عاجل.. لوس أنجلوس تحت تهديد “رياح عاتية” قد تؤدي لتوسيع حرائق الغابات . تتسارع الأحداث في لوس أنجلوس، حيث تُهدد الرياح العاتية مجددًا بزيادة تعقيد جهود الإطفاء لمكافحة حرائق الغابات الضخمة التي اجتاحت المنطقة في الأيام القليلة الماضية.
فقد تسببت الحرائق الهائلة في خسائر فادحة، حيث دُمرت أحياء كاملة وأودت بحياة ما لا يقل عن 20 شخصًا، بينما التهمت النيران مساحة تقدر بحجم واشنطن العاصمة. ووسط هذا المشهد الكارثي، تترقب السلطات المحلية وعناصر فرق الإطفاء وصول رياح سانتا آنا الجافة، التي تتميز بسرعتها الشديدة والتي قد تساهم في انتشار الحرائق بشكل أكبر، ما يضع المزيد من الضغوط على الجهود المبذولة لمكافحة النيران.
التوقعات الجوية وحالة الطوارئ
وفقًا لخدمة الطقس الوطنية، من المتوقع أن تعاود رياح سانتا آنا العاتية الهبوب في وقت لاحق من يوم الإثنين 15 يناير 2025، لتستمر حتى يوم الأربعاء. هذه الرياح، التي تتراوح سرعتها بين 80 و112 كيلومترًا في الساعة، تعد من أكثر العوامل التي تساهم في تعزيز وتفاقم الحرائق في مناطق كاليفورنيا، خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية.
وقد أصدرت الخدمة تحذيرًا باللون الأحمر، والذي يعتبر أعلى درجة تحذير يمكن أن تصدره خدمة الطقس الأمريكية، مشيرة إلى “وضع شديد الخطورة” في المنطقة بسبب هذه الرياح القوية. وأكدت السلطات المحلية أن رجال الإطفاء تمكنوا من وقف تقدم النيران خلال الليل، إلا أن التوقعات تشير إلى أن الرياح العاتية ستزيد من صعوبة إخماد الحرائق في الأيام القادمة.
الاستعدادات لزيادة سرعة الرياح
في مؤتمر صحفي عقد صباح الإثنين، أكدت كريستين كرولي، مديرة إدارة الإطفاء في مدينة لوس أنجلوس، أن الوضع لا يزال غير مستقر وأنهم “ليسوا في مأمن” من تداعيات الرياح المتزايدة. وقالت إنه لا يمكن لأحد أن يضمن السيطرة على الحريق، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تجعل من التنبؤ بتوجهات النيران أمرًا بالغ الصعوبة.
وفي استجابة لهذا التهديد المتزايد، قامت السلطات بنشر فرق إضافية من رجال الإطفاء في المناطق الأكثر تعرضًا للخطر. وتركزت الجهود بشكل خاص على المناطق المحيطة بحريقي باليساديس وإيتون، اللذين يعتبران من أكبر الحرائق التي تشتعل على جانبي لوس أنجلوس في الوقت الراهن. وبالفعل، تم إرسال أكثر من 8500 فرد من فرق الإطفاء للمساهمة في السيطرة على الحرائق، لكن حتى مع هذه الجهود المبذولة، لا تزال المخاوف قائمة من أن الرياح قد تُحدث تغييرات مفاجئة في مسار النيران.
التحديات الميدانية وتعقيد الوضع
أنتوني مارون، رئيس قسم الإطفاء في مقاطعة لوس أنجلوس، أشار إلى أن فرق الإطفاء في وضع أفضل من حيث الاستعداد لهذه الرياح العاتية مقارنة بالأسابيع الماضية، حيث تم نشر طواقم إضافية، كما تم استخدام طائرات إطفاء حرائق للمساهمة في مكافحة النيران من الجو. ومع ذلك، أقر مارون بأن هناك دائمًا عنصر من عدم اليقين في مثل هذه الظروف، حيث لا يمكن ضمان السيطرة التامة على الحريق أو منعه من الانتشار بشكل مفاجئ.
وفي تعليقه على قوة الرياح، أضاف مارون: “لا يمكننا أن نكون متأكدين أبداً من قدرتنا على السيطرة على الحريق التالي وإبقائه محدودًا. الرياح قد تبلغ سرعتها نحو 110 كيلومترات في الساعة، وهذا يجعل السيطرة على الحريق أمرًا بالغ الصعوبة”.
الخسائر البشرية والمادية
وبحسب التصريحات الرسمية، فقد لقي 24 شخصًا على الأقل حتفهم منذ بداية اشتعال الحرائق في الثلاثاء الماضي. كما أُفيد عن فقدان أكثر من 20 شخصًا آخرين، في الوقت الذي تواصل فيه السلطات جهود البحث في المناطق المحترقة. وتعتبر منطقة ألتادينا، حيث اندلع حريق إيتون لأول مرة، من أكثر المناطق المتضررة، حيث تُواصل فرق البحث اكتشاف المزيد من الضحايا وسط الحطام المحترق.
وبينما تكافح فرق الإطفاء للسيطرة على الحريق، فإن المشهد في المناطق المتأثرة يحمل ملامح كارثية، حيث تحولت أحياء كاملة إلى رماد وأنقاض متفحمة. وقال روبرت لونا، قائد شرطة مقاطعة لوس أنجلوس، إن القوات الأمنية والعسكرية تعمل بجد، لكن المهمة تزداد صعوبة كل يوم، خاصة مع استمرار البحث في المناطق المتضررة.
التوقعات المستقبلية والتداعيات الاقتصادية
حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، أشار إلى أن هذه الكارثة قد تكون “أكبر كارثة طبيعية تدمّر تاريخ الولايات المتحدة”، حيث أثرت الحرائق بشكل كبير على الحياة اليومية للمواطنين وأدت إلى خسائر بشرية ومادية فادحة. وفي الوقت نفسه، أظهرت التوقعات الاقتصادية أن الأضرار المترتبة على هذه الحرائق قد تتراوح قيمتها ما بين 135 إلى 150 مليار دولار، وفقًا لتقديرات شركة “أكيو ويذر” الخاصة للأرصاد الجوية.
بجانب الأضرار الاقتصادية، خلّف الحريق تأثيرًا طويل الأمد على البيئة، حيث يتسبب الدخان السام في تدهور جودة الهواء في العديد من المناطق المتضررة، ما يزيد من الأعباء الصحية على سكان هذه المناطق، خاصة المصابين بالأمراض التنفسية.
تستمر لوس أنجلوس في مواجهة تحديات غير مسبوقة بسبب الحرائق الهائلة والرياح العاتية التي تهدد بمفاقمة الوضع. في هذه اللحظات الصعبة، يعمل رجال الإطفاء والسلطات المحلية في تنسيق الجهود لمكافحة النيران، إلا أن الوضع لا يزال معقدًا، ويبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت الجهود الحالية ستسهم في وقف تقدم هذه الحرائق المدمرة أو ستزداد صعوبة السيطرة عليها .