أسعار النفط تهبط بعد قرار الفيدرالي بخفض الفائدة: الأسباب والتوقعات . شهدت أسعار النفط تقلبات ملحوظة في الآونة الأخيرة، حيث فقدت جزءًا كبيرًا من المكاسب التي حققتها بعد تراجع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، حققت الأسعار ارتفاعًا محدودًا في ظل قرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة كما كان متوقعًا، مع الإشارة إلى أنه سيتم إبطاء وتيرة هذا الخفض في العام المقبل. هذا التذبذب في الأسعار يعكس تأثير العديد من العوامل الاقتصادية على سوق النفط العالمية.
في التفاصيل، أظهرت بيانات وكالة “رويترز” أن العقود الآجلة لخام برنت شهدت ارتفاعًا طفيفًا بمقدار 20 سنتًا، بنسبة 0.27%، لتسجل 73.39 دولارًا للبرميل عند التسوية. أما العقود الآجلة للخام الأمريكي، فقد ارتفعت بمقدار 50 سنتًا أو 0.71%، ليصل سعر البرميل إلى 70.58 دولارًا. ومع ذلك، لم تتمكن أسعار النفط من الحفاظ على هذه المكاسب، حيث تراجعت عن مستوياتها العليا التي كانت قد تخطت دولارًا واحدًا في وقت سابق من اليوم.
وفيما يتعلق بالبيانات الأمريكية، أظهرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاضًا في مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير في الولايات المتحدة، وهو ما ساهم في دعم الأسعار. في المقابل، ارتفعت مخزونات البنزين في الأسبوع الذي انتهى في 13 ديسمبر، ما يشير إلى زيادة في إمدادات الوقود.
ومن جانب آخر، سجلت بيانات المنتجات الموردة ارتفاعًا ملحوظًا، حيث بلغ حجم المنتجات الموردة في الولايات المتحدة 20.8 مليون برميل يوميًا، بزيادة تقدر بنحو 662 ألف برميل يوميًا مقارنة بالأسبوع السابق. هذه الزيادة في الطلب تُعد مؤشرًا إيجابيًا على تحسن النشاط الاقتصادي.
من جانبه، قال فيل فلين، كبير المحللين في Price Futures Group، إن السوق بدأت تتعافى بشكل تدريجي من حالة السلبية التي اجتاحت السوق قبل أسبوعين. وقد أشار إلى أن هناك تحولًا في النظرة العامة للسوق، حيث باتت هناك توقعات أكثر تفاؤلًا بشأن الطلب في الفترات المقبلة.
أما بالنسبة للقرار الأهم الذي يؤثر في السوق، فقد أعلن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن خفض سعر الفائدة، وهو ما أثار ردود فعل متفاوتة في الأسواق. وكان هذا الخفض متوقعًا من قبل المستثمرين، ولكن ما لفت الأنظار هو إشارات الفيدرالي حول إبطاء وتيرة الخفض في العام المقبل.
ووفقًا لتوقعات الفيدرالي، من المتوقع أن يجري خفضان إضافيان في أسعار الفائدة خلال العام المقبل، بمجموع 50 نقطة أساس. وهذا الإجراء يعكس محاولة الاحتياطي الفيدرالي لتقليل الضغوط التضخمية في ظل تحسن أوضاع سوق العمل واستقرار البطالة.
ومن جانب آخر، أشار أليكس هودز، المحلل في StoneX، إلى أن المستثمرين في سوق النفط قد أخذوا في اعتبارهم الخفض المتوقع لأسعار الفائدة، إلا أن تركيزهم الأكبر كان على التوقعات المتعلقة بالتخفيضات القادمة في العام 2025. هذه التوقعات بشأن أسعار الفائدة تلعب دورًا كبيرًا في تحريك الأسواق المالية وتوجيه حركة الطلب والعرض في أسواق النفط العالمية.
إن هذا الوضع يبرز التحديات التي تواجه أسواق النفط في الوقت الحالي، حيث تتداخل العوامل الاقتصادية والمالية بشكل معقد. وعلى الرغم من الانخفاضات المؤقتة في الأسعار، لا يزال هناك تفاؤل في الأفق بشأن استقرار الأسواق النفطية في المستقبل، خاصة في ظل تحسن الطلب في بعض الأسواق الكبرى وزيادة حركة الإنتاج. ومع استمرار التقلبات في الأسعار بسبب العوامل الجيوسياسية والتجارية، يبقى سوق النفط عرضة لتغيرات كبيرة في الأسعار خلال الفترة القادمة.