاً: “لقد كنا نخسر مليارات الدولارات، ونحن بحاجة إلى وضع استراتيجية جديدة لإيقاف هذه الخسائر وتوفير فرص جديدة للنمو الاقتصادي”.
وأضاف أنه اتخذ خطوات جادة للتعامل مع الوضع المالي للبلاد، منها إصلاح النظام الضريبي وتوفير بيئة مواتية للأعمال. وأكد أن إدارته ستواصل العمل على تحفيز الاقتصاد الأمريكي من خلال توفير المزيد من الوظائف وتحفيز النمو في جميع القطاعات.
ترامب أشار أيضًا إلى أن أحد أولوياته الكبرى خلال فترة رئاسته الحالية سيكون تعزيز استقلالية الولايات المتحدة في مجال الطاقة. وأعلن حالة الطوارئ للبحث عن مصادر إضافية من النفط، وهو ما يعكس اهتمامه بتحقيق استقرار الطاقة في البلاد وتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الأجنبية.
وقال ترامب إن تعزيز إنتاج النفط المحلي يعد خطوة حيوية لضمان استقرار الاقتصاد الأمريكي وزيادة قدرته على التنافس على الساحة العالمية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لن تبقى رهينة للعديد من الدول التي تتحكم في أسواق الطاقة.
وأضاف ترامب أن إدارته ستعمل على تعزيز التنوع في كافة المجالات، سواء في السياسة أو الاقتصاد أو الحوكمة. وأوضح أن هذه السياسات تهدف إلى خلق بيئة أفضل للعمل والدراسة والابتكار داخل الولايات المتحدة، مما يسهم في تحسين نوعية الحياة لجميع المواطنين. وأكد أن تحسين الحوكمة سيشمل إجراء إصلاحات كبيرة في القطاع العام لتوفير خدمات أفضل وأكثر كفاءة، مشيرًا إلى أن الهدف هو تطوير الأنظمة الإدارية لزيادة الشفافية والنزاهة.
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة اليوم أصبحت دولة تُبنى على مبادئ النزاهة والشفافية، وأكد أن إدارته ستعمل بشكل مستمر على تحسين العلاقات مع الشعب الأمريكي ومؤسسات الدولة لتحقيق تطلعات المواطنين. وقال إنه يسعى لأن تكون الولايات المتحدة في طليعة الدول التي تتبنى سياسات فعالة تضمن حقوق الأفراد وتدعم المصلحة العامة.
كما دعا ترامب إلى الاهتمام بتطوير القطاع الخاص، الذي يعد الركيزة الأساسية للنمو الاقتصادي في البلاد. وأوضح أن استثمارات جديدة في هذا القطاع ستسهم بشكل كبير في تعزيز الابتكار وزيادة فرص العمل، مشيرًا إلى أنه سيواصل العمل على تطوير بيئة الأعمال في الولايات المتحدة لتكون أكثر جذبًا للمستثمرين المحليين والدوليين. وأضاف أن الولايات المتحدة ستستمر في تقديم الدعم اللازم للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث أنها تمثل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الأمريكي.
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، أكد ترامب أن إدارته ستسعى لتوسيع دائرة التحالفات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع الدول التي تشارك الولايات المتحدة في العديد من القضايا الأمنية والاقتصادية. وقال إن تقوية التحالفات الدولية سيكون له دور كبير في تعزيز مكانة الولايات المتحدة على الساحة العالمية.
ترامب أيضًا أكد أن إدارته ستكون حريصة على التعامل مع القضايا التي تهم المواطن الأمريكي بشكل مباشر، مثل الأمن الداخلي، والتضخم، والتعليم. وأشار إلى أنه سيعمل على تحسين النظام التعليمي في البلاد لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وأضاف أنه سيبذل جهدًا كبيرًا لمكافحة الجريمة وتحقيق الأمن الداخلي، وهو ما يعد جزءًا من أولويات إدارته في الفترة المقبلة.
أكد ترامب أنه سيواصل العمل على تحقيق تطلعات الشعب الأمريكي من خلال سياسات تنموية شاملة تهدف إلى تحقيق الرفاهية للمواطنين وتعزيز مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية. وتابع قائلاً إن إدارته ستظل ملتزمة بمبادئ الشفافية والنزاهة، وأنه سيبذل كل ما في وسعه لتحقيق هذا الهدف، ويضمن أن تكون الولايات المتحدة مثالًا يحتذى به في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.