ترامب يعيّن كارولين ليفيت في منصب المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض . في خطوة جديدة ضمن تشكيل فريقه الإداري، أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، عن تعيين كارولين ليفيت، المتحدثة السابقة باسم حملته الانتخابية، في منصب السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض.
جاء هذا الإعلان في بيان رسمي صدر عن ترامب مساء يوم الجمعة، حيث أشاد بقدرات ليفيت التي وصفها بأنها “ذكية وقوية”، مضيفًا أنه يثق تمامًا في قدرتها على أداء المهام المطلوبة بنجاح.
وبحسب ترامب، فإن ليفيت أثبتت أنها قادرة على التواصل بشكل فعال، وهو ما يجعلها الاختيار المثالي لهذا المنصب المهم، موضحًا أنها ستساعد في إيصال رسالته إلى الشعب الأمريكي بشكل مباشر وفعال.
كما ان دونالد ترامب هو رجل أعمال، ومالك عقارات، ومنتج تلفزيوني، وسياسي أمريكي شغل منصب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من يناير 2017 إلى يناير 2021. يُعتبر ترامب أحد الشخصيات المثيرة للجدل في الساحة السياسية الأمريكية والدولية بسبب مواقفه وتصريحاته المفعمة بالتحدي والتي تميزت بلغة غير تقليدية مقارنة بالسياسيين التقليديين.
كان يعمل في مجال تطوير العقارات. كان ترامب متخرجًا من جامعة وارتون في جامعة بنسلفانيا حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد. بدأ مسيرته في مجال العقارات بعد أن تولى إمبراطورية والده العقارية التي كانت تُسمى “إمبراطورية فريد ترامب”. ومن خلال إعادة تطوير عقاراته وفتح مشاريع جديدة، تمكن ترامب من بناء إمبراطوريته الخاصة، وهو ما جعله أحد أثرياء الولايات المتحدة.
تعد ليفيت (البالغة من العمر 27 عامًا) واحدة من أبرز الوجوه الشابة التي أثبتت كفاءتها في المجال السياسي الأمريكي، وهي تعد جزءًا أساسيًا من فريق ترامب منذ بداية حملته الانتخابية. من خلال دورها في الحملة، تمكنت ليفيت من بناء سمعة قوية كمتحدثة تتسم بالحيوية والقدرة على التأثير، مما جعلها الخيار الأول لتولي هذا المنصب الرفيع في الإدارة القادمة.
هذا التعيين يأتي في إطار سلسلة من التعيينات التي قام بها ترامب لتشكيل إدارته، حيث سبق له الإعلان عن تعيين سوزي وايلز، رئيسة حملته الانتخابية، في منصب كبيرة موظفي البيت الأبيض.
ويعتبر هذا الاختيار أيضًا خطوة مهمة، حيث تبرز وايلز كأحد الأسماء البارزة في الفريق الانتخابي الذي ساعد ترامب في الفوز بالانتخابات. وايلز تعتبر من الأسماء التي تعرف كيفية إدارة الحملات السياسية، وبالتالي فإن دورها في البيت الأبيض سيكون محوريًا في التواصل بين الرئيس والإدارة.
بالإضافة إلى ذلك، أعلن ترامب عن تعيين محاميه الخاص، تود بلانش، لشغل منصب نائب وزير العدل، الذي يعد ثاني أعلى منصب في الوزارة. وفي البيان الذي صدر بهذا الخصوص، أشار ترامب إلى أن تود بلانش “محام ممتاز”، وأنه سيقود وزارة العدل الأمريكية في مرحلة “إصلاح نظام العدالة” الذي وصفه بـ”المعطل منذ فترة طويلة”.
يعتبر هذا التعيين خطوة حاسمة في تشكيل فريق ترامب، خاصة في مجال القضاء الذي يتطلب أشخاصًا ذوي خبرة وكفاءة في التعامل مع القضايا القانونية الحساسة وفي خطوة أخرى مثيرة للجدل، أعلن ترامب عن ترشيح روبرت كينيدي جونيور لمنصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية.
ويُعرف كينيدي، الذي ينتمي إلى عائلة سياسية مرموقة، بتوجهاته المثيرة للجدل حول مسائل الصحة العامة، حيث يُعد من المشككين في جدوى اللقاحات، ويعتبر من أبرز المنادين بنظريات المؤامرة. وقد أشار ترامب في منشور له على منصته الاجتماعية “تروث سوشال” إلى أن كينيدي جونيور كان دائمًا “منزعجًا من صناعة الأدوية” واتهم شركات الأدوية والأنظمة الصحية بأنها “مارست التضليل الإعلامي” فيما يتعلق بالصحة العامة.
تأتي هذه التعيينات في وقت حساس بالنسبة للإدارة القادمة لترامب، حيث سيتعين على الفريق الجديد مواجهة تحديات عدة على الساحة الداخلية والخارجية. تعكس هذه الخطوات رغبة ترامب في بناء فريقه الإداري من خلال تعيين شخصيات متمرسة ومعروفة بمواقفها الصريحة والمثيرة للجدل، وهو ما يتماشى مع أسلوبه الخاص في التعامل مع السياسة والإدارة.
من جانبه، سيواجه ترامب العديد من التحديات في تعييناته هذه، خاصة مع تولي بعض الشخصيات المثيرين للجدل مناصب حساسة، مثل كينيدي جونيور. كما أن الوضع السياسي الراهن في أمريكا يتطلب مزيجًا من الخبرة والكفاءة والقدرة على التعامل مع الأزمات المتعددة، وهو ما يُتوقع أن يشكّل محكًا حاسمًا لهذه التعيينات.
بالمجمل، تواصل إدارة ترامب المقبلة في رسم ملامح فريقها الإداري، معتمدة على شخصيات ذات تاريخ طويل في العمل السياسي، ومتباينة الآراء والمواقف، ولكنهم جميعًا يتشاركون في الالتزام بمبدأ تغيير الأنظمة الحالية وإصلاحها، وهو ما يبقى أحد أبرز شعارات ترامب في حملاته السياسية.