أعراض تصلب الشرايين غير التقليدية وتأثيرها على الصحة . تصلب الشرايين هو من الأمراض القلبية التي تؤثر على الصحة العامة للفرد بشكل كبير، حيث يتسبب في ضيق الأوعية الدموية وتصلبها نتيجة تراكم الدهون والكوليسترول على جدران الشرايين.
هذه الحالة قد تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل مناسب. في البداية، قد لا تظهر أي أعراض واضحة، مما يجعل من الصعب على الأفراد اكتشاف المرض في مراحله المبكرة. ومع ذلك، هناك أعراض نمطية وغير نمطية يمكن أن تشير إلى وجود هذا المرض. في هذا المقال، سنتعرف على الأعراض غير النمطية لتصلب الشرايين وكيفية التعرف عليها.
الأعراض النمطية لتصلب الشرايين
تبدأ أعراض تصلب الشرايين بالظهور عادة عندما يبدأ ضيق الشرايين في التأثير بشكل كبير على تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية. ومن بين الأعراض النمطية التي يشكو منها غالبية مرضى تصلب الشرايين: آلام الصدر، ضيق التنفس، والشعور بالألم في الساقين أثناء الحركة. كما يعاني المرضى أحيانًا من التعب العام، خصوصًا عند ممارسة الأنشطة الجسدية.
لكن مع تقدم المرض، قد تظهر أعراض أكثر خطورة قد تؤدي إلى مشاكل صحية أكبر مثل السكتة القلبية أو احتشاء عضلة القلب. وهنا يأتي دور الأعراض غير النمطية التي قد تكون مؤشرًا أوليًا على وجود مشكلة في الشرايين، وبالتالي يجب أن يولي المرضى اهتمامًا خاصًا بها.
الأعراض غير النمطية لتصلب الشرايين
كما ذكرت أخصائية أمراض القلب الروسية، إيرينا بوليايفا، فإن أمراض تصلب الشرايين قد لا تظهر أي أعراض في المراحل الأولى، وهذا يعني أن الشخص قد يعاني من المرض دون أن يكون لديه فكرة عن ذلك. وفي هذه الحالة، فإن الكشف المبكر عن الأعراض غير النمطية يمكن أن يكون له دور كبير في الوقاية من المضاعفات المستقبلية. هذه الأعراض غير النمطية قد تكون مفاجئة بالنسبة للبعض، إلا أن العلم الطبي قد كشف عنها في السنوات الأخيرة كعلامات محتملة للإصابة بتصلب الشرايين.
مشاكل الذاكرة والتركيز
من الأعراض غير النمطية التي قد تشير إلى وجود تصلب الشرايين هي مشكلات في الذاكرة وصعوبة في التركيز. هذه الأعراض غالبًا ما تكون نتيجة لنقص إمداد الدماغ بالدم والأوكسجين الكافيين، وهي حالة تحدث عندما تؤثر التغيرات في الأوعية الدموية على تدفق الدم إلى المخ. إذا لاحظت أن لديك صعوبة في تذكر الأشياء أو تجد صعوبة في التركيز على الأنشطة اليومية، فقد يكون ذلك بسبب نقص الدم الذي يضخ إلى الدماغ نتيجة لتصلب الشرايين.
الصداع المتكرر
الصداع المتكرر هو أيضًا أحد الأعراض غير النمطية التي قد يعاني منها المصابون بتصلب الشرايين. من الممكن أن يكون سبب هذا الصداع ناتجًا عن انقطاعات في تدفق الدم إلى الرأس أو الدماغ. عندما يحدث هذا، فإن الشخص قد يشعر بصداع مزمن أو غير مريح، وقد يكون من الصعب تمييزه عن الأنواع الأخرى من الصداع. ولكن إذا كان الصداع يصاحبه أعراض أخرى مثل الدوار أو الغثيان أو التشوش، فقد يكون من الضروري استشارة الطبيب.
التعب السريع أثناء الأنشطة اليومية
من الأعراض غير النمطية لتصلب الشرايين أيضًا هو الشعور بالتعب السريع أثناء ممارسة الأنشطة اليومية العادية. قد لا يرتبط هذا التعب بأي سبب واضح مثل ممارسة الرياضة أو الإجهاد البدني الشديد، بل يكون مجرد ضعف في القدرة على أداء الأنشطة التي كانت سهلة في الماضي. يشير هذا التعب إلى ضعف الدورة الدموية الذي قد يكون ناتجًا عن تراكم الدهون والكوليسترول في الشرايين، مما يقلل من كمية الدم والأوكسجين التي تصل إلى الأنسجة والأعضاء.
الخدر وضعف الأطراف
قد يعاني بعض الأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين من شعور بالخدر في الأطراف أو ضعف في الذراعين والساقين. هذه الأعراض قد تظهر فجأة، وقد يشعر الشخص بعدم القدرة على تحريك أطرافه كما كان يفعل سابقًا. يعتبر هذا أحد الأعراض غير النمطية التي قد تشير إلى أن الدورة الدموية في الأطراف تتأثر، وهو ما يتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا.
مشاكل في الكلام وفقدان مؤقت للرؤية
من الأعراض غير النمطية الأخرى التي قد تصاحب تصلب الشرايين هي صعوبة في الكلام وفقدان مؤقت للرؤية في إحدى العينين. قد يواجه الشخص صعوبة في التعبير عن نفسه بوضوح، أو قد يعاني من انقطاع مفاجئ في الرؤية في أحد العينين لفترة قصيرة. هذه الأعراض قد تكون نتيجة لتأثير تصلب الشرايين على الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ والعينين، مما يؤدي إلى نقص إمداد الدم للأعضاء الحيوية.
من خلال التعرف على الأعراض غير النمطية لتصلب الشرايين، يمكن للأفراد اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة لتجنب تطور المرض إلى مراحل متقدمة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. في حال شعرت بأعراض مثل صعوبة في التركيز، الصداع المتكرر، أو التعب السريع، فإنه من الضروري زيارة الطبيب لتقييم الحالة بشكل دقيق. الاهتمام بالتشخيص المبكر والعلاج يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين نوعية الحياة وتقليل المخاطر الصحية الناتجة عن هذا المرض.