14
البورصة المصرية تشهد تداولات قياسية يقودها بنكا الأهلي ومصر . شهدت جلسة التداول في البورصة المصرية، اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025، نشاطًا استثنائيًا لبنكي الأهلي المصري وبنك مصر.
حيث نفذا تعاملات ضخمة تجاوزت قيمتها الإجمالية 32.2 مليار جنيه، وفقًا للبيانات الرسمية الصادرة عن البورصة. وتُعد هذه الأرقام من أعلى قيم التداول التي يسجلها البنكان خلال الفترة الأخيرة، ما يعكس قوة السيولة وحجم النشاط في السوق المالي المصري خلال تعاملات منتصف الأسبوع.
تفاصيل تعاملات البنوك في السوق
بلغ إجمالي عدد الأسهم المتداولة من خلال البنكين نحو 1.4 مليون سهم، بنسبة تمثل 24% من إجمالي تعاملات السوق، عبر 258 عملية تداول. ويُبرز هذا النشاط حجم الدور المحوري الذي يلعبه البنكان في تحريك السيولة داخل البورصة المصرية، سواء عبر تعاملات مباشرة أو من خلال المساهمات في الصفقات الكبرى.
بنك مصر يتصدر بقيمة تداول 17.9 مليار جنيه
جاء بنك مصر في المركز الثاني ضمن قائمة المتعاملين الرئيسيين وغير الرئيسيين في السوق، مسجلًا قيمة تداول بلغت 17.9 مليار جنيه، أي ما يعادل 13.3% من إجمالي الحصة السوقية.
وقد نفّذ البنك تعاملاته على 742.11 ألف سهم، موزعة على 172 عملية تداول، وهو ما يعكس حجم التنوع في استثمارات البنك داخل قطاعات مختلفة بالبورصة، خاصة الأسهم القيادية التي شهدت اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين خلال الأيام الأخيرة.
البنك الأهلي المصري في المركز الثالث بتداولات تجاوزت 14 مليار جنيه
أما البنك الأهلي المصري، فجاء في المركز الثالث ضمن ترتيب البنوك المتعاملة في السوق، بقيمة تداول بلغت 14.31 مليار جنيه، تمثل 10.7% من إجمالي التعاملات اليومية، عبر 637.1 ألف سهم من خلال 86 عملية تداول.
وتعكس هذه الأرقام الدور المستمر للبنك في دعم السيولة داخل السوق، إلى جانب مساهمته في تنفيذ صفقات استراتيجية لصالح عملاء من الشركات والمؤسسات الكبرى.
أداء البورصة المصرية اليوم
أغلقت البورصة المصرية تعاملات جلسة الأربعاء على ارتفاع جماعي في مؤشرات السوق الرئيسية والثانوية، وسط تحسن ملحوظ في مستويات الثقة لدى المستثمرين وتزايد في أحجام التداول.
فقد صعد المؤشر الرئيسي EGX30 بنسبة 0.52% ليغلق عند مستوى 37,654 نقطة، مدعومًا بعمليات شراء على الأسهم القيادية في قطاعات البنوك والطاقة والاتصالات.
كما ارتفع مؤشر EGX35-LV بنسبة 0.58% ليصل إلى 4,155 نقطة، مواصلًا سلسلة مكاسبه التي بدأت مطلع الأسبوع الجاري.
وفي المقابل، سجلت مؤشرات الشريعة الإسلامية ارتفاعًا بنسبة 0.24% لتغلق عند 3,785 نقطة، بينما ارتفع مؤشر EGX70 للشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.94% مسجلًا 11,566 نقطة، وحقق مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا صعودًا بنسبة 0.73% ليغلق عند 15,273 نقطة.
رأس المال السوقي يواصل الصعود
ارتفع رأس المال السوقي للأسهم المقيدة إلى 2.679 تريليون جنيه، بدعم من عمليات الشراء التي شهدها السوق خلال الجلسة، خاصة من المستثمرين العرب الذين اتجهوا نحو الشراء بصافي قيمة 70.94 مليون جنيه، في حين اتجه المستثمرون المصريون والأجانب نحو البيع بصافي 23.6 مليون جنيه و47.33 مليون جنيه على التوالي.
ويشير هذا الأداء إلى استمرار النشاط المؤسسي داخل السوق مع حالة من الترقب لتطورات أسعار الفائدة والسيولة الأجنبية خلال الربع الأخير من العام.
أحجام وقيم التداول
بلغت قيمة التداولات الكلية في السوق نحو 5.132 مليار جنيه، على كمية تداول بلغت 2.16 مليار ورقة مالية، تم تنفيذها عبر 122.1 ألف عملية، ما يعكس ارتفاعًا واضحًا في معدل النشاط مقارنة بالجلسات السابقة.
ويُرجع محللون هذا الانتعاش إلى زيادة حركة البنوك الحكومية الكبرى في إدارة محافظها الاستثمارية وتنفيذ صفقات استراتيجية تدعم استقرار السوق وجاذبيته أمام المستثمرين المحليين والأجانب.
تحليل اقتصادي: البنوك الحكومية تقود النشاط
يرى خبراء الاقتصاد أن تسجيل بنكي الأهلي ومصر تعاملات تجاوزت 32 مليار جنيه يعكس عودة قوية للبنوك الحكومية إلى الواجهة الاستثمارية في سوق المال، بعد فترة من التباطؤ النسبي في حركة التداول.
ويشير المحللون إلى أن هذه الصفقات قد تكون مرتبطة بإعادة هيكلة محافظ استثمارية أو تنفيذ صفقات كبرى تتعلق بقطاعات البنية التحتية والطاقة، وهي القطاعات التي تحظى بأولوية في الخطط الحكومية الحالية.
كما يُتوقع أن يسهم هذا النشاط في تحسين السيولة داخل السوق المصري خلال الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل توجه الحكومة لتعزيز دور البورصة كمصدر تمويلي للمشروعات الكبرى والشركات العامة.
تعكس جلسة اليوم الأربعاء حالة من الانتعاش الملحوظ في البورصة المصرية، مدفوعة بتعاملات ضخمة للبنوك الكبرى وعلى رأسها الأهلي ومصر، إضافة إلى تزايد ثقة المستثمرين في استقرار السوق خلال الربع الأخير من العام.
ويرى المراقبون أن استمرار هذا الأداء القوي قد يُعيد الزخم الاستثماري للبورصة ويعزز من مكانتها كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي في مصر خلال المرحلة المقبلة.