وقد أعلنت هيئة الأرصاد عن توقعات بظروف جوية صعبة قد تؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية في تلك المناطق، مما دفع العديد من المواطنين والطلاب للتساؤل حول مصير الدراسة في تلك الأيام.
تعطيل الدراسة بسبب حالة الطقس السيئ
في البداية، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية عن تعرض معظم المحافظات الساحلية لموجة طقس سيء بسبب نوة المكنسة التي من المتوقع أن تستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث يشهد معظم مناطق الساحل الغربي هطول أمطار غزيرة، تراوحت بين متوسطة وغزيرة، يصاحبها رياح جنوبية، مع انخفاض واضح في درجات الحرارة. وتتركز هذه الظواهر بشكل خاص في محافظات الإسكندرية وكفر الشيخ، حيث يعاني المواطنين من صعوبة التنقل نتيجة للظروف الجوية القاسية.
قرارات المحافظين بشأن تعطيل الدراسة
نتيجة لهذه الظروف، أصدر محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد حسن سعيد قرارًا بتعطيل الدراسة في جميع المدارس الحكومية والخاصة، وكذلك المعاهد الأزهرية في نطاق المحافظة، وذلك لحماية الطلاب من التقلبات الجوية السائدة. وقد تم أيضًا تعطيل الدراسة في جامعة الإسكندرية يوم الثلاثاء 19 نوفمبر 2024، على أن يعود الطلاب إلى الدراسة في الأيام التالية، بعد أن تهدأ حالة الطقس.
وفي محافظة مطروح، كان الوضع مختلفًا حيث أوضحت نادية فتحي، وكيلة وزارة التربية والتعليم، أنه لن يتم تعطيل الدراسة بالمحافظة لأن حالة الطقس لم تكن بالدرجة التي تستدعي اتخاذ هذا القرار.
وأضافت أن قرار تعطيل الدراسة يتم من خلال المحافظ، ولا تتدخل المديرية في اتخاذه بشكل مباشر. كما أشارت إلى أن مستوى الخدمات التعليمية في المحافظة قد شهد تحسنًا ملحوظًا، حيث تسعى المديرية لتوفير كافة السبل لدعم الطلاب في هذه الظروف.
دور هيئة الأرصاد في اتخاذ القرار
ومن جانبه، أكد الدكتور عربي أبو زيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، أن قرار تعطيل الدراسة في الإسكندرية جاء بناءً على تقارير هيئة الأرصاد الجوية، والتي أثبتت أن الظروف الجوية تتطلب اتخاذ هذا القرار لحماية الطلاب والمواطنين. وأشار إلى أن هناك غرفة عمليات تعمل على متابعة التطورات لحظة بلحظة، لضمان استجابة سريعة في حالة حدوث أي طارئ.
أما منار غانم، المتحدثة باسم هيئة الأرصاد الجوية، فقد أكدت أن قرار تعطيل الدراسة في المحافظات الساحلية يعتمد بشكل رئيسي على تقدير المحافظين وفقًا للظروف الجوية المحلية في كل منطقة. وأوضحت أن الهيئة تعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية لتقديم الدعم اللازم في حال حدوث أي تقلبات جوية مفاجئة، مؤكدًة أن سلامة المواطنين هي الأولوية في جميع القرارات المتخذة.
متابعة مستمرة للطقس وأي طارئ
كما شددت غانم على أهمية المتابعة المستمرة مع الأجهزة المختصة في المحافظات المختلفة لتقييم الوضع بشكل دقيق، بالإضافة إلى أن غرفة العمليات بوزارة التنمية المحلية تقوم بتنسيق سريع مع غرفة العمليات المركزية بمجلس الوزراء.
مما يسمح بالاستجابة الفورية لأي حدث طارئ. في هذا الإطار، أكدت أنه لا توجد أي مستجدات أو طوارئ في الوقت الراهن، وأن الوضع مستقر بشكل عام في العديد من المحافظات.
تحذيرات بحرية ووقف الأنشطة البحرية
من جانب آخر، أصدرت هيئة الأرصاد الجوية تحذيرات بحرية على السواحل الشمالية، حيث توقعت نشاطًا قويًا للرياح في البحر المتوسط، والتي قد تصل سرعتها إلى 60 كم/ساعة.
مما يؤدي إلى حالة من عدم الاستقرار في البحر، وارتفاع الأمواج من 2 إلى 2.5 متر. بناءً على ذلك، نصحت الهيئة بوقف جميع الأنشطة البحرية مثل أعمال الصيد والتنزه على البحر المتوسط في هذه الأيام، حفاظًا على سلامة المواطنين.
تظل عملية تعطيل الدراسة في ظل الأحوال الجوية السيئة مسألة تابعة لتقييم الوضع الجوي من قبل هيئة الأرصاد الجوية والمحافظين. من المهم أن تتواصل السلطات مع المواطنين وتوافيهم بكل جديد بخصوص حالة الطقس وقرار تعطيل الدراسة.
إن هذه القرارات تأتي في سياق حماية الطلاب والمواطنين من أي مخاطر قد تطرأ بسبب سوء الأحوال الجوية، وهي تمثل خطوة مهمة لضمان سلامة الجميع في ظل الظروف الجوية المتقلبة التي قد تشهدها البلاد في الأيام المقبلة.