تنمية المشروعات وميناء القاهرة الجوي يتفقان على مذكرة تفاهم مشتركة . في خطوة هامة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مصر، شهد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، توقيع مذكرة تفاهم بين جهاز تنمية المشروعات وشركة ميناء القاهرة الجوي التابعة للشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية. وقد تم توقيع الاتفاق في حضور باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، بهدف تعزيز مكانة المنتجات التراثية والحرفية داخل سوق السفر المصري والدولي.
المذكرة تأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية التي تهدف إلى دعم مشروعات الحرف اليدوية والتراثية وتوسيع نطاق تسويق منتجاتها. وبموجب هذا البروتوكول، سيتم توفير منصات تسويقية تحمل العلامة التجارية “تراثنا” داخل صالات مطار القاهرة الدولي، والتي ستتيح عرض وبيع المنتجات التراثية من كافة محافظات الجمهورية. هذه المبادرة لا تقتصر على تسويق المنتجات فحسب، بل تعزز أيضًا التجربة الثقافية والفنية للمسافرين والزوار، سواء كانوا من المصريين أو العرب أو الأجانب.
يهدف البروتوكول إلى خلق بيئة تسويقية مثالية للمنتجات التراثية، ويمنحها فرصة للوصول إلى جمهور واسع من الزوار في مطار القاهرة الدولي، مما يعزز من قيمة هذه المنتجات ثقافيًا واقتصاديًا. كما يعكس ذلك رؤية مصر في الترويج للتراث الثقافي والفني عبر منابر دولية، ويقدم صورة مشرفة عن الحرف اليدوية المصرية.
في هذا الصدد، أكد الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، على أهمية المبادرة التي تأتي كجزء من خطة الدولة لتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، وخاصة في مجال الحرف اليدوية.
وتابع الحفني أن الهدف هو زيادة القدرة التنافسية لهذه المشروعات وتحقيق النمو المستدام لها، مما يساهم في خلق فرص عمل جديدة خاصة في صفوف الشباب ورواد الأعمال. وأضاف أن الوزارة تسعى جاهدة لدعم هذا البروتوكول لتحقيق أهدافه في تعزيز مكانة مصر التراثية عالميًا، مما سيسهم في تحسين صورة مصر في الخارج، وجعل مطار القاهرة منصة تسويقية تسلط الضوء على الإبداع المصري.
وفي سياق متصل، أشار باسل رحمي، الرئيس التنفيذي لجهاز تنمية المشروعات، إلى أن توقيع مذكرة التفاهم جاء بالتزامن مع افتتاح الدورة السادسة من معرض “تراثنا” 2024، الذي يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
المعرض يشارك فيه أكثر من ألف عارض من جميع محافظات مصر، وهو يعد منصة هامة لعرض منتجات الحرف اليدوية والتراثية المصرية. وأوضح رحمي أن جهاز تنمية المشروعات يواصل تنفيذ توجيهات رئيس الوزراء لمساعدة أصحاب المشروعات اليدوية والتراثية في التوسع في تسويق منتجاتهم من خلال منافذ جديدة، بما في ذلك التعاون مع شركة ميناء القاهرة الجوي لتسويق هذه المنتجات في مطار القاهرة الدولي.
وأضاف رحمي أن التعاون مع ميناء القاهرة الجوي سيتيح للمشروعات الحرفية والتراثية فرصة تسويقية غير مسبوقة، حيث سيعرض المشاركون منتجاتهم أمام الملايين من الزوار والمسافرين من مختلف أنحاء العالم، ما يعزز الوعي بالتراث المصري. كما أشار إلى أن هذا التعاون يسهم في الترويج للمنتجات الحرفية والتراثية المصرية على نطاق عالمي، مما يساعد في رفع المستوى الاقتصادي لهذه المشروعات.
من جهة أخرى، أثنى رئيس جهاز تنمية المشروعات على دعم وزير الطيران المدني لهذا البروتوكول، الذي يشجع شباب مصر وفنانيها أصحاب المشروعات التراثية والعاملين في هذا المجال. كما شدد رحمي على أهمية إتمام جميع عمليات البيع والدفع أثناء وجود العارضين في صالات المطار إلكترونيًا، بهدف تسهيل عمليات التسوق للمسافرين من العرب والأجانب وجعل التجربة أكثر سلاسة وراحة. وقد تم التنسيق مع مطار القاهرة لتنظيم التدريب اللازم للعارضين على آلية العمل الرقمي وتسهيل التعامل مع العملاء من خلال الأنظمة الإلكترونية.
إلى جانب ذلك، أكد رحمي على أن جهاز تنمية المشروعات سيعمل على توفيق أوضاع الحرف اليدوية والتراثية، من خلال منحها التراخيص اللازمة لتكون قادرة على العمل بشكل رسمي. وسيتم تقديم الدعم الفني والتمويلي والتسويقي لهذه المشروعات لضمان مشاركتها الفعالة في عرض منتجاتها داخل مطار القاهرة. الهدف هنا ليس فقط تحسين ظروف العارضين ولكن أيضًا دعمهم في تنفيذ خطة التحول الرقمي والشمول المالي، بما يتماشى مع التوجهات المستقبلية لتطوير قطاع الأعمال في مصر.
يُعتبر توقيع هذه المذكرة خطوة هامة نحو تحقيق التنمية المستدامة في القطاع الحرفي والتراثي، ويسهم في تحسين الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز دور المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد المصري. إن هذه المبادرة تعد جزءًا من رؤية أكبر تهدف إلى توفير بيئة عمل متميزة لأصحاب المشروعات الصغيرة، مما يساهم في تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي المصري.