جاء ذلك على خلفية عبور السفينة CMA CGM بنيامين، والتي تعتبر أكبر سفينة حاويات تعبر قناة السويس منذ عامين، بعد آخر عبور لها في أكتوبر 2023، متجهة إلى ماليزيا مرورًا بمضيق باب المندب.
وأوضح الفريق ربيع خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي سيد علي في برنامج “حضرة المواطن”، أن السفينة الضخمة تحمل 172 ألف طن و18 ألف حاوية، وأن الرسوم على عبورها بلغت حوالي مليون دولار أمريكي، مؤكّدًا أن هذا الحدث يعكس التحسن التدريجي في حركة الملاحة وعودة الثقة من قبل الشركات العالمية في قناة السويس كخيار رئيسي لعبور التجارة البحرية.
تحسن الإيرادات وتوقعات العودة للمستويات الطبيعية
أشار رئيس هيئة قناة السويس إلى أن الإيرادات بدأت تتحسن بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية، وأن هيئة القناة تعمل على تعزيز دورها الاقتصادي كممر حيوي عالمي.
ولفت إلى أنه من المتوقع أن تعود الإيرادات إلى مستوياتها الطبيعية بنهاية العام الحالي، مما يعكس استقرار النشاط التجاري وتزايد حركة السفن العابرة، خاصة بعد التحسينات والتوسعات الأخيرة التي شهدتها القناة.
وأوضح الفريق ربيع أن عودة الإيرادات إلى مستوياتها المعتادة سيتيح للهيئة المزيد من المرونة في تطوير البنية التحتية، وتمويل مشاريع تحديثية وصيانة دائمة لضمان استمرار القناة في أداء دورها الحيوي كواحدة من أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم.
التعاون الدولي ومشاريع الممرات الاقتصادية
وأشار الفريق أسامة ربيع إلى أن هيئة قناة السويس تعمل بشكل مستمر على التعاون الدولي في مشاريع الممرات الاقتصادية العالمية، مثل الممر الهندي-الأوروبي، موضحًا أن قناة السويس تظل الخيار الأكثر أمانًا وأقل تكلفة وأسرع مقارنة بأي طرق بحرية بديلة.
وأوضح أن الطرق البحرية البديلة، مثل المرور عبر رأس الرجاء الصالح، تستغرق أسابيع إضافية، وتستهلك وقودًا وموارد أكبر، ما يجعل قناة السويس الخيار الأمثل للشحن التجاري العالمي. وأضاف أن التعاون الدولي يساهم في تعزيز دور القناة كممر تجاري موثوق، ويتيح جذب مزيد من الاستثمارات والمشاريع الكبرى التي تدعم الاقتصاد المصري وتزيد من إيرادات الدولة.
البيئة المستدامة ودور القناة في الملاحة العالمية
أكد الفريق ربيع أن هيئة قناة السويس توفر بيئة مستدامة للملاحة العالمية، مع الالتزام بأعلى معايير السلامة البحرية وحماية البيئة. وأوضح أن الهيئة تراقب حركة السفن بدقة عالية، وتستخدم أحدث التقنيات لضمان سلامة السفن وتقليل المخاطر البيئية.
كما شدد على أن الهيئة تعمل على تطوير المشاريع الكبرى التي تساهم في زيادة الطاقة الاستيعابية للقناة، بما يضمن استمرارها كممر عالمي رئيسي لتجارة الحاويات والنفط والمواد الأساسية. وأضاف أن مشاريع التطوير تشمل توسعة مجرى الملاحة، تحديث نظم المراقبة، وتحسين الخدمات اللوجستية لضمان جذب المزيد من السفن والشركات العالمية.
أهمية قناة السويس في التجارة العالمية
تعد قناة السويس من أهم الممرات الملاحية في العالم، حيث تربط بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، وتختصر الوقت والمسافة بين أوروبا وآسيا بشكل كبير. وأوضح الفريق ربيع أن القناة لا تقتصر أهميتها على الشحن البحري فحسب، بل تلعب دورًا محوريًا في الاقتصاد العالمي، حيث تمر عبرها حمولات ضخمة من النفط الخام والغاز الطبيعي والسلع الاستراتيجية.
وأشار إلى أن تعزيز الدور الاقتصادي للقناة ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المصري، ويزيد من الإيرادات العامة للدولة، كما يسهم في توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في قطاع الملاحة والخدمات اللوجستية.
الخطوات المستقبلية لتعزيز دور قناة السويس
أكد الفريق أسامة ربيع أن هيئة قناة السويس لديها خطط استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تطوير القناة وتعزيز قدرتها على المنافسة عالميًا.
وتشمل هذه الخطط:
تطوير البنية التحتية للممر الملاحي وتوسعة بعض المناطق الضيقة.
تحديث نظم المراقبة والملاحة البحرية لضمان سلامة السفن العابرة.
تعزيز الخدمات اللوجستية لتسهيل عمليات الشحن والتفريغ.
جذب المزيد من السفن العملاقة ومشاريع التجارة العالمية الكبرى.
التعاون مع الممرات الاقتصادية الدولية لتعزيز مكانة القناة كممر تجاري آمن وفعال.
وأضاف أن جميع هذه الإجراءات تهدف إلى ضمان أن تظل قناة السويس الخيار الأول للتجارة العالمية، مع تعزيز قدرتها على المنافسة مع الممرات البديلة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل.
في ضوء ما سبق، تتضح أهمية قناة السويس ليس فقط كممر ملاحي عالمي، بل كمحرك اقتصادي رئيسي لمصر والمنطقة، مع توقعات بعودة الإيرادات إلى مستوياتها الطبيعية بنهاية العام، مما يعكس قوة الاقتصاد المصري وقدرة الهيئة على التعامل مع التحديات والمنافسة العالمية.
وأكد الفريق أسامة ربيع أن الهيئة ستستمر في تقديم خدمات عالية الجودة، وضمان بيئة آمنة ومستدامة للملاحة العالمية، مع جذب المزيد من المشاريع والاستثمارات التي تعزز دور قناة السويس كممر تجاري رئيسي عالميًا.






