من بين هذه التعديلات، أقر مجلس النواب في مصر العديد من القوانين التي تتعلق بتنظيم وظائف المعيدين في الجامعات. هذه التعديلات ليست مقتصرة فقط على تحسين ظروف العمل للأستاذة الجامعيين ولكنها تشمل أيضًا طريقة تعيين المعيدين والمدرسين المساعدين في الجامعات المصرية.
إذ أصبح هناك معايير وشروط محددة يجب أن تتوافر في المتقدمين لهذه الوظائف.وفقًا لقانون تنظيم الجامعات رقم 49 لسنة 1972، الذي يحدد قواعد تعيين المعيدين في الجامعات، يجب أن يستوفي المتقدمين عدة شروط قبل أن يتم قبولهم في وظائف المعيدين. هذه الشروط تشمل الجوانب الأكاديمية، والعملية، وحتى الأخلاقية.
في هذا المقال، سنستعرض هذه الشروط بالتفصيل، ونسلط الضوء على متطلبات تعيين المعيدين في الجامعات المصرية، إضافة إلى المعايير الأخرى التي تحكم تعيين المعيدين في الأقسام العلاجية، والشروط الخاصة بالحصول على الماجستير والدرجات العليا.
شروط تعيين المعيدين في الجامعات المصرية
للتعيين في وظيفة المعيد، يجب أن يستوفي الشخص عددًا من الشروط التي تتعلق بالتأهيل الأكاديمي والسلوك الشخصي. إليك أهم هذه الشروط:
- السمعة الحسنة: يشترط أن يكون المتقدم ذو سمعة طيبة وسيرة حسنة، إذ يتم التقييم بناءً على سلوكه الشخصي والتزامه بالقيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها موظف في مؤسسة أكاديمية.
- التعيين بناءً على إعلان رسمي: يجب أن يتم التعيين بناءً على إعلان رسمي عن الوظائف الشاغرة. ولا يتم تعيين أي شخص بشكل استثنائي دون هذا الإعلان، مما يضمن شفافية العملية.
- التقدير الأكاديمي: يجب أن يكون المتقدم حاصلاً على تقدير “جيد جدًا” على الأقل في التقدير العام لشهادته الجامعية الأولى. أما بالنسبة لمادة التخصص أو ما يعادلها، فيشترط أن يكون المتقدم قد حصل على تقدير “جيد” على الأقل.
- المفاضلة في حالة التساوي: في حال التساوي في التقدير العام بين المتقدمين، يتم تفضيل المتقدم الذي حصل على أعلى مجموع درجات، وفي حالة التساوي في المجموع، يتم تفضيل الشخص الذي حصل على أعلى تقدير في مادة التخصص.
شروط التعيين الخاصة بخريجي الجامعات
يشترط القانون أن يعين المعيدون من خريجي الكليات خلال السنتين الأخيرتين. ويجب أن يكون هؤلاء الخريجون قد حصلوا على تقدير “جيد جدًا” على الأقل في التقدير العام في الشهادة الجامعية الأولى، وفي تقدير مادة التخصص أو ما يعادلها.
وفي حال التساوي في التقدير، يتم تفضيل الشخص الحاصل على أعلى مجموع درجات، مع مراعاة ضوابط المفاضلة.
شروط تعيين المعيدين في الأقسام العلاجية (الأكلينكية) في كليات الطب
تختلف الشروط في بعض الكليات عن غيرها، وخاصة في كليات الطب.
حيث يشترط لتعيين معيد في الأقسام العلاجية أن يكون قد أمضى سنتين على الأقل في تدريب عملي بأحد المستشفيات الجامعية في تخصصه.
هذه المدة التدريبية تعتبر من المتطلبات الأساسية للالتحاق بوظيفة المعيد في هذا القطاع.
شروط تعيين المعيدين في كليات غير طبية
بالنسبة للمعيدين في التخصصات الأخرى غير الطبية، يجب أن يكون المتقدم قد حصل على درجة الماجستير أو دبلومين من دبلومات الدراسات العليا، التي تؤهله للقيد للحصول على درجة الدكتوراه أو ما يعادل درجة الماجستير.
شروط الحصول على الماجستير والدرجات العليا
إذا كان المعيد قد حصل على الماجستير أو دبلومين من دبلومات الدراسات العليا، فيجب أن يكون هناك تقييم من المشرفين على الرسالة أو من عميد الكلية، في حال التقدم للحصول على وظيفة مدرس مساعد.
التعيين في وظائف المدرسين المساعدين
إذا كان المعيد يطمح لتولي وظيفة مدرس مساعد، يجب أن يكون قد حصل على درجة الماجستير في التخصص الذي يستلزمه الحصول على درجة بكالوريوس أو ليسانس أخرى. وعند تعيينه في وظيفة مدرس مساعد، يتم منحه أقدمية اعتبارية تعادل مدة الدراسة المقررة للحصول على البكالوريوس أو الليسانس الأخرى.
وفي حال كانت هناك وظائف مدرسين مساعدين شاغرة في ذات الكلية أو المعهد، يتم التعيين من بين المعيدين في نفس الكلية أو المعهد، وإذا لم يتوفر متقدم مؤهل لهذه الوظائف، يتم الإعلان عنها بشكل عام.
الالتزام الوظيفي والتقييم المستمر
يشترط في جميع الأحوال بالنسبة لوظائف المعيدين في الجامعات أن يكون الشخص ملتزمًا بأداء واجباته الوظيفية على أكمل وجه. حيث يجب على المعيد أن يلتزم بأخلاقيات العمل الأكاديمي ويؤدي دوره الوظيفي كما هو محدد في متطلبات وظيفته.
وإذا تم التعيين من غير الجامعات الخاضعة للقانون، فيشترط حصوله على تزكية من المشرف على الرسالة في حال الحصول على درجة الماجستير، أو من عميد الكلية في حال الحصول على دبلومات الدراسات العليا.
في الختام، تعد عملية تعيين المعيدين في الجامعات عملية تتطلب دقة وعناية فائقة من أجل ضمان الحصول على أفضل الكفاءات الأكاديمية. تشكل هذه الشروط خطوة هامة نحو بناء نظام أكاديمي قوي يعتمد على المعايير الأكاديمية الصارمة التي تضمن اختيار الكوادر الأكاديمية المؤهلة والقادرة على النهوض بالعملية التعليمية.