مايك والتز مستشارًا للأمن القومي الأمريكي: ترامب يكشف عن اختياره في إدارته المقبلة . في خطوة جديدة ضمن استعداداته لتشكيل إدارته المقبلة، أعلن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، عن اختياره النائب الجمهوري مايك والتز لشغل منصب مستشار الأمن القومي في إدارته الجديدة.
يأتي هذا الإعلان في وقت حساس، حيث يعكف ترامب على إعادة تشكيل فريقه الوزاري استعدادًا لخوض انتخابات 2024، فيما يواصل تعزيز دعم قاعدة مؤيديه وتأكيد رؤيته للأمن القومي الأمريكي في ظل التحديات العالمية المتزايدة.
مايك والتز الخلفية والخبرة السياسية
مايك والتز، الذي يمثل ولاية فلوريدا في مجلس النواب الأمريكي، يعد من الشخصيات السياسية البارزة في الحزب الجمهوري، وله خلفية عسكرية متميزة. حيث خدم كضابط في القوات الخاصة للجيش الأمريكي، وتحديدًا في “قوات النخبة”، قبل أن يصبح نائبًا في الكونغرس. تلك الخبرة العسكرية، جنبًا إلى جنب مع تجربته السياسية في العمل داخل أروقة الكونغرس، تجعل من والتز خيارًا مثاليًا لمنصب مستشار الأمن القومي، خاصة في ظل الظروف العالمية المعقدة التي تواجهها الولايات المتحدة من جميع الاتجاهات.
اختيار ترامب ماذا يعني تعيين مايك والتز؟
يعتبر تعيين مايك والتز خطوة مهمة بالنسبة لدونالد ترامب، حيث يعكس التزامه بإعادة التركيز على القضايا الأمنية والسياسية التي كانت من أولويات حملاته الانتخابية السابقة. كان ترامب قد أبدى اهتمامًا كبيرًا منذ حملته الانتخابية في 2016 بتوسيع نطاق التأثير العسكري الأمريكي وتعزيز القدرات الدفاعية للبلاد.
ويقوم مستشار الأمن القومي، وهو منصب مؤثر للغاية يعينه الرئيس ولا يتطلب تأكيد مجلس الشيوخ، بالتنسيق بين جميع وكالات الأمن القومي العليا، وهو مكلف بإطلاع الرئيس وتنفيذ سياساته.
وسيتولى والتز دوره وسط الصراعات الدولية المتشابكة في أوكرانيا والشرق الأوسط، ومن المتوقع أن يحاول ترامب منع المزيد من التصعيد في الخارج من خلال بناء الردع ضد المنافسين الأجانب مع تفضيل سياسات التعامل مع حلفاء الولايات المتحدة.
يذكر أن والتز عضو في مجلس النواب وهو ضابط متقاعد من القوات الخاصة بالجيش الأميركي وخدم أيضا في الحرس الوطني برتبة كولونيل. وانتقد النشاط الصيني في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وأشار إلى حاجة الولايات المتحدة للاستعداد لصراع محتمل في المنطقة وفي حين انتقد إدارة الرئيس جو بايدن بسبب الانسحاب الكارثي من أفغانستان في عام 2021، أشاد والتز علنا بآراء ترامب في السياسة الخارجية.
ويتمتع والتز بتاريخ طويل في الدوائر السياسية في واشنطن. وكان مديرا لسياسة الدفاع لوزيري الدفاع دونالد رامسفيلد وروبرت جيتس وانتخب عضوا بالكونغرس في عام 2018. وهو رئيس اللجنة الفرعية للقوات المسلحة في مجلس النواب التي تشرف على الخدمات اللوجستية العسكرية، كما أنه عضو في اللجنة المختارة للاستخبارات.
ويشارك والتز أيضا في فرقة عمل الجمهوريين الخاصة بشؤون الصين، ويقول إن الجيش الأميركي ليس مستعدا كما ينبغي إذا ما نشب صراع في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال والتز إن آراءه تطورت. فبعد اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في عام 2022، دعا إدارة بايدن إلى توفير المزيد من الأسلحة لكييف لمساعدتها في صد القوات الروسية. لكن خلال حدث الشهر الماضي، قال والتز إنه لا بد من إعادة تقييم أهداف الولايات المتحدة في أوكرانيا. وتساءل والتز “هل من مصلحة الولايات المتحدة أن نستثمر الوقت والثروة والموارد التي نحتاج إليها بشدة في المحيط الهادي الآن؟”.
وجاء هذا الاختيار على الرغم من وجود مخاوف متزايدة في الكونغرس بشأن قرار ترامب بتعيين أعضاء من مجلس النواب، حيث لا تزال النتيجة النهائية للانتخابات غير مؤكدة، وهناك قلق من سحب أي عضو جمهوري من المجلس لأنه سيتطلب إجراء انتخابات جديدة لملء المقعد الشاغر.
والآن، مع تعيين والتز في هذا المنصب، يبدو أن ترامب يخطط لتكريس هذه السياسة، خاصة في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية حول العالم، مثل تصاعد التهديدات من الصين وروسيا، بالإضافة إلى التحديات الأمنية المستمرة في الشرق الأوسط.
الأمن القومي الأمريكي في ظل التحديات العالمية
في وقت تعاني فيه الولايات المتحدة من تحديات أمنية غير مسبوقة، من الهجمات الإلكترونية إلى الإرهاب الدولي، مرورًا بالتوسع العسكري لبعض القوى العالمية، يتوقع أن يكون لمستشار الأمن القومي الجديد دور محوري في رسم استراتيجية الولايات المتحدة الدفاعية. وفي هذا السياق، يُتوقع من والتز، بخلفيته العسكرية، أن يعزز سياسة الردع الأمريكي ويعيد تقييم العلاقة مع الحلفاء التقليديين مثل حلف الناتو، مع الحفاظ على موقف قوي ضد التهديدات القادمة من دول مثل الصين وروسيا.
مايك والتز والشرق الأوسط رؤية جديدة؟
من المتوقع أن تتركز بعض أولويات مايك والتز في ملف الشرق الأوسط، حيث كانت إدارة ترامب السابقة قد اتخذت قرارات هامة مثل الانسحاب الجزئي من سوريا، والضغط على إيران عبر سياسة “الضغط الأقصى”. ويمثل والتز، بصفته عضوًا في لجنة الدفاع بمجلس النواب، صوتًا قويًا في دعم استراتيجيات ترامب في المنطقة. مع هذا التعيين، يمكن أن يتوقع المراقبون أن يعزز ترامب سياسات أكثر تشددًا تجاه إيران، ويعكف على بناء تحالفات جديدة في المنطقة، خاصة مع الدول التي أظهرت دعمًا في مواجهة التهديدات الإيرانية.
مايك والتز والداخل الأمريكي: السياسة الدفاعية والإصلاحات الداخلية
على الصعيد الداخلي، من المتوقع أن يعمل مايك والتز على تطوير سياسات أمنية تأخذ في اعتبارها أيضًا التهديدات الداخلية. في ظل التصاعد المستمر للتهديدات الإرهابية المحلية، مثل الهجمات التي ينفذها المتطرفون داخل الولايات المتحدة، يعكف والتز على تحسين استعداد القوات الأمنية الداخلية والشرطة الفيدرالية لمواجهة هذه التحديات.
بالإضافة إلى ذلك، يتعين على والتز التعامل مع قضايا أخرى تتعلق بالأمن السيبراني، في وقت تتزايد فيه الهجمات الإلكترونية التي تستهدف البنية التحتية الأمريكية من قبل دول ومنظمات متطرفة.
يُتوقع أن يكون مايك والتز شخصية محورية في إدارة ترامب القادمة، حيث سيكون له دور كبير في تشكيل الاستراتيجيات الدفاعية والتعامل مع القضايا الأمنية التي ستواجه الولايات المتحدة في السنوات المقبلة.
مع خلفيته العسكرية وتجربته في الكونغرس، يملك والتز القدرة على بناء جسر بين السياسة العسكرية والسياسة الخارجية، وهو ما سيكون في غاية الأهمية في ظل التحديات التي قد تواجه الإدارة الجديدة.
باختيار مايك والتز لهذا المنصب الهام، يُظهر ترامب عزمه على تكثيف استراتيجياته الأمنية والدفاعية، خصوصًا في مواجهة التهديدات العالمية والإرهاب الداخلي. في الوقت الذي لا تزال فيه الولايات المتحدة تتعافى من تداعيات جائحة كورونا والأزمات الاقتصادية، فإن التركيز على تعزيز الأمن القومي يعد من أولويات الإدارة القادمة. كما أن التعيين يعكس التزام ترامب بالتركيز على القوة العسكرية الأمريكية في سياق موازين القوى الدولية المتغيرة.