غزة والصمود مشهد العودة الذي يعكس مقاومة الاحتلال والتهجير . تحليل مشهد “طوفان العودة” وتجسيد إرادة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال والتهجير وفي يوم مشهود من أيام مقاومة الشعب الفلسطيني، وصف الباحث الفلسطيني والخبير في الشؤون الإسرائيلية، فراس ياغي، مشهد “طوفان العودة” إلى شمال غزة بأنه تجسيد حي وواضح للإرادة الشعبية في مواجهة المخططات التهجيرية والممارسات العدوانية التي تلاحق الشعب الفلسطيني منذ عقود. ياغي، الذي يتمتع بسمعة واسعة في تحليل الأوضاع الفلسطينية والإسرائيلية، أشار إلى أن هذا المشهد ليس مجرد تجمع جماهيري أو مسيرة احتجاجية، بل هو رمز من رموز النضال الفلسطيني ضد محاولات الإبادة والتهجير التي يواجهها القطاع كل يوم.
مشهد العودة: رد مباشر على مخططات التهجير
ركز ياغي في حديثه على أن هذا المشهد يمثل ردًا قويًا ومباشرًا على سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تتوانى عن تطبيق كل أساليب القمع ضد الفلسطينيين في غزة. حيث أشار إلى أنه ليس فقط ردًا على سياسات الجنرالات الإسرائيلية الذين يسعون إلى تعزيز تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
بل هو أيضًا إجابة حيوية وقوية على دعوات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذي اقترح في عدة مناسبات تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى مثل مصر والأردن وألبانيا. تلك الدعوات، التي جاءت في سياق خطة “صفقة القرن”، لاقت رفضًا واسعًا من الفلسطينيين الذين لا يقبلون أي تنازل عن حقهم في العودة إلى أراضيهم وديارهم التي هجّروا منها قسرًا.
ويُظهر مشهد العودة، الذي ظهر على شاشات التلفزيون ليشاهد العالم بأسره، صورةً واضحة عن المعركة المستمرة التي يخوضها الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال والإبادة. وهذا المشهد أكد للعالم أن الفلسطينيين لا يزالون مستمرين في مقاومتهم وأنهم قادرون على مواجهة التحديات التي يتعرضون لها.
العودة: تجسيد للنصر المطلق
من منظور ياغي، يعتبر مشهد العودة تجسيدًا حقيقيًا للنصر المطلق الذي يعكس فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته في تحقيق أهدافهم التوسعية. على الرغم من الحروب المستمرة والحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، فإن الشعب الفلسطيني في غزة يبقى صامدًا، يتمسك بحقه في العودة ويستمر في مقاومته للاحتلال.
ياغي أضاف قائلاً: “بعد خمسة عشر شهرًا من المعاناة والحرب، جاء هذا المشهد ليؤكد أن الشعب الفلسطيني لا يزال يعيش في قلب معركة حقيقية ضد الاحتلال الإسرائيلي والمخططات التي تهدف إلى إنهاء قضيته.”
هذا المشهد يعكس أيضًا القوة والتصميم الذي يتمتع به الفلسطينيون في غزة، ويعكس فشل محاولات الاحتلال الإسرائيلي في كسر إرادتهم. فبالرغم من الدمار والركام، فإن الشعب الفلسطيني يظل يردد شعار العودة والتمسك بحقوقه، مما يمثل نصرًا معنويًا ودعمًا لثقافة المقاومة.
الرسالة التي يبعثها مشهد العودة
أشار ياغي إلى أن هذا المشهد ليس مجرد تجمع جماهيري أو مسيرة تعبيرية عن الغضب، بل هو رسالة قوية جدًا تنبع من قلب غزة: “نحن هنا، ولن نذهب إلى أي مكان”. تلك الرسالة تؤكد على أن الفلسطينيين في غزة لا يستسلمون، حتى وإن كانت محاولات الاحتلال الإسرائيلي تهدف إلى كسر عزيمتهم. تلك الرسالة، بحسب ياغي، تُمثل المقاومة الحية، والتي تُظهر أن الشعب الفلسطيني ليس فقط ضد الاحتلال، بل هو أيضًا من أجل حق العودة والعيش بكرامة على أرضه.
مشهد العودة، كما يرى ياغي، يحمل في طياته رمزية مقدسة. رغم كل ما لحق بغزة من دمار وتهجير، فإن الركام الذي يحيط بأبناء الشعب الفلسطيني يُعد رمزية للعزيمة والصمود أمام التحديات التي لا تنتهي. ويعتبر ياغي أن هذا المشهد يضاف إلى مجموعة من مشاهد النصر والمقاومة التي تعتبر بمثابة شهادة على قدرة الفلسطينيين في التغلب على محاولات الإبادة والتهجير.
التأثير على الرأي العام الإسرائيلي
من وجهة نظر ياغي، يجب أن يكون فشل الحكومة الإسرائيلية في إحراز تقدم حقيقي في هذه القضية نقطة تحول في الرأي العام الإسرائيلي. حيث طالب ياغي بإسقاط هذه الحكومة التي فشلت في توفير الأمن والسلام للفلسطينيين، وتسببت في إطالة أمد النزاع. ويرى ياغي أن مشهد العودة في غزة يشكل علامة فارقة في الحرب النفسية ضد الاحتلال، حيث يُظهر أن الشعب الفلسطيني لا يزال يتمتع بروح مقاومة فاعلة رغم كل الظروف الصعبة.
الهوية والانتماء في مشهد العودة
تحدث ياغي أيضًا عن أهمية مشهد العودة في إبراز الهوية والانتماء الفلسطينيين. فهو يعبّر عن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه، وعن رفضه لأي محاولات لتغيير الحقائق التاريخية. ورغم التحديات التي يواجهها الفلسطينيون في الداخل والخارج، فإن هذا المشهد يمثل استمرارًا لحق العودة الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من الهوية الفلسطينية.
غزة في صراعها المستمر ضد الاحتلال
في ختام حديثه، أشار ياغي إلى أن غزة تبقى مفاجئة للأصدقاء والأعداء على حد سواء، بسبب تصميمها المستمر على المقاومة ورفضها للتهجير. وأضاف ياغي: “غزة ليست مجرد مكان جغرافي، إنها رمز للإرادة الفلسطينية التي لا يمكن كسرها”. ويؤكد على أن غزة تمثل بداية جديدة للشعب الفلسطيني نحو تحقيق آماله في الحرية والاستقلال، فهي لا تزال متحفزة للنضال.
تجسد تصريحات فراس ياغي حقيقة صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على عدم التفريط في حقوقه، فهي تعكس إرادة حية تسعى إلى التحرر من الاحتلال وحق العودة. ويعد مشهد العودة في غزة رسالة للعالم، ولأولئك الذين يعتقدون أن الفلسطينيين قد ينسون حقوقهم أو يتنازلون عنها. إن مشهد العودة ليس مجرد فورة غضب، بل هو تعبير عن روح المقاومة التي لا يمكن إيقافها، وعن هوية فلسطينية تتجدد مع كل لحظة من النضال.