محمد القس يشارك تجربته مع اتس شو تايم في تعلم اللهجة المصرية . محمد القس يكشف تفاصيل رحلته مع الفن وحبّه للمسلسلات القديمة وتعلم اللهجة المصرية وفي حديثه المميز على قناة الحياة، خلال برنامج “اتس شو تايم”، كشف الفنان محمد القس عن جوانب عديدة من مسيرته الفنية وحياته الشخصية.
تحدث القس عن شغفه العميق بالمسلسلات العربية القديمة، حيث اعتبرها من أفضل الأعمال التي تمت مشاهدتها في تلك الحقبة الزمنية. وأوضح كيف أن هذه الأعمال كانت تحتل مكانة خاصة في قلوب الجمهور العربي بشكل عام، مشيرًا إلى أن المسلسلات المصرية كانت تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة العربية في العديد من الدول مثل سوريا والسعودية.
شغف محمد القس بالمسلسلات القديمة
أشار محمد القس إلى أنه كان من محبي المسلسلات العربية القديمة، التي غالبًا ما كانت تتميز بالدراما المميزة والقصص المشوقة. وتحدث عن كيفية عرض المسلسلات المصرية في تلك الفترة في سوريا والسعودية.
حيث كان يُشار إليها باسم “المسلسل العربي”، مشيرًا إلى أهمية هذه الأعمال في توحيد الجمهور العربي وتعريفهم بالثقافة المصرية والفن المصري العريق. وأضاف أنه لا يمكن مقارنة الأعمال القديمة بالأعمال الحديثة في بعض الأحيان، حيث أن الطابع الأصيل والعميق الذي كان يتمتع به المسلسل القديم لا يزال محط تقدير واعتزاز لدى الكثيرين.
ولفت القس إلى أن الأعمال القديمة تميزت بحضور قوي من الممثلين الكبار والكتاب الذين استطاعوا أن يقدموا أعمالًا تتميز بالقوة والصدق، وهو ما جعله يشعر دائمًا بمزيد من الحنين لتلك الحقبة، مضيفًا أن المسلسلات القديمة كانت تشبه مرآة للمجتمع العربي وتكشف عن الكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية التي كانت تشغل الناس في ذلك الوقت.
رفضه مشاهدة أعماله الخاصة
بالرغم من تقديره الكبير للأعمال الفنية التي قدمها في مسيرته، إلا أن محمد القس كشف أنه لا يحب مشاهدة أعماله الخاصة. وقال في حديثه ضاحكًا: “محبش اتفرج على نفسي”. وذكر أنه شاهد حلقة واحدة فقط من أعماله، مشيرًا إلى أنه يفضل التركيز في المشاهدة على أعمال زملائه من الفنانين مثل إيمان العاصي ووليد فواز.
وأوضح أنه يستمتع بمشاهدتهم أكثر من مشاهدة نفسه، خاصة وأنه يعتقد أن كل ممثل قد يرى أدواره بطريقة نقدية قد تكون سلبية أحيانًا، وهو ما دفعه إلى عدم العودة لمتابعة أعماله مرة أخرى.
وأشار القس إلى أنه يفضل أيضًا مشاهدة الأفلام الأجنبية، التي تساعده في الابتعاد عن أجواء عمله الفني وتمنحه الراحة والاسترخاء. وأضاف أنه يجد في الأفلام الأجنبية مجالًا للتنوع والإبداع، حيث يعجب بالكثير من الأساليب المختلفة التي تستخدمها السينما العالمية في معالجة القضايا الإنسانية والاجتماعية. بالنسبة له، تعتبر الأفلام الأجنبية نافذة أخرى يرى من خلالها أسلوبًا فنيًا مختلفًا يمكن أن يؤثر على أسلوبه في الأداء وتمثيله.
الرحلة مع السعودية
تحدث محمد القس عن تجربته الشخصية في السعودية، حيث انتقل إليها وهو في السابعة من عمره. وأوضح أنه عاش في السعودية لمدة 40 عامًا، وتفاعل بشكل عميق مع الحياة هناك، ما ساعده على تكوين العديد من الذكريات والعلاقات.
وتابع قائلاً إن طفولته وشبابه في السعودية كانت مليئة بالتجارب التي شكلت جزءًا كبيرًا من شخصيته. ورغم أنه نشأ في بيئة مختلفة، إلا أن السعوديين كانوا دومًا أكثر من مجرد جيران له؛ بل كانوا جزءًا من عائلته الكبيرة.
أوضح القس أن البيئة التي نشأ فيها كانت متنوعة ثقافيًا، فقد كان أصدقاؤه في الحي والمدرسة من جنسيات مختلفة مثل المصريين، اللبنانيين، الأردنيين، والفلسطينيين. ورغم اختلاف اللهجات بين هذه الجنسيات، إلا أن اللهجة المصرية كانت الأقرب إلى قلبه بفضل تفاعله المستمر مع الجالية المصرية في السعودية.
قال: “من خلال علاقتي مع جيراني وأصدقائي المصريين في السعودية، تعلمت اللهجة المصرية بشكل طبيعي وبطريقة غير مباشرة”. وتعتبر اللهجة المصرية جزءًا أساسيًا من تجربته الفنية، حيث أصبحت جزءًا من تاريخه في المجال الفني.
تعلمه اللهجة المصرية
من خلال تجربته العميقة مع المصريين في السعودية، تمكن محمد القس من إتقان اللهجة المصرية بشكل مميز، وهو ما ساعده في تقديم أدوار متعددة باللهجة المصرية في أعماله الفنية.
فقد بدأ يكتسب اللغة المصرية بطريقة سهلة وطبيعية من خلال التفاعل اليومي مع المصريين الذين عاشوا معه في الحي. ومع مرور الوقت، أصبحت اللهجة المصرية جزءًا من شخصيته، وهو ما انعكس في أدائه التمثيلي، حيث أصبح قادرًا على تقديم أدوار تتطلب إتقانًا تامًا للهجة المصرية.
وكانت هذه التجربة مهمة جدًا في مشواره الفني، إذ أن إتقان اللهجة المصرية سمح له بالاندماج بشكل أعمق في أعماله الفنية التي قدمها في مصر بعد أن قرر الدخول إلى عالم التمثيل بشكل أكثر جدية. وقد اعتبرت اللهجته المصرية جزءًا أساسيًا من تميز أدائه، ما جعله يحقق نجاحًا كبيرًا بين الجمهور المصري.
السعودية هي وطنه الثاني
على الرغم من أنه من أصل سوري، إلا أن محمد القس يعتبر السعودية وطنه الثاني. فقد احتضنته السعودية منذ أن كان صغيرًا، حيث عاش فيها وتربى فيها وتعلم فيها الكثير من الدروس الحياتية.
وقال القس: “السعودية هي البلد التي احتوتني، وتربيت فيها، واشتغلت فيها في العديد من الوظائف”. فقد بدأ حياته العملية في السعودية كعامل نقاش وسباك، وكان يعمل أيضًا شيال رخام، ثم انتقل للعمل كموظف استقبال ثم سكرتير، وفي النهاية أصبح مديرًا لفرع إحدى الشركات.
وتعتبر هذه الفترة من حياته محورية، حيث أنها كانت تساهم في بناء شخصيته وصقل مهاراته المهنية قبل أن يتحول إلى مجال الفن والتمثيل. وقال القس: “كنت أعيش حياة بسيطة وصعبة، لكنني تعلمت منها الكثير، وأصبحت شخصًا قادرًا على مواجهة التحديات والنجاح في حياتي”.
من نقاش وسباك إلى ممثل
تجربة محمد القس مع العمل في السعودية لم تكن مجرد فترة عابرة، بل كانت مرحلة تكوّن فيها شخصيته الفنية والإنسانية. ورغم التحديات التي واجهها في تلك الفترة، إلا أنه كان لديه إصرار كبير على تحقيق أهدافه. وبعد أن عمل في العديد من الوظائف، قرر أن يتبع شغفه بالفن والتمثيل، فانتقل من عالم الأعمال إلى عالم الفن والتمثيل الذي يراه أكثر تطورًا وتحقيقًا لطموحاته.
اليوم، يعتبر محمد القس من الفنانين الذين حققوا النجاح بفضل تنوع تجاربهم الحياتية والفنية. لقد استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا في مجال التمثيل بفضل أدواره المميزة، التي غالبًا ما تتسم بقدر عالٍ من الصدق والإبداع. ورغم أن مسيرته الفنية انطلقت متأخرة نوعًا ما، إلا أنه استطاع أن يثبت نفسه ويكسب حب جمهور واسع بفضل أداءه المتميز.