علامات تكشف الكذب بسرعة كيف تميز الكاذب في ثوانٍ . الكشف عن الكذب يمكن أن يكون أمرًا معقدًا، ولكن هناك بعض العلامات الرئيسية التي يمكن أن تساعدنا في تحديد ما إذا كان الشخص يكذب أم لا.
في هذا السياق، كشفت خبيرة لغة الجسد فانيسا فان إدواردز، من خلال حديثها في بودكاست “The Diary of a CEO”، عن أربع علامات رئيسية يجب الانتباه إليها للكشف عن الكذب. هذه العلامات تتعلق بكيفية تفاعل الشخص مع السؤال، نبرة صوته، حركات جسده، وكذلك النظرة التي قد تظهر على وجهه. سنستعرض هذه العلامات الأربعة بالتفصيل وكيف يمكننا فهمها لتحديد ما إذا كان الشخص يقول الحقيقة أو يحاول التلاعب.
1. نظرة الاشمئزاز
من أكثر العلامات التي قد تكشف عن الكذب هي نظرة الاشمئزاز التي قد تظهر على وجه الشخص الكاذب. يعتقد الخبراء أن الكاذب قد يشعر بمشاعر الاشمئزاز تجاه نفسه أو تجاه الموقف الذي يجد نفسه فيه أثناء عملية الكذب. هذا النوع من المشاعر قد يظهر بشكل غير واعٍ في تعبيرات وجهه.
على سبيل المثال، يمكن أن يظهر تجاعيد حول الأنف أو غلق المنخرين أثناء الحديث، وهو ما يشير إلى تفاعل جسدي مع الكذب، أو قد يظهر الشخص علامات غير مرئية مثل تشنجات أو توترات في عضلات الوجه. هذه الإشارات، رغم أنها قد تكون دقيقة، تكشف عن الصراع الداخلي الذي يعيشه الشخص أثناء محاولته إخفاء الحقيقة.
2. التناقض بين الأقوال والجسد
علامة أخرى بارزة تظهر عندما يكون هناك تناقض بين ما يقوله الشخص وبين لغة جسده. على سبيل المثال، إذا قال الشخص “نعم” بينما كان يهز رأسه بشكل غير واعٍ للإشارة إلى النفي، فهذا يعد تناقضًا واضحًا بين الكلمات والإشارات الجسدية.
تعتبر هذه الإشارة من أهم علامات الكذب، حيث أن الشخص لا يستطيع دائمًا السيطرة على جسده أثناء إخفاء الحقيقة. ولكن من المهم أن نأخذ في اعتبارنا أن بعض الإيماءات قد تختلف ثقافيًا. ففي بعض البلدان مثل الهند وبلغاريا وباكستان، قد تكون طريقة الإيماء بالرأس تشير إلى معانٍ مغايرة، لذلك يجب أن نكون حذرين عند تفسير هذه الإشارات بناءً على السياق الثقافي.
3. نبرة السؤال وانخفاض الصوت
الطريقة التي يتحدث بها الشخص أيضًا تكشف العديد من الأشياء عن صدقه أو كذبه. من العلامات الهامة التي يمكن أن تشير إلى الكذب هي نبرة السؤال التي قد تصاحب جملة ليست في الأصل استفهامية.
على سبيل المثال، قد يقول الشخص: “ليس لدي أي فكرة عما تتحدث عنه، أليس كذلك؟”، رغم أن هذه الجملة ليست سؤالًا حقيقيًا، إلا أن نغمة الصوت الاستفهامية قد توحي بأن الشخص غير واثق من كلامه أو يحاول التشويش على الموقف لإخفاء الحقيقة. في هذا السياق، نبرة الصوت المرتفعة أو المشوبة بالشكوك تشير إلى القلق أو الارتباك الذي يشعر به الشخص أثناء محاولته إخفاء شيء ما.
أحد المؤشرات الأخرى التي قد تدل على الكذب هو انخفاض الصوت المفاجئ. عندما يشعر الشخص بالقلق أو التوتر، من الممكن أن يلاحظ انخفاض في نبرة صوته أو حتى التردد في الحديث، وهو ما يعكس حالة القلق التي يمر بها الشخص. في العديد من الحالات، يكون هذا الانخفاض في الصوت علامة على أن الشخص يحاول إخفاء شيء مهم أو أنه غير مرتاح مع ما يقوله.
4. العلامات الجسدية مثل التململ أو تعديل الملابس
إضافة إلى العلامات اللفظية، فإن لغة الجسد تلعب دورًا كبيرًا في الكشف عن الكذب. من أكثر السلوكيات التي قد تدل على الكذب هي التصرفات المهدئة التي يقوم بها الشخص لتهدئة نفسه.
فعلى سبيل المثال، يمكن أن يبدأ الشخص في التململ، مثل تحريك قدميه أو يديه بشكل مستمر، أو قد يقوم بتعديل ملابسه أو فرك وجهه أو رقبتها بطريقة غير معتادة. هذه التصرفات تشير إلى الانزعاج النفسي أو القلق الناتج عن الكذب.
تقول الخبيرة غابرييل ستيوارت أن الأشخاص الذين يكذبون يستخدمون في الغالب لغة مختلفة عن الأشخاص الصادقين. على سبيل المثال، يبتعد الكاذبون عن استخدام ضمير المتكلم “أنا” أو “لي”، وذلك لتجنب الارتباط المباشر بالكذب الذي قد يشعرون بالذنب حيال القيام به. هذا الأسلوب يجعلهم يحاولون فصل أنفسهم عن الكذب بأدوات لغوية تهدف إلى تقليل مسؤوليتهم تجاه ما يقولون.
5. البحث عن إجابات معقدة عند الكذب
الكذابون يميلون إلى إعطاء إجابات معقدة وطويلة جدًا لتجنب الإجابة المباشرة على الأسئلة. في محاولتهم لإخفاء الحقيقة، يتجنبون إعطاء إجابة قصيرة ومباشرة، بل يبدأون في خلق تفاصيل إضافية قد تكون غير متسقة أو غير منطقية.
هذا التكتيك يأتي غالبًا من رغبتهم في تغطية الأكاذيب بالكثير من التفاصيل التي قد تشتت الانتباه عن النقطة الأساسية. يمكن أن يظهر الشخص علامات توتر واضحة أثناء حديثه عن هذه التفاصيل، ويصبح غير قادر على الحفاظ على تسلسل منطقي في حديثه.
6. الروتين المعتاد للكذب
من الجدير بالذكر أن الأشخاص الذين يكذبون بشكل متكرر قد يطورون “روتينًا” أو “أسلوبًا” معينًا في إخفاء الحقيقة. بمرور الوقت، يصبح لديهم أساليب مختلفة لتغطية أكاذيبهم، مثل تجنب الاتصال المباشر بالعين أو التهرب من الأسئلة التي قد تكون محورية.
كما قد يظهر الشخص محاولة متعمدة في تقليل التفاصيل لتجنب الوقوع في تناقضات قد تكشف عن كذبهم. هؤلاء الأشخاص يصبحون أكثر مهارة في إخفاء الأكاذيب عن طريق تقليل إشارات التوتر والقلق.
الكشف عن الكذب ليس علمًا دقيقًا، لكن هناك العديد من العلامات التي يمكن أن تساعدنا في تحديد ما إذا كان الشخص يكذب أم لا. سواء كان ذلك من خلال نظرة الاشمئزاز التي تظهر على الوجه، التناقضات بين الأقوال وحركات الجسد، أو انخفاض الصوت والتململ، يمكننا جمع هذه الأدلة لفهم ما إذا كان الشخص صادقًا أم لا. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين في تفسير هذه العلامات بشكل قاطع، لأن الناس يختلفون في سلوكياتهم ولغة أجسامهم بناءً على الثقافة أو الحالة النفسية.