قرار إقالة غالانت من وزارة الدفاع: أزمة ثقة بين نتنياهو ووزير الدفاع السابق . في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً في الساحة السياسية الإسرائيلية، أقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت من منصبه يوم الأحد الماضي.
تفاصيل القرار وتداعياته
حيث جاء هذا القرار في وقت حساس تمر فيه الحكومة الإسرائيلية بأزمة سياسية عميقة على خلفية الاحتجاجات الشعبية ضد خطط الإصلاح القضائي التي يسعى نتنياهو لتنفيذها. يعكس هذا القرار تحولاً جديداً في التوازنات السياسية داخل الحكومة الإسرائيلية ويطرح تساؤلات حول استقرار التحالفات السياسية وأثره على الأمن الإسرائيلي.
حيث أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، وزير الدفاع يوآف غالانت قائلا إنه لا يثق في إدارته للعمليات العسكرية الإسرائيلية الجارية وقال مكتب نتنياهو في بيان أن رئيس الوزراء عين وزير الخارجية يسرائيل كاتس وزيرا جديدا للدفاع وجدعون ساعر وزيرا للخارجية.
خلفية الإقالة:
كانت العلاقة بين نتنياهو ووزير الدفاع غالانت قد توترت في الأسابيع الأخيرة، بعد أن عبّر غالانت عن معارضته لخطط الإصلاح القضائي التي تقدم بها ائتلاف نتنياهو، حيث رأى أنها تهدد استقرار المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل. غالانت.
الذي يعد من أبرز الشخصيات العسكرية في إسرائيل، حذر من أن الإصلاحات القضائية قد تضر بسمعة إسرائيل على الصعيد الدولي وتؤثر سلباً على الجيش الإسرائيلي في ظل التصعيدات الأمنية التي تواجهها البلاد.
وغالانت ونتنياهو، وكلاهما من حزب الليكود اليميني، على خلاف منذ شهور بخصوص أهداف الحرب التي تشنها إسرائيل منذ 13 شهرا في غزة على حركة حماس وقال نتنياهو إنه بعيدا عن الخلاف في الرأي “نشأت أزمة ثقة تدريجيا… وهذه الأزمة لا تسمح باستمرار الإدارة الطبيعية للحملة (العسكرية)”.
وأضاف في بيان “على ضوء ذلك قررت اليوم إقالته من منصب وزير الدفاع” وقال نتنياهو إنه حاول حل الخلافات بينهما لكنها “استمرت في الاتساع” وصارت علنية. وأضاف “الأسوأ من ذلك أن العدو صار على علم بتلك (الخلافات) وينعم بوجودها ويستفيد منها كثيرا”.
هذه المعارضة العلنية لخطط نتنياهو كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، فغالبًا ما كان نتنياهو يتوقع الدعم الكامل من وزراء حكومته، خاصة في القضايا السياسية الحساسة التي تتعلق بالتحالفات السياسية والقرار الأمني. يبدو أن غالانت قد حسم موقفه، ما دفع نتنياهو لاتخاذ هذا القرار الحاسم بإقالته من منصب وزير الدفاع.
وقال إن ذلك تزامن مع أقوال وأفعال “تتعارض مع قرارات الحكومة وقرارات مجلس الوزراء” وردا على ذلك، قال غالانت “أمن دولة إسرائيل كان وسيظل دائما مهمتي في الحياة” والخلافات بين نتنياهو وغالانت مستمرة منذ شهور.
تفسير الإقالة:
في حين أن قرار الإقالة قد يكون نتيجة لتباين وجهات النظر بين نتنياهو وغالانت حول الإصلاحات القضائية، إلا أن هناك أيضًا بعدًا شخصيًا في هذه الخطوة. يُعتقد أن نتنياهو كان يشعر بعدم الارتياح تجاه غالانت.
خصوصًا وأن وزير الدفاع كان يتمتع بشعبية في الأوساط العسكرية وكان يحظى بتقدير كبير من قبل الجنرالات وكبار الضباط في الجيش الإسرائيلي. من ناحية أخرى، فإن غالانت كان يُعد من الشخصيات التي قد تثير القلق لدى نتنياهو بسبب تاريخه العسكري وعلاقاته القوية مع أطراف سياسية قد تكون بعيدة عن توجهات رئيس الحكومة.
وهو ما يعكس انقساما أوسع بين الائتلاف الحاكم اليميني في إسرائيل والجيش الذي أعلن منذ فترة طويلة أنه يفضل التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وإعادة عشرات الرهائن المحتجزين لدى حماس.
وقال غالانت إن الحرب تفتقر إلى اتجاه واضح، في حين كرر نتنياهو القول إن القتال لا يمكن أن يتوقف لحين القضاء على حماس ككيان حاكم وقوة عسكرية في غزة وقبل وقت قصير من اندلاع الصراع في غزة، أقال نتنياهو غالانت بسبب خلافات على خطط الحكومة لتعديل النظام القضائي الإسرائيلي، قبل أن يعيده بعد احتجاجات حاشدة.
إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت هي خطوة بارزة قد تحمل العديد من التداعيات على الحكومة الإسرائيلية وعلى الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد. في حين أن نتنياهو قد يراها كخطوة ضرورية لتعزيز سلطته والتحكم في القرار الأمني.
فإنها قد تعزز من حالة الانقسام السياسي في إسرائيل وتؤدي إلى تصعيد الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة. المستقبل القريب قد يحمل المزيد من التوترات في الساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية، مع ضرورة متابعة تأثير هذا القرار على استقرار الحكومة وتوجهاتها في التعامل مع القضايا الأمنية والإقليمية.