وجاء هذا الاستقرار بعد فترة من التذبذب في الأسعار نتيجة لتغيرات العرض والطلب خلال الأسابيع الماضية، وسط حرص حكومي متواصل على توفير السلع الأساسية بأسعار مناسبة لجميع فئات المجتمع.
وبحسب جولة ميدانية أجراها موقعنا في عدد من الأسواق، أكد عدد من الجزارين أن أسعار اللحوم البلدي والمستوردة ما زالت مستقرة، مع توافر كميات كبيرة تغطي احتياجات المواطنين خلال الفترة الحالية، خصوصًا مع ارتفاع الطلب في بعض المناسبات الاجتماعية أو مع تغيرات الطقس التي تدفع الأسر إلى الإقبال على الأطعمة الغنية بالبروتين.
الاستقرار يسيطر على أسعار اللحوم في الأسواق
تراوح سعر اللحم الكندوز اليوم في الأسواق بين 360 جنيهًا للكيلو الواحد، في حين بلغ سعر الريش الضاني نحو 425 جنيهًا للكيلو. أما اللحمة الضاني فقد سجلت نفس السعر تقريبًا، بينما وصل سعر لحم الجديان إلى 435 جنيهًا للكيلو، وهو من أعلى الأصناف سعرًا نظرًا لجودته العالية ومحدودية توفره في بعض المناطق.
كما بلغ سعر اللية الضاني نحو 370 جنيهًا، بينما سجلت الكبدة الصافي حوالي 350 جنيهًا للكيلو، في حين استقر سعر اللحم المفروم عند 330 جنيهًا، والمفروم الأحمر عند 355 جنيهًا للكيلو.
وأكد عدد من أصحاب محلات الجزارة أن الأسعار مستقرة منذ بداية الأسبوع، مع توقعات باستمرار هذا الاستقرار خلال الأيام المقبلة في ظل تراجع أسعار الأعلاف عالميًا وزيادة المعروض المحلي من اللحوم.
دور المنافذ الحكومية في ضبط الأسعار
تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ضخ كميات كبيرة من اللحوم الطازجة والمجمدة في المنافذ الرسمية المنتشرة بجميع المحافظات. وتهدف هذه الخطوة إلى تحقيق التوازن بين العرض والطلب، ومنع الممارسات الاحتكارية التي قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مبرر.
وتقدم المنافذ الحكومية أسعارًا أقل من السوق الحر بنسبة تتراوح بين 10% إلى 20%، وهو ما يجعلها خيارًا مفضلاً لعدد كبير من المواطنين. كما حرصت الوزارة على توفير أنواع متعددة من اللحوم، سواء البلدي أو المستورد، لتلبية مختلف احتياجات المستهلكين.
وفي هذا السياق، أوضح مصدر بوزارة الزراعة أن الوزارة تتابع يوميًا حركة الأسعار في الأسواق بالتنسيق مع الغرف التجارية والجهات الرقابية، لضمان ثبات الأسعار ومنع التلاعب بها، مشيرًا إلى أن هناك وفرة في المعروض من اللحوم الحمراء بفضل المشروعات القومية التي تم تنفيذها في قطاع الإنتاج الحيواني.
العوامل المؤثرة على أسعار اللحوم
يرى خبراء الاقتصاد أن استقرار أسعار اللحوم خلال الفترة الحالية يعود إلى عدة عوامل رئيسية، أبرزها:
- زيادة الإنتاج المحلي من الثروة الحيوانية نتيجة التوسع في مشروعات المزارع المتكاملة ومزارع التسمين.
- تحسن سلاسل الإمداد والتوزيع مما يقلل من الفاقد ويرفع كفاءة التسويق الداخلي.
- تراجع أسعار الأعلاف عالميًا وانخفاض تكاليف النقل والشحن.
- الرقابة الحكومية المكثفة على الأسواق لمنع الاحتكار أو الممارسات غير القانونية.
- الإقبال المعتدل من المستهلكين بعد انتهاء موسم الأعياد، ما خفف الضغط على الطلب.
وتُظهر المؤشرات الأولية أن السوق يتجه نحو مرحلة من الاستقرار النسبي خلال الربع الأخير من عام 2025، خاصة مع اقتراب موسم الشتاء الذي عادةً ما يشهد زيادة في استهلاك اللحوم، ما قد يؤدي إلى ارتفاعات طفيفة لكنها متوقعة ضمن النطاق الطبيعي.
إقبال المواطنين رغم الأسعار
رغم بقاء الأسعار عند مستويات مرتفعة نسبيًا مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الإقبال على شراء اللحوم الطازجة لا يزال جيدًا، وفقًا لما أكده عدد من الجزارين. ويرجع ذلك إلى ثقة المستهلكين في جودة المنتج المحلي، إضافة إلى تحسن القوة الشرائية لدى بعض الفئات نتيجة استقرار الرواتب والدخول خلال الأشهر الأخيرة.
كما لجأت العديد من الأسر إلى تنويع مصادر البروتين بين اللحوم والدواجن والأسماك لتقليل الإنفاق مع الحفاظ على القيمة الغذائية في النظام الغذائي اليومي.
جهود لضمان استقرار الأسعار مستقبلاً
تسعى الحكومة إلى تعزيز الأمن الغذائي من خلال استمرار تنفيذ مشروعات الإنتاج الحيواني وتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى دعم صغار المربين وتشجيعهم على التوسع في التربية المحلية. كما تعمل على زيادة الاعتماد على الإنتاج المحلي لتقليل فاتورة الاستيراد، وبالتالي حماية السوق من التقلبات الخارجية في الأسعار.
ويؤكد الخبراء أن هذه السياسات من شأنها أن تؤدي إلى استقرار طويل الأمد في أسعار اللحوم، خصوصًا إذا تم الحفاظ على وتيرة الإنتاج الحالية وتحسين نظم التسويق.
يتوقع المتابعون أن تظل أسعار اللحوم مستقرة خلال الأسابيع القادمة ما لم تحدث تغيرات مفاجئة في تكاليف الإنتاج أو أسعار الأعلاف. ومع استمرار الجهود الحكومية لضخ المعروض وتوسيع المنافذ، يُرجّح أن يستفيد المستهلك من أسعار أكثر استقرارًا مع الحفاظ على الجودة.
ويرى مراقبون أن السوق المصري يسير بخطى ثابتة نحو تحقيق توازن حقيقي في قطاع اللحوم، مدعومًا بالمبادرات الرسمية والتعاون بين الجهات المعنية.
يمكن القول إن أسعار اللحوم اليوم الاثنين 10 نوفمبر 2025 تشهد حالة من الاستقرار والاتزان في الأسواق المصرية، بفضل الجهود الحكومية في مراقبة السوق وتوفير المعروض، إلى جانب وعي المستهلكين بأهمية الشراء من المنافذ الموثوقة.
وبينما تستعد البلاد لدخول فصل الشتاء، تبقى التوقعات إيجابية بشأن استمرار هذا الاستقرار الذي يخفف من الأعباء المعيشية عن المواطنين.







