وصف الوزير هذا الحدث بأنه نقطة تحول تاريخية في مسيرة الدولة المصرية الحديثة، ورسالة حضارية موجهة إلى العالم بأسره تؤكد أن مصر لا تكتفي بحفظ تراثها، بل تعيد إحياءه برؤية معاصرة تمزج بين الأصالة والتقدم.
وأوضح الوزير في مقاله المنشور عبر وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن هذا الصرح العملاق الذي شُيّد على بُعد خطوات من أهرامات الجيزة، لا يُعتبر مجرد متحف أثري تقليدي يضم آلاف القطع النادرة، بل يمثل منارة علمية وثقافية وتعليمية تفتح آفاقاً جديدة أمام الأجيال الصاعدة لفهم عمق الهوية المصرية، وتدعم الباحثين والدارسين في مجالات الآثار والتراث والتاريخ الإنساني.
وأشار عبد اللطيف إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير يأتي تتويجاً لجهود الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن مشروع بناء الجمهورية الجديدة، التي تستمد قوتها من ماضيها العريق وتضع التعليم والثقافة في مقدمة أولوياتها، إيماناً بأن النهضة الحقيقية تبدأ من الوعي والمعرفة.
وأضاف أن الحضارة المصرية القديمة كانت السباقة في إدراك قيمة العلم، إذ كان شعارها «العلم سبيل الخلود»، وهو المبدأ ذاته الذي تسعى الدولة إلى إحيائه اليوم عبر هذا المشروع الضخم، الذي يربط بين التعليم والمتاحف، وبين المعرفة والتنوير.
وفي سياق حديثه، أوضح الوزير أن الوزارة تعمل حالياً على إدماج المتحف المصري الكبير في العملية التعليمية، من خلال إطلاق برامج توعوية ومبادرات ثقافية وزيارات ميدانية لطلاب المدارس، تهدف إلى تعزيز ارتباط الأجيال الجديدة بجذورهم الحضارية، وتنمية روح الانتماء والفخر الوطني لديهم، بما ينسجم مع رؤية مصر 2030 التي تعتبر الهوية الثقافية ركناً أساسياً في التنمية المستدامة.
وأكد عبد اللطيف أن المتحف الكبير ليس مجرد بوابة نحو الماضي، بل جسر يعبر منه المصريون إلى المستقبل، إذ يُلهم الطلاب والباحثين على حد سواء لاكتشاف العلوم والهندسة والفنون بروح إبداعية مستوحاة من عبقرية الأجداد، الذين شيدوا حضارة خالدة تُعد من أعظم ما عرفه التاريخ الإنساني.
كما شدد الوزير على أن المتحف المصري الكبير سيكون بمثابة منصة تعليمية مفتوحة أمام العالم، تتيح الفرصة لتبادل الخبرات والبحوث العلمية في مجال علم المصريات، ما يعزز مكانة مصر كمركز عالمي للمعرفة والحضارة.
وفي ختام مقاله، وجّه الدكتور محمد عبد اللطيف تحية تقدير لكل من ساهم في إنجاز هذا المشروع الوطني العملاق، من مهندسين وعلماء وعمال، مؤكداً أن هذا النجاح يُعد انتصاراً لإرادة الشعب المصري، الذي يواصل حمل شعلة الحضارة عبر الأجيال، مجسداً بذلك المقولة الخالدة:
“مصر لا تُحافظ على تاريخها فقط… بل تصنع التاريخ من جديد.”







