وجاء نبأ وفاة الفنانة نيفين مندور مفاجئًا لمحبيها وزملائها، خاصة أن اسمها ارتبط في أذهان الجمهور بدور مميز ترك بصمة واضحة رغم قصر مسيرتها الفنية، حيث استطاعت أن تحجز مكانًا خاصًا في ذاكرة المشاهدين من خلال مشاركات محدودة لكنها مؤثرة.
وفاة بطلة فيلم «اللي بالي بالك»
وأعلنت الجهات المعنية تفاصيل الواقعة، حيث تبين أن الفنانة نيفين مندور توفيت إثر حريق اندلع داخل شقتها السكنية بمنطقة العصافرة في محافظة الإسكندرية، وتحديدًا داخل برج الإخلاص بالطابق الرابع، وهو ما أدى إلى إصابتها باختناق شديد نتيجة تصاعد الدخان الكثيف، لتفارق الحياة قبل أن يتم إنقاذها.
وأكدت التحريات الأولية أن الحريق نشب بشكل مفاجئ داخل الشقة، ولم تتمكن الفنانة الراحلة من النجاة، وسط محاولات متأخرة للسيطرة على النيران، فيما باشرت الجهات المختصة التحقيق في ملابسات الحادث للوقوف على أسبابه الكاملة.
سبب وفاة بطلة فيلم «اللي بالي بالك»
ووفقًا للمعلومات المتداولة، فإن سبب الوفاة يعود إلى الاختناق الناتج عن استنشاق الدخان الكثيف، وليس بسبب إصابات مباشرة من الحريق، وهو ما زاد من وقع الصدمة لدى محبيها، خاصة أن الوفاة جاءت في ظروف مأساوية ومفاجئة.
وعقب الإعلان عن الخبر، سادت حالة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نعَى عدد من الفنانين والإعلاميين الفنانة الراحلة، مسترجعين ذكرياتها الفنية ومشوارها القصير الذي لم يخلُ من التأثير.
وكتب الفنان شريف إدريس عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»:
«لا إله إلا الله.. الصديقة الطيبة الجميلة نيڤين مندور في ذمة الله.. الله يرحمك ويحسن إليكي»،
في رسالة مؤثرة عبّرت عن حالة الحزن والأسى التي سيطرت على كل من عرفها عن قرب.
بطلة فيلم «اللي بالي بالك» في ذاكرة الجمهور
ارتبط اسم الفنانة نيفين مندور في أذهان الجمهور بشخصية «فيحاء» التي قدمتها في فيلم «اللي بالي بالك» عام 2003، أمام النجم محمد سعد، وهو العمل الذي حقق نجاحًا جماهيريًا واسعًا وقت عرضه، وأصبح من الأفلام الكوميدية الشهيرة في تلك الفترة.
وبرغم أن الدور لم يكن بطولة مطلقة، إلا أن نيفين مندور استطاعت من خلاله أن تترك بصمة واضحة بفضل حضورها وخفة ظلها، لتصبح واحدة من الوجوه التي لا ينساها جمهور الفيلم حتى اليوم، خاصة مع إعادة عرضه المتكرر على الشاشات.
مشوار فني قصير وغياب طويل
شهدت مسيرة نيفين مندور الفنية مشاركات محدودة، حيث فضّلت الابتعاد عن الأضواء بعد سنوات قليلة من دخولها الوسط الفني، لأسباب لم تُعلن بشكل واضح، وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون دائمًا عن سبب اختفائها المفاجئ رغم النجاح الذي حققته في بداياتها.
وكان آخر ظهور فني للفنانة نيفين مندور من خلال مشاركتها في مسلسل «مطعم تشي توتو» عام 2006، وهو العمل الذي قام بإخراجه المخرج الكبير محمد فاضل، وتأليف الكاتب يوسف معاطي، ليكون هذا المسلسل هو الختام لمسيرتها الفنية قبل أن تختفي عن الساحة تمامًا.
حزن في الوسط الفني
شكل خبر وفاة نيفين مندور صدمة لعدد كبير من الفنانين الذين تعاملوا معها أو عرفوها عن قرب، خاصة أنها عُرفت بأخلاقها الطيبة وهدوئها، وهو ما أكده العديد من زملائها في رسائل النعي التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعاد رحيلها المفاجئ فتح ملف الفنانين الذين غابوا عن الأضواء لسنوات طويلة، ثم عادوا إلى الواجهة عبر أخبار حزينة، ما أثار تعاطف الجمهور وتساؤلاته حول مصير العديد من نجوم الماضي.
وداعًا نيفين مندور
برحيل الفنانة نيفين مندور، يفقد الوسط الفني واحدة من الوجوه التي تركت أثرًا رغم قلة الأعمال، لتؤكد مرة أخرى أن التأثير الحقيقي لا يُقاس بعدد الأدوار، بل بصدق الأداء وحضور الفنان في وجدان الجمهور.
ويبقى اسم نيفين مندور حاضرًا في ذاكرة محبي السينما المصرية، خاصة جمهور فيلم «اللي بالي بالك»، الذي سيظل شاهدًا على موهبتها وبدايات كان من الممكن أن تحمل الكثير، لولا الغياب المبكر عن الساحة، ثم الرحيل المفاجئ عن عالمنا.
رحم الله الفنانة نيفين مندور، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان.















