لتواصل المعدن النفيس سلسلة ارتفاعاته المتتالية خلال الأسبوع الجاري، وسط حالة من الترقب بين المستثمرين والمواطنين الذين يعتبرون الذهب الملاذ الآمن في ظل التقلبات الاقتصادية وارتفاع معدلات التضخم العالمية.
ويتابع الملايين من المصريين سعر الذهب الآن في مصر لحظة بلحظة، سواء بغرض الاستثمار أو الادخار أو حتى بهدف شراء الشبكة والمصوغات الذهبية، خاصة بعد تسجيل الجنيه الذهب مستوى قياسي جديد عند 45 ألف جنيه للمرة الأولى في تاريخه، في انعكاس مباشر لزيادة الأسعار العالمية وارتفاع تكلفة الأونصة في البورصات الدولية.
أسعار الذهب اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 في محلات الصاغة
سجلت أسعار الذهب اليوم ارتفاعًا طفيفًا مقارنة بتعاملات أمس، وجاءت على النحو التالي وفقًا لآخر تحديث في محلات الصاغة بدون احتساب المصنعية:
سعر جرام الذهب عيار 24: نحو 6451 جنيهًا، ويُعد العيار الأعلى من حيث النقاء، ويفضله المستثمرون في السبائك والجنيهات.
سعر جرام الذهب عيار 21: بلغ نحو 5645 جنيهًا، وهو الأكثر تداولًا في السوق المصرية نظرًا لاستخدامه في المشغولات الذهبية التقليدية.
سعر جرام الذهب عيار 18: سجل نحو 4838 جنيهًا، ويُعتبر من الأنواع الأكثر إقبالًا من فئة الشباب والمقبلين على الزواج بسبب سعره المناسب.
سعر الجنيه الذهب عيار 21: وصل إلى 45,000 جنيه، وهو أعلى سعر يُسجل في السوق المحلية حتى الآن، ويزن الجنيه الذهب عادة 8 جرامات من عيار 21.
العوامل المؤثرة على أسعار الذهب
شهدت أسعار الذهب عالميًا ومحليًا حركة صعود قوية خلال الفترة الأخيرة نتيجة الاضطرابات في الأسواق الدولية، وارتفاع الطلب على الأصول الآمنة في مواجهة تقلبات أسعار النفط والدولار.
كما تأثرت السوق المصرية بعوامل محلية منها:
تغيرات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.
زيادة الإقبال على شراء الذهب كوسيلة للتحوط من التضخم.
تراجع المعروض في بعض فترات التداول داخل سوق الصاغة.
تأثر الأسعار المحلية بالأسعار العالمية في البورصات الدولية، خاصة بعد ارتفاع أونصة الذهب فوق مستوى 2,700 دولار.
ويرى محللون أن هذه القفزة في الأسعار تعكس موجة جديدة من الطلب الاستثماري على المعدن النفيس في السوق المحلي، خاصة بعد الاتجاه العام نحو الادخار في الأصول الثابتة بدلًا من العملات الورقية.
الذهب كملاذ آمن للمصريين
في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الحالية، يتجه عدد كبير من المصريين إلى الاستثمار في الذهب، باعتباره ملاذًا آمنًا يحافظ على القيمة الشرائية للأموال على المدى الطويل.
ويفضل الكثيرون شراء السبائك الذهبية أو الجنيهات الذهب كوسيلة للادخار بعيدًا عن تقلبات السوق المالية وأسعار الفائدة البنكية.
وتشير تقارير تجار الصاغة إلى أن الطلب على الجنيهات الذهب شهد ارتفاعًا ملحوظًا خلال الأسبوع الجاري، بعد وصول سعر الجرام إلى مستويات قياسية، ما يعكس ثقة المواطنين في الذهب كأداة تحوط فعّالة ضد تقلبات الأسعار والتضخم.
الأسعار العالمية وتأثيرها على السوق المحلي
في الأسواق العالمية، ارتفعت أسعار الذهب الفورية خلال تعاملات اليوم لتتراوح بين 2,680 و2,705 دولارًا للأونصة، مدعومة بتراجع عوائد السندات الأمريكية وضعف الدولار أمام العملات الرئيسية.
هذا الارتفاع انعكس مباشرة على السوق المصرية، التي تعتمد على الأسعار العالمية في تحديد اتجاه حركة الذهب محليًا، خاصة مع ارتباط السعر بتكلفة الاستيراد وسعر الصرف المحلي.
ويشير الخبراء إلى أن استمرار ارتفاع الذهب عالميًا يعني أن السوق المصرية ستظل في حالة من التحرك الصعودي التدريجي خلال الأيام المقبلة، خاصة في ظل توقعات بزيادة الطلب مع اقتراب موسم المناسبات والزيجات.
نصائح الخبراء للمستثمرين
ينصح خبراء الاقتصاد المواطنين الراغبين في شراء الذهب بضرورة مراقبة حركة الأسعار العالمية أولًا بأول، ومقارنة الأسعار بين محلات الصاغة المختلفة قبل الشراء.
كما شددوا على أهمية شراء الذهب عيار 21 أو 24 في صورة سبائك أو جنيهات ذهبية لمن يهدف إلى الاستثمار، إذ يسهل بيعها لاحقًا دون خسارة كبيرة في المصنعية.
وفي المقابل، يُفضل للمقبلين على الزواج أو الراغبين في اقتناء المشغولات الذهبية التركيز على العيار 18 الذي يجمع بين الجمال وسعره الأقل مقارنة بالعيارات الأعلى.
يتوقع محللون ماليون أن يواصل الذهب صعوده التدريجي خلال الأسابيع المقبلة إذا استمر ارتفاع أسعار الأونصة عالميًا، خصوصًا في حال اتجهت البنوك المركزية إلى خفض أسعار الفائدة أو زيادة مشترياتها من الذهب لتعزيز الاحتياطي.
كما يُرجح أن يشهد السوق المحلي تقلبات محدودة في الأسعار وفقًا لحركة الدولار داخل السوق الموازية، مع استمرار الإقبال القوي على شراء السبائك والجنيهات.
مع تسجيل الجنيه الذهب 45 ألف جنيه اليوم، يؤكد الواقع أن الذهب لا يزال يحتفظ بجاذبيته الاستثمارية في السوق المصرية، رغم الارتفاعات القياسية.
ويظل المعدن الأصفر الخيار المفضل لدى المصريين الباحثين عن الأمان المالي، في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين والتقلبات المستمرة.
ولعل السؤال الذي يشغل بال الكثيرين الآن هو: هل سيواصل الذهب ارتفاعه خلال الأيام المقبلة، أم سيشهد السوق مرحلة من التراجع المؤقت بعد هذه القفزة القياسية؟
الإجابة ستظل مرهونة بالتطورات الاقتصادية العالمية، وتحركات الدولار، ومستوى الطلب المحلي على المعدن النفيس.