طرق تقوية العلاقة بين المخطوبين لضمان النجاح الدائم بعد الزواج . أوضحت الدكتورة فاطمة عنتر، واعظة بوزارة الأوقاف، مجموعة من النصائح الهامة للمقبلين على الخطوبة، مشيرة إلى أهمية الواقعية وعدم بناء الحياة المستقبلية على وعود قد لا تكون قابلة للتحقق.
وقالت، خلال مشاركتها في برنامج “مودة” الذي يُبث عبر قناة “الناس“، إنه من المهم أن يفهم كل طرف أن الأمور التي يراها في شريك حياته قبل الزواج هي ما سيستمر معه بعده، وأنه لا يمكن الاعتماد على التغيير التام لشخصية الآخر بناءً على وعود قد تكون غير واقعية.
على سبيل المثال، تحدثت عن حالة قد تحدث عندما تلتقي فتاة بشاب يدخن، وهي لا تحب التدخين، فيعدها الشاب بأنه سيتوقف عن هذه العادة من أجلها. أو عندما يكون هناك شاب يلتقي بفتاة ترتدي ملابس لا يحبها، فيعدها بأنها ستغير من أسلوبها بعد الزواج. وبحسب ما ذكرته الدكتورة فاطمة، فإن هذه التغييرات قد تحدث جزئيًا، لكنها لا تكون فعّالة ما لم تكن هناك قناعة حقيقية من الطرفين بذلك.
وأضافت أن الحياة الزوجية تقوم على التفاهم والواقعية، مشيرة إلى أنه لا يجب أن تُبنى العلاقة على الافتراضات والتوقعات غير المضمونة. وقالت: “إن ما تراه الآن في شريك حياتك هو ما سيكون في المستقبل، فلا تبني حياتك على احتمالات.” فمن المهم لكل طرف أن يكون واقعيًا ولا يعتمد على وعود غير مؤكدة حول التغييرات التي قد تحدث بعد الزواج، لأن هذا قد يؤدي إلى نشوب صراعات وخلافات مستمرة في المستقبل.
وتابعت الدكتورة فاطمة عنتر، موضحة أن الرجل الذي تراه الفتاة في فترة الخطوبة هو نفسه الذي ستعيش معه طوال حياتها. حتى إذا وعدها بتغيير بعض جوانب شخصيته أو سلوكياته من أجلها، يجب أن يكون لديها يقين بأن ذلك لن يحدث ما لم يكن هذا التغيير نابعًا من اقتناع شخصي من الطرف الآخر. وأشارت إلى أنه من الأفضل أن يتم اتخاذ القرارات بشأن استكمال الحياة الزوجية بناءً على ما هو موجود حاليًا من خصائص وطباع، وعدم الاعتماد على وعود لا يمكن الجزم بتحقيقها.
وأضافت أيضًا أن الاختلافات في الطباع تكون متوقعة، مشيرة إلى أنه لا يجب أن تكون هذه الاختلافات مصدرًا للصراع إذا تم التعامل معها بحكمة ومرونة. وأوضحت أن فترة الخطوبة تهدف إلى التعرف على طباع الآخر ومدى التوافق بين الشخصين في أسلوب الحياة والتفكير.
حيث يُمكن خلال هذه الفترة أن يتعرف الطرفان على نمط حياتهما وكيفية تعاملهما مع المواقف المختلفة، وإذا ظهرت بعض الاختلافات الجوهرية بينهما، يجب أن يكون من السهل اتخاذ قرار بالابتعاد بهدوء وبدون تصعيد.
في هذا السياق، أكدت الدكتورة فاطمة على أن فترة الخطوبة هي الوقت المثالي لتقييم العلاقة بين الطرفين بشكل موضوعي، وأنه يجب أن تكون هذه الفترة فرصة للتعرف على الجانب الأعمق في شخصية الآخر. فالتفاهم والانسجام في العادات والتقاليد وكذلك في أنماط الحياة الشخصية هي عناصر أساسية لاستمرار العلاقة وتطورها بشكل صحي ومثمر بعد الزواج.
إلى جانب ذلك، شددت على ضرورة أن يكون لكل من الطرفين نمط حياة خاص بهما يمكن أن يتقبل الآخر هذا النمط أو ينسجم معه. وأكدت أن فترة الخطوبة ليست مجرد فترة للتعارف على المستوى السطحي، ولكنها أيضًا فرصة للتعرف على الشخص في جميع جوانب حياته.
إذا كانت هناك مشكلات كبيرة في التفاهم أو تفاوت في القيم والمبادئ، فإن الخطوبة تتيح الفرصة لاتخاذ القرار المناسب قبل الدخول في علاقة رسمية قد يكون من الصعب الخروج منها بعد الزواج.
وتبقى النصيحة الأهم التي وجهتها الدكتورة فاطمة هي ضرورة أن تكون الوعود التي يتم تقديمها خلال الخطوبة قابلة للتحقيق، وألا يُبنى أي قرار على افتراضات قد تكون غير قابلة للتنفيذ في المستقبل.
فالتفاهم والقبول هما أساس العلاقة الزوجية الناجحة، ويجب أن يتم احترام كل طرف لشخصية الآخر والقدرة على التكيف مع ظروف الحياة الجديدة بعد الزواج، ولكن ذلك لا يعني أن أحد الطرفين يجب أن يغير جوهريًا من شخصيته من أجل إرضاء الآخر.