إسرائيل ترفض تسليم جثمان يحيى السنوار في صفقة تبادل الأسرى المرتقبة . تحت عنوان “إسرائيل ترفض تسليم جثمان يحيى السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى”، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء الاثنين بأن الحكومة الإسرائيلية قررت بشكل قاطع عدم تسليم جثمان قائد حركة “حماس” الراحل يحيى السنوار في إطار صفقة تبادل الأسرى المرتقبة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والتي كانت تأمل العديد من الأطراف في أن تشمل جثمان السنوار كجزء من التفاوض.
موقف حازم من الحكومة الإسرائيلية
وأكد مصدر حكومي إسرائيلي أن قرار عدم تسليم الجثمان جاء في إطار موقف حازم من السلطات الإسرائيلية، حيث قال المصدر: “إسرائيل لن تسلم جثمان السنوار لحماس ضمن الصفقة، ولن يحدث هذا أبدًا”. هذا التصريح يعكس التوجه الإسرائيلي الراسخ بعدم تقديم أي تنازلات إضافية في هذا الملف الشائك، والذي يظل أحد العوائق الرئيسية في المفاوضات.
إسرائيل، على مدار العقود الماضية، اتبعت سياسة عدم تسليم جثامين الفلسطينيين الذين قتلوا خلال العمليات العسكرية أو الحروب، حيث تعتبر ذلك من “المكاسب الأمنية” التي تستخدمها في المفاوضات مع الفلسطينيين. وبالتالي، يأتي هذا الموقف ضمن سياسة واضحة لعدم تقديم أي تنازلات في مسألة الأسرى والجثامين، رغم الضغوط الدولية والفلسطينية لتحقيق تقدم في هذا الملف.
تطورات صفقة تبادل الأسرى
وفي وقت حرج بالنسبة للتفاوض، تقترب المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى من ساعاتها الأخيرة. وتشير التقارير إلى أن الصفقة تشمل إطلاق سراح 33 أسيرًا إسرائيليًا، بينهم نساء وأطفال، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين وفق آلية معينة. هذه الصفقة، التي كانت محل تكهنات لعدة أشهر، قد تساهم في تخفيف حدة التوتر بين الجانبين، خاصة في ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
ويُتوقع أن تتضمن الاتفاقية، إلى جانب تبادل الأسرى، ترتيبات أمنية مشددة، حيث قد تشهد بعض المواقع الأمنية الإسرائيلية تواجدًا دائمًا لقواتها في مواقع استراتيجية على الحدود مع قطاع غزة. كما أن الصفقة تتضمن مساعدات إنسانية كبيرة لقطاع غزة المحاصر منذ سنوات طويلة، مما يساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية للمواطنين الفلسطينيين هناك.
موقف حكومة نتنياهو
فيما يخص حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورغم المعارضة التي أبدتها بعض الشخصيات السياسية في الحكومة، تشير التقارير إلى أن هناك دعمًا واسعًا من أغلبية أعضاء الحكومة الإسرائيلية لتوقيع الصفقة. وفي هذا السياق، أكدت بعض المصادر أن وزارة الصحة الإسرائيلية تعمل على تجهيز منشآت طبية لاستقبال الأسرى العائدين من غزة بعد تنفيذ الصفقة.
هذا التوجه يتناقض مع بعض الأصوات المعارضة داخل الحكومة، والتي ترى في الصفقة تنازلاً غير مبرر أمام حركة حماس، خاصة في ظل رفض تسليم جثمان السنوار. إلا أن الحكومة الإسرائيلية تدرك أن الصفقة تمثل فرصة استراتيجية لتخفيف الضغط الدولي والإقليمي المتزايد بشأن قضية الأسرى الفلسطينيين، كما أنها تشكل نقطة تحول قد تعزز من موقفها السياسي في مواجهة الحركات الفلسطينية.
ردود فعل حماس والمجتمع الدولي
بينما ترفض إسرائيل تسليم جثمان السنوار، فإن حركة حماس تتبنى موقفًا مختلفًا، حيث تعتبر أن تسليم جثامين الشهداء هو حق طبيعي للفلسطينيين، خاصة في ظل معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية. ويتوقع أن تواصل حماس الضغط على إسرائيل والمجتمع الدولي لتحقيق هذا المطلب في المفاوضات المستقبلية.
في المقابل، تنظر العديد من الأطراف الدولية، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى هذه الصفقة على أنها خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة، لكنها تراقب عن كثب مسألة شروط الصفقة، خاصة فيما يتعلق بالجثامين والظروف الإنسانية في غزة.
في ضوء هذه التطورات، تزداد التوترات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية مع اقتراب موعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى. وعلى الرغم من الموقف الإسرائيلي الصارم بعدم تسليم جثمان يحيى السنوار، فإن الصفقة ما زالت تحمل في طياتها آمالًا بتحقيق تقدم على صعيد الملفات الإنسانية والسياسية.