25
البنك المركزي يساند مشروع أول مركز لزراعة الكبد في الشرق الأوسط وإفريقيا . دعم البنك المركزي لإنشاء أول مركز متخصص لزراعة الكبد في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا في خطوة هامة تهدف إلى تطوير القطاع الصحي في مصر والمنطقة، قام البنك المركزي المصري بدور محوري في تجهيزات المبنى الجديد للمركز القومي لزراعة الكبد التابع لجامعة المنصورة.
حيث قدّم البنك المركزي الدعم اللازم من خلال توفير أحدث الأجهزة الطبية والتجهيزات الخاصة بالمركز، بالإضافة إلى فرش طبي وغير طبي من أجل تجهيز المركز ليكون الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط وإفريقيا. ويأتي هذا الدعم في إطار رؤية وطنية طموحة لتطوير قطاع الرعاية الصحية، بما يتماشى مع توجيهات القيادة السياسية في مصر، وتحقيق رؤية مصر 2030.
مركز متخصص لزراعة الكبد
من خلال هذا المشروع، يصبح المركز القومي لزراعة الكبد في جامعة المنصورة الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط. هذا المركز يمثل إضافة كبيرة في مجال الرعاية الصحية للمرضى الذين يعانون من أمراض الكبد الحادة والمزمنة، خاصة وأنه يضم تجهيزات عالية المستوى تسمح بإجراء عمليات زراعة الكبد على أعلى معايير الجودة والسلامة. يوفر المركز بيئة طبية مجهزة تجهيزًا جيدًا لإجراء العمليات الجراحية، مع وجود طواقم طبية متخصصة قادرة على التعامل مع الحالات المعقدة.
الارتقاء بالخدمات الصحية في مصر
وتعد هذه المبادرة جزءًا من سلسلة من الجهود المبذولة لتحسين مستوى الرعاية الصحية في مصر، والتي تندرج ضمن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي. الرئيس السيسي أكد مرارًا وتكرارًا على أهمية تحسين الخدمات الصحية، خاصة للفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع، وهو ما يعكسه تنفيذ مشاريع طبية متطورة مثل هذا المركز. وتهدف هذه المشاريع إلى ضمان تقديم خدمات طبية عالية الجودة لجميع المواطنين، مما يساهم في تحسين الحياة الصحية للمصريين بشكل عام.
من خلال تفعيل هذه المشروعات، يسعى البنك المركزي المصري إلى القضاء على قوائم الانتظار الطويلة التي كانت تعيق حصول المرضى على العناية الصحية اللازمة. كما يعمل البنك المركزي على توفير دعم مستدام للمشروعات الصحية التي تعزز النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.
افتتاح المركز والمشاركة الرسمية
في يوم الخميس الموافق 26 ديسمبر 2024، تم افتتاح المركز القومي لزراعة الكبد، حيث شارك في الفعاليات الخاصة بافتتاح المركز العديد من الشخصيات البارزة، وعلى رأسهم الدكتور محمد أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وغادة توفيق، مستشار محافظ البنك المركزي المصري للمسؤولية المجتمعية، والدكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، إضافة إلى عدد من المسؤولين والخبراء في المجال الطبي.
هذه الفعالية تؤكد على أن افتتاح المركز ليس مجرد حدث طبي مهم، بل هو أيضًا مناسبة تعكس التعاون الوثيق بين مختلف المؤسسات الحكومية، بما في ذلك وزارة التعليم العالي، والبنك المركزي، والجامعات، مما يسهم في تحقيق أهداف الدولة في تحسين وتطوير القطاع الصحي.
توجهات البنك المركزي ودوره في المسؤولية المجتمعية
وفي تصريح خاص له بمناسبة افتتاح المركز، أكد حسن عبد الله، محافظ البنك المركزي المصري، أن البنك يسعى دائمًا لدعم جهود تحسين الخدمات الصحية المقدمة في مصر. وذكر عبد الله أن هذا النهج يأتي في إطار التكليفات الرئاسية التي تهدف إلى تقديم حياة كريمة لجميع المواطنين، مع التركيز على الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع. وتابع أن هذا الدعم لا يقتصر على تمويل المشاريع الصحية فقط، بل يمتد أيضًا إلى دعم المبادرات الوطنية الصحية التي تهدف إلى تحقيق تحسينات كبيرة في مستوى الرعاية الصحية للمواطنين.
مواصفات المركز وتجهيزاته
يتألف مبنى زراعة الكبد الجديد من 9 طوابق ويحتل مساحة 800 متر مربع، وتم تصميمه وفقًا لأحدث المعايير العالمية في المجال الطبي. يضم المركز ثلاث غرف عمليات مجهزة بأحدث الأجهزة الطبية، إضافة إلى 14 سريرًا للعناية المركزة، وخمسة أسرة للإفاقة، و56 سريرًا لإقامة المرضى. ويشمل المبنى أيضًا قاعات مخصصة للبحث العلمي، مما يعزز دوره في خدمة البحث الطبي والتعليم الطبي في المنطقة.
ومن المتوقع أن يسهم هذا المركز في إجراء ما لا يقل عن خمس عمليات زراعة كبد أسبوعيًا، وهو رقم كبير مقارنة بعدد العمليات التي كانت تُجرى في الماضي (اثنتين فقط). هذا التحسن الكبير في القدرة التشغيلية للمركز يساهم في تخفيف العبء على المرضى ويعزز من قدرة المركز على تقديم خدماته لمزيد من المرضى ليس فقط من مصر، ولكن أيضًا من الدول العربية والإفريقية المجاورة.
دور البنك المركزي في تمويل المشروعات الصحية
لطالما كان البنك المركزي المصري حريصًا على دعم مشروعات المسؤولية المجتمعية في مختلف القطاعات، خاصة في قطاع الصحة. لم يقتصر الدعم على تمويل المشروعات الصحية الجديدة، بل امتد أيضًا إلى دعم المبادرات التي تهدف إلى تحسين مستوى الرعاية الصحية للمواطنين. ويُعتبر هذا الدعم جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحسين حياة المواطنين من خلال تحسين جودة الخدمات المقدمة في مختلف القطاعات، بما في ذلك التعليم والصحة.
إلى جانب ذلك، يشارك البنك المركزي في العديد من المبادرات الوطنية الصحية التي تهدف إلى تقديم الدعم الكامل للفئات الأكثر احتياجًا من المواطنين، وضمان حصولهم على العلاج والرعاية الطبية بشكل عادل وفعّال. هذه المشاريع الصحية تمثل استثمارًا طويل المدى في صحة المواطن المصري، وتساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في البلاد.
مستقبل الرعاية الصحية في مصر
إلى جانب تطوير مراكز طبية متخصصة مثل مركز زراعة الكبد، يسعى البنك المركزي إلى تعزيز دور القطاع الخاص في قطاع الصحة من خلال تشجيع الاستثمارات المحلية والأجنبية. كما يسعى إلى تحسين التعاون بين القطاعين العام والخاص بهدف تطوير مستشفيات ومراكز طبية جديدة، بما يعزز من قدرة النظام الصحي على تلبية احتياجات المواطنين.
من المتوقع أن يؤدي إنشاء مركز زراعة الكبد إلى تسريع وتيرة تقديم الرعاية الطبية المتخصصة، وهو ما سيعود بالنفع على مرضى الكبد في مصر والدول المجاورة. كما أن هذا المركز سيعزز من سمعة مصر كمركز طبي رائد في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
إن دعم البنك المركزي لمشروعات تطوير القطاع الصحي، وتحديدًا في مجال زراعة الأعضاء مثل الكبد، يعد خطوة هامة نحو تحقيق تحسينات جذرية في النظام الصحي المصري. من خلال دعم مبادرات كهذه، يسهم البنك المركزي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ويوفر بيئة طبية قادرة على توفير الرعاية الصحية عالية الجودة لجميع الفئات الاجتماعية، مما يعكس التزام الدولة المصرية بتحقيق رفاهية المواطنين وتعزيز جودة حياتهم.