ومع تزايد هذه الشائعات، قررت وزارة الصحة والسكان في مصر إصدار بيان رسمي لطمأنة المواطنين وتوضيح الحقائق حول هذا الموضوع. أكدت الوزارة أنه لا صحة لما يتم تداوله عن وجود فيروسات مجهولة تصيب الجهاز التنفسي، وأن هذه الأخبار لا تعدو كونها إشاعات مغلوطة.
بيان وزارة الصحة
وفي بيان رسمي، أشارت وزارة الصحة إلى أنه لم يتم رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية جديدة أو متحورات مستحدثة مجهولة، بل على العكس، فإن الوضع الصحي في البلاد مستقر ولا يوجد أي زيادات غير طبيعية في أعداد الإصابات بالفيروسات التنفسية أو في معدلات التردد على المستشفيات خلال هذه الفترة من العام مقارنة بالأعوام السابقة.
وأوضحت الوزارة أن هذه الفترة تتزامن مع بداية فصل الشتاء، وهو الوقت الذي يشهد عادةً زيادة في حالات الإصابة بالفيروسات التنفسية مثل الإنفلونزا ونزلات البرد، وهذه الظاهرة طبيعية نظرًا للظروف المناخية التي تشهدها البلاد.
الأمراض التنفسية خلال فصل الشتاء
وفي سياق الحديث عن الأمراض التنفسية، أوضحت وزارة الصحة أن الفيروسات التنفسية، بما في ذلك الإنفلونزا وفيروسات نزلات البرد، تنتشر بشكل أكبر خلال فصل الشتاء، حيث تزداد الحالات عادة في الفترة بين نوفمبر ومارس من كل عام.
ويرجع ذلك إلى عدة عوامل مثل الطقس البارد، الذي يدفع الناس للبقاء في أماكن مغلقة، مما يسهل انتقال الفيروسات. كما أن انخفاض الرطوبة في هذه الفترة يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي، مما يسهل دخول الفيروسات.
المتابعة المستمرة للموقف الوبائي
أكدت وزارة الصحة أنها تتابع بشكل مستمر الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في جميع أنحاء البلاد من خلال نظام الترصد الروتيني للأمراض التنفسية الحادة. ويتضمن ذلك فحص الحالات المترددة أو المحجوزة في المستشفيات التابعة لمنظومة الترصد، والبالغ عددها 542 مستشفى في مختلف المحافظات. بالإضافة إلى ذلك، يتم ترصد الأمراض التنفسية الحادة والأمراض الشبيهة بالإنفلونزا في 28 موقعًا جغرافيًا منتشراً عبر 14 محافظة.
جمع البيانات وتحليلها
كما أكدت الوزارة أنه يتم أخذ مسحات من الحالات المشتبه في إصابتها بالفيروسات التنفسية، وإرسالها إلى المعامل المركزية والمعامل الإقليمية المنتشرة في المحافظات لإجراء الفحوصات اللازمة وتحليل أنواع الفيروسات المنتشرة. هذه الإجراءات تساعد الوزارة في تحديد مدى انتشار الفيروسات، مما يتيح لها اتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع الوضع بشكل فعال.
أسباب انتشار الفيروسات التنفسية
تتمثل الأسباب الرئيسية لزيادة انتشار الأمراض الفيروسية التنفسية خلال فصل الشتاء في عدة عوامل، أبرزها:
- الطقس البارد: إن الطقس البارد يدفع الكثير من الناس إلى البقاء في أماكن مغلقة، مما يعزز فرص انتقال الفيروسات بشكل أسرع.
- الرطوبة المنخفضة: الطقس الجاف في الشتاء يؤدي إلى جفاف الأغشية المخاطية في الجهاز التنفسي، مما يجعل من السهل على الفيروسات دخول الجسم.
- التجمعات الاجتماعية: مع تزايد اللقاءات الاجتماعية في فصل الشتاء، سواء في العطلات أو في أماكن العمل، يصبح من السهل انتقال الفيروسات بين الأشخاص.
- نقص التعرض لأشعة الشمس: يؤدي نقص التعرض لأشعة الشمس في الشتاء إلى قلة إفراز الجسم لفيتامين د، مما يضعف جهاز المناعة ويجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالفيروسات.
نصائح للوقاية
وفي ضوء هذه المعلومات، قدمت وزارة الصحة بعض الإرشادات الوقائية التي يجب اتباعها لتقليل فرص الإصابة بالفيروسات التنفسية. ومنها:
- غسل اليدين بشكل متكرر: يعتبر غسل اليدين من أبسط الطرق وأكثرها فعالية للوقاية من انتقال الفيروسات.
- تجنب التجمعات في الأماكن المغلقة: من الأفضل تقليل التواجد في الأماكن المغلقة المزدحمة لتقليل فرص التعرض للفيروسات.
- اتباع العناية الصحية العامة: من الضروري تعزيز مناعة الجسم من خلال التغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام.
- ارتداء الكمامات: في حالة الإصابة بنزلة برد أو إنفلونزا، يُفضل ارتداء الكمامة للحد من انتقال الفيروس إلى الآخرين.
في النهاية، تطمئن وزارة الصحة المواطنين بأن الوضع الصحي في البلاد تحت السيطرة، وأنه لا يوجد أي فيروس جديد أو غير معروف يشكل تهديدًا في الوقت الراهن. وتدعو الوزارة الجميع إلى متابعة الإجراءات الوقائية والالتزام بالتوجيهات الصحية لحماية أنفسهم من الأمراض التنفسية المعتادة خلال فصل الشتاء.