الفاشر تحت وطأة أزمة إنسانية بعد إعاقة وصول المساعدات . تشهد مدينة الفاشر حالياً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي مرت بها منذ سنوات، حيث وصف الكاتب الصحفي السوداني السماني عوض الله الوضع بأنه أكثر سوءاً مما كانت عليه المدينة خلال العامين الماضيين، عندما كانت محاصرة في ظروف صعبة.
وأوضح عوض الله في تصريحاته لقناة القاهرة الإخبارية أن الأزمة الحالية تفاقمت بشكل كبير نتيجة تدفق أعداد هائلة من النازحين والفارين من الحرب، بعد دخول ميليشيا الدعم السريع إلى المدينة وفرض سيطرتها على عدد من مناطقها الحيوية.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 750 ألف مواطن فروا من الفاشر بسبب الصراع والعنف المستمر، حيث لجأ الكثير منهم إلى منطقة طويلة، بينما اختار آخرون النزوح نحو مدينة الدبة في الولاية الشمالية.
هذا التهجير الجماعي أدى إلى زيادة الضغط على الموارد المحلية والخدمات الأساسية، مما جعل المدينة تواجه أزمة إنسانية متفاقمة، تتطلب تدخلات عاجلة وفعّالة من المجتمع الدولي والهيئات الإغاثية.
وأكد عوض الله أن أوضاع المدنيين داخل الفاشر صعبة للغاية، خاصة مع استمرار منع قوات الدعم السريع وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان. وقال إن جهود المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة لم تتمكن من الوصول إلى الفارين في مناطق النزاع، وهو ما يزيد من حدة المعاناة الإنسانية، ويعرض المدنيين لخطر نقص الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الطبية الأساسية.
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن منع وصول المساعدات لا يقتصر تأثيره على النازحين فقط، بل يمتد ليشمل السكان المحليين الذين يعانون من انقطاع الخدمات الأساسية، ونقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب، إضافة إلى تعرضهم لأوضاع صحية متردية وارتفاع كبير في الأمراض المعدية. كما أن توقف الدعم الإنساني يهدد الأطفال والنساء وكبار السن بشكل خاص، حيث أنهم الأكثر عرضة للمخاطر الناتجة عن الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
وأشار عوض الله إلى أن الموقف الحالي يتطلب تضافر الجهود الدولية للتدخل الفوري، وضرورة ممارسة الضغط على ميليشيا الدعم السريع للسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون قيود، مع التأكيد على حماية المدنيين وضمان حقوقهم الأساسية. وأوضح أن تأخر التدخل الدولي قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة بشكل أكبر، وربما يشهد المدنيون كارثة إنسانية يصعب معالجتها في المستقبل القريب.
كما شدد على أهمية توثيق الانتهاكات التي ترتكب ضد المدنيين، والعمل على تقديم الدعم النفسي والطبي للنازحين، مع توفير مأوى آمن، وتعزيز قدرات المنظمات الإنسانية على العمل داخل المدينة والمناطق المجاورة، لتقليل المعاناة وتحقيق الاستقرار الجزئي للمتضررين.
وخلص عوض الله إلى القول إن الفاشر تواجه اليوم اختباراً حقيقياً للقدرة على مواجهة الأزمات الإنسانية، وأن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل قبل أن تتفاقم الأوضاع بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
وأضاف أن النزوح الجماعي والقيود على وصول المساعدات قد يترك آثاراً طويلة الأمد على سكان المدينة والنازحين، سواء على المستوى الصحي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، ويستدعي تكاتف الجهود الوطنية والدولية لتخفيف الأزمة وضمان حقوق المدنيين في الحصول على حياة كريمة وآمنة.







