ويأتي هذا التحرك الصعودي في إطار موجة من التقلبات المستمرة التي تشهدها أسواق الصرف خلال الأشهر الأخيرة، مع تزايد الطلب على العملة الأمريكية في قطاعات الاستيراد والتحويلات الخارجية.
تُعد متابعة سعر الدولار من أبرز الموضوعات الاقتصادية اليومية التي تهم المواطنين والمستثمرين على حد سواء، نظرًا لتأثيرها المباشر على أسعار السلع المستوردة، والمواد الخام، وحتى على معدلات التضخم المحلي. كما تمثل أسعار الصرف مؤشراً حيوياً على الوضع الاقتصادي العام ومدى استقرار السوق المالية في مصر.
أسعار الدولار في البنوك المصرية اليوم الإثنين 13 أكتوبر 2025
بحسب آخر تحديث للبنوك المصرية، جاءت أسعار الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري على النحو التالي:
البنك الأهلي المصري
سجل سعر الدولار 47.84 جنيه للشراء و47.94 جنيه للبيع.
بنك مصر
بلغ سعر الدولار 47.84 جنيه للشراء و47.94 جنيه للبيع.
بنك القاهرة
سجل 47.84 جنيه للشراء و47.94 جنيه للبيع.
البنك التجاري الدولي (CIB)
استقر سعر الصرف عند 47.84 جنيه للشراء و47.94 جنيه للبيع.
بنك الإسكندرية
سجل الدولار 47.83 جنيه للشراء و47.93 جنيه للبيع.
ورغم أن الفروق بين أسعار الصرف في البنوك طفيفة، إلا أن الاتجاه العام يشير إلى صعود تدريجي في قيمة الدولار أمام الجنيه منذ بداية أكتوبر، مدفوعًا بعدة عوامل داخلية وخارجية.
تحليل أسباب ارتفاع سعر الدولار
يُرجع خبراء الاقتصاد هذه الموجة الجديدة من الارتفاع إلى مزيج من العوامل المحلية والعالمية. فعلى المستوى المحلي، لا تزال مصر تواجه ضغوطًا على احتياطاتها من النقد الأجنبي بسبب زيادة فاتورة الاستيراد، وتباطؤ تدفقات العملة الصعبة من بعض القطاعات مثل السياحة وتحويلات العاملين بالخارج.
أما على الصعيد العالمي، فإن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية يعزز من قوة الدولار أمام العملات الأخرى، مما يدفع المستثمرين إلى الاحتفاظ بالأصول المقومة بالدولار، ويزيد الطلب عليه في الأسواق الناشئة، ومنها مصر.
كما تلعب التوترات الجيوسياسية في المنطقة دورًا في تعزيز الطلب على العملات الآمنة مثل الدولار، في الوقت الذي يسعى فيه المستثمرون إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالأسواق الإقليمية.
تأثير ارتفاع الدولار على السوق المحلي
يشير محللون ماليون إلى أن أي زيادة في سعر الدولار تنعكس بشكل شبه مباشر على أسعار السلع الأساسية، خاصة المستوردة منها، مثل الزيوت والحبوب والسيارات والأجهزة الإلكترونية. كما يتأثر قطاع الصناعة الذي يعتمد على المواد الخام المستوردة، مما قد يؤدي إلى ارتفاع تدريجي في تكاليف الإنتاج، وبالتالي زيادة أسعار السلع النهائية للمستهلكين.
من جهة أخرى، تتابع الحكومة المصرية تحركات سعر الصرف عن كثب، وتعمل من خلال البنك المركزي على ضمان استقرار السوق ومنع المضاربات، إلى جانب استمرار سياسات ترشيد الاستيراد وتشجيع التصدير لزيادة تدفقات العملة الأجنبية.
الدولار في السوق الموازية والتحويلات الخارجية
ورغم أن البنوك تمثل القناة الرسمية لتداول العملات الأجنبية، فإن بعض المصادر تشير إلى وجود نشاط محدود في السوق الموازية بأسعار قريبة من الرسمية، ما يعكس حالة من التوازن النسبي بعد الإجراءات الرقابية الصارمة التي اتخذتها السلطات المالية خلال العام الماضي.
كما تواصل التحويلات من العاملين بالخارج لعب دور مهم في دعم احتياطي النقد الأجنبي، إذ تشكل أحد المصادر الأساسية للعملة الصعبة التي ترفد الاقتصاد المصري بمليارات الدولارات سنويًا.
يتوقع خبراء الاقتصاد أن يشهد سعر الدولار خلال الفترة المقبلة حالة من التذبذب بين الارتفاع والاستقرار، تبعًا للتطورات الاقتصادية العالمية ومستوى التدفقات الأجنبية إلى السوق المصرية. كما من المرجح أن تؤدي الإصلاحات الاقتصادية الجارية إلى تعزيز الثقة في الاقتصاد المحلي، ما قد يسهم في استقرار تدريجي لسعر الصرف على المدى المتوسط.
وفي ظل هذه المتغيرات، يبقى الدولار الأمريكي هو العملة الأكثر تأثيرًا على الاقتصاد المصري، ومحور اهتمام المتابعين للشأن المالي والمصرفي يوميًا، خاصة مع اقتراب نهاية العام المالي وبدء تقييمات الأداء الاقتصادي للعام 2025.