ويأتي هذا الاستقرار بالتزامن مع حالة من التوازن في حركة العملات العربية والأجنبية داخل السوق المحلية، في ظل سياسات البنك المركزي المصري التي تهدف إلى ضبط سوق النقد والحفاظ على استقرار الأسعار.
ويُعد الريال السعودي من أكثر العملات تداولًا في مصر، نظرًا للروابط الاقتصادية القوية بين القاهرة والرياض، وكذلك لارتباطه الوثيق بمواسم الحج والعمرة التي تشهد فيها مصر إقبالًا كبيرًا من المواطنين على شراء الريال السعودي لتغطية احتياجاتهم من النفقات أثناء السفر إلى المملكة.
كما يمثل الريال السعودي أحد أهم مصادر النقد الأجنبي في السوق المصرية، بفضل التحويلات المالية التي يرسلها المصريون العاملون في المملكة بشكل دوري.
وبحسب أحدث بيانات البنوك، سجل متوسط سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 21 أكتوبر 2025 نحو 12.63 جنيه للشراء و12.70 جنيه للبيع، دون تغيير كبير عن مستويات أمس، ما يشير إلى استقرار واضح في سوق الصرف المحلي.
وفيما يلي بيان تفصيلي لأسعار الريال السعودي في عدد من البنوك المصرية اليوم:
البنك الأهلي المصري: سجل الريال السعودي 12.61 جنيه للشراء و12.68 جنيه للبيع.
بنك القاهرة: بلغ السعر 12.65 جنيه للشراء و12.73 جنيه للبيع.
بنك الإسكندرية: سجل 12.64 جنيه للشراء و12.68 جنيه للبيع.
بنك مصر: بلغ 12.63 جنيه للشراء و12.70 جنيه للبيع.
ويلاحظ أن الفارق بين أسعار الشراء والبيع في مختلف البنوك لا يتجاوز بضع قروش، ما يؤكد حالة الاستقرار النسبي في سوق الصرف، خاصة مع تراجع الطلب الموسمي على الريال بعد انتهاء موسم العمرة وغياب ضغط الطلب على العملة السعودية.
من ناحية أخرى، يتابع البنك المركزي المصري حركة أسعار العملات بشكل يومي لضمان استقرار السوق وتوفير السيولة اللازمة لتلبية احتياجات الأفراد والشركات. كما أن استمرار تدفق التحويلات من المصريين العاملين بالخارج، ولا سيما من السعودية، ساعد في تعزيز احتياطي البلاد من النقد الأجنبي، مما انعكس إيجابيًا على سعر الريال داخل السوق المحلية.
ويؤكد خبراء الاقتصاد أن استقرار سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري يعكس تحسنًا تدريجيًا في مؤشرات الاقتصاد المحلي، مع زيادة حجم التعاملات المصرفية الرسمية وتراجع التداول في السوق الموازية. كما أن التنسيق المستمر بين البنك المركزي والبنوك العاملة في مصر ساهم في الحد من أي تقلبات مفاجئة في أسعار العملات العربية والأجنبية.
وفي السياق نفسه، تشهد أسعار العملات الأجنبية في مصر استقرارًا نسبيًا خلال الأسبوع الجاري، خاصة مع هدوء الأسواق العالمية وتراجع الضغوط التضخمية في عدد من الاقتصادات الكبرى. ويترقب المتعاملون صدور أي بيانات جديدة عن سعر الفائدة الأمريكية أو أسعار النفط، إذ يمكن أن تؤثر بشكل غير مباشر على حركة الريال السعودي أمام الجنيه المصري، نظرًا للعلاقة الوثيقة بين العملتين.
ويُتوقع، وفقًا لتقديرات محللي الاقتصاد، أن يواصل سعر الريال السعودي استقراره النسبي خلال الربع الأخير من عام 2025، في ظل التوازن بين العرض والطلب، واستمرار تدفق التحويلات من الخارج، خاصة من دول الخليج العربي، التي تعتبر أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لمصر.
وفي الختام، يبقى الريال السعودي من أكثر العملات أهمية في السوق المصرية، ليس فقط لارتباطه بالسفر والعمرة، بل لكونه يعكس عمق العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية بين مصر والمملكة العربية السعودية، وهو ما يُسهم في استقرار سوق النقد المحلي ويدعم موقف العملة الوطنية في مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية.