التعاون مع ترامب مستمر من أجل تعزيز الاستيطان . التعاون الإسرائيلي الأمريكي في تعزيز الاستيطان: تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي إيلي كوهين في تصريحات مثيرة للجدل، قال وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن إسرائيل ستواصل العمل مع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، على تعزيز الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
هذه التصريحات، التي وردت في تقرير عاجل بثته فضائية القاهرة الإخبارية، تثير تساؤلات كبيرة حول مستقبل العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وكذلك تأثير هذه الشراكة على عملية السلام في الشرق الأوسط.
استيطان الأراضي الفلسطينية: القضية المستمرة
منذ عقود طويلة، يمثل الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة موضوعًا مثيرًا للجدل في المجتمع الدولي. بينما تعتبره الحكومة الإسرائيلية جزءًا من حقها في بناء مستوطنات في أراضي تابعة لدولتها، يراه الفلسطينيون والمجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، خرقًا للقانون الدولي. الاستيطان في الأراضي المحتلة يُعد حجر عثرة رئيسيًا في طريق الوصول إلى حل سلمي عادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى توسيع المستوطنات في الضفة الغربية، وهو ما يراه العديد من الخبراء والسياسيين تهديدًا فعليًا لفرص إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة في المستقبل. التصريحات الأخيرة من وزير الطاقة الإسرائيلي تُضاف إلى سلسلة من المواقف والممارسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تعزيز الاستيطان في هذه الأراضي. فمع تعهدات حكومية واضحة بدعم الاستيطان، لا سيما بعد دعم ترامب الواضح لتوسيع المستوطنات، يبدو أن إسرائيل تتبنى سياسة من شأنها تعميق الانقسام في المنطقة.
ترامب ودعمه اللامحدود لإسرائيل
منذ توليه منصب الرئاسة، أبدى دونالد ترامب دعمًا غير مسبوق لإسرائيل في العديد من القضايا الحساسة، وعلى رأسها الاستيطان. في عام 2017، قرر ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما أثار ردود فعل غاضبة في العالم العربي والإسلامي، فضلاً عن تصاعد الانتقادات من قبل المجتمع الدولي. هذه الخطوة كانت بمثابة دعم قوي للحكومة الإسرائيلية، حيث أكد ترامب بشكل صريح دعمه لحق إسرائيل في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وعلى الرغم من أن سياسة ترامب كانت موضع انتقادات شديدة، فإنها كانت موضع ارتياح داخل إسرائيل، حيث اعتُبرت هذه السياسة علامة على تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل في فترة رئاسة ترامب. لم تقتصر دعمه على المستوى الدبلوماسي فقط، بل امتد إلى التأثير المباشر على الأرض، حيث ارتفعت وتيرة بناء المستوطنات في الضفة الغربية أثناء فترة حكمه.
الاستيطان بين السياسة الداخلية والدعم الدولي
في الداخل الإسرائيلي، يُعتبر تعزيز الاستيطان أحد القضايا المحورية التي يتبناها العديد من الأحزاب السياسية، لا سيما اليمين الإسرائيلي. بالنسبة لهم، يشكل الاستيطان جزءًا من “حق العودة” إلى الأراضي التي يزعمون أنها جزء من أراضي إسرائيل التاريخية. وبهذا المنظور، يحظى الاستيطان بدعم كبير من قطاعات واسعة من المجتمع الإسرائيلي، بما في ذلك المستوطنين الذين يعيشون في الضفة الغربية.
في المقابل، تواجه هذه السياسة انتقادات شديدة من الفلسطينيين والعالم العربي، الذين يرون في الاستيطان تعديًا على حقوق الشعب الفلسطيني. المنظمات الحقوقية والدولية تندد باستمرار بناء المستوطنات باعتباره خرقًا للقانون الدولي وتهديدًا للسلام في المنطقة. وهذا الصراع بين السياسة الداخلية الإسرائيلية والدعم الدولي لفكرة إقامة دولة فلسطينية أمر يعقّد من فرص حل النزاع.
تصريحات كوهين: استمرارية التعاون مع ترامب
تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، حول استمرار التعاون مع ترامب في تعزيز الاستيطان تكتسب أهمية خاصة في هذا السياق. كوهين، الذي يشغل منصبًا حكوميًا حساسًا في إسرائيل، يعتبر أحد المقربين من الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو. وتعكس تصريحاته التزامًا مستمرًا من قبل الحكومة الإسرائيلية بسياسات دعم الاستيطان، حتى بعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض.
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، قد أبدى اعتراضًا على سياسة الاستيطان الإسرائيلية واعتبرها عقبة أمام عملية السلام، إلا أن تصريحات كوهين تشير إلى أن إسرائيل لا تعتزم التراجع عن خططها الاستيطانية في المستقبل القريب. هذه التصريحات تأتي في وقت حساس بالنسبة للمنطقة، حيث تشهد العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين مزيدًا من التوترات، في ظل رفض المجتمع الدولي لسياسة الاستيطان، بالإضافة إلى تصاعد العنف بين الطرفين.
تأثير التعاون الإسرائيلي الأمريكي على عملية السلام
من المعروف أن الولايات المتحدة تلعب دورًا مهمًا في مساعي السلام في الشرق الأوسط، حيث تعتبر الحليف الرئيسي لإسرائيل. ومع ذلك، فإن الدعم الأمريكي المستمر للاستيطان، كما أشار كوهين، قد يعقد جهود السلام ويعزز من مشاعر الإحباط لدى الفلسطينيين. المواقف الدولية المنتقدة للاستيطان تؤكد أن هذه السياسات تقوض فرص الحل العادل والشامل، وتزيد من تعقيد الوضع القائم.
العديد من الخبراء يرون أن تعزيز الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية سيؤدي إلى عواقب وخيمة على المدى البعيد. فالتوسع الاستيطاني يعمق الانقسام ويزيد من صعوبة تحقيق اتفاقيات السلام. وفي وقت كانت فيه هناك دعوات دولية لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يبدو أن هذه التصريحات تعكس عدم جدية في الوصول إلى حل وسط.
ردود الفعل الإقليمية والدولية
على مستوى العالم العربي والإسلامي، قوبلت تصريحات كوهين بانتقادات حادة. يرى العديد من القادة العرب أن الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل يشكل تهديدًا حقيقيًا للسلام في المنطقة. وأكدوا أن استمرار تعزيز الاستيطان يزيد من معاناة الفلسطينيين ويؤدي إلى مزيد من الاستقطاب والصراع في المنطقة.
من ناحية أخرى، فإن الدول الأوروبية، رغم تأييدها لحل الدولتين، قد تشعر بقلق متزايد من السياسات الإسرائيلية الحالية. فالاتحاد الأوروبي كان قد حذر في أكثر من مناسبة من العواقب السلبية للاستيطان على السلام في المنطقة. ومع ذلك، يبقى أن نرى مدى تأثير هذه التصريحات على العلاقات بين إسرائيل والدول الأوروبية، وخاصة في ظل التوترات الحالية في العلاقات الدولية.
تصريحات وزير الطاقة الإسرائيلي، إيلي كوهين، بشأن استمرار التعاون مع ترامب لتعزيز الاستيطان تسلط الضوء على استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وتوضح أن إسرائيل لا تزال متمسكة بهذا النهج رغم الضغوط الدولية. هذه التصريحات تعكس التحديات المستمرة التي تواجهها عملية السلام في الشرق الأوسط، وتثير تساؤلات حول دور الولايات المتحدة في دفع عملية السلام قدمًا.
من المهم أن نراقب كيف ستؤثر هذه السياسات على مستقبل العلاقات بين إسرائيل وفلسطين، وكذلك على الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة في تحقيق السلام الدائم في المنطقة.