البقع الزرقاء على الجسم علامة على مشكلات صحية خطيرة . في حديث طبي مهم، أكد الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة بقصر العيني، أن الجسم يرسل إشارات مبكرة عند وجود خلل في أعضائه الحيوية، ومن بين هذه الإشارات ظهور البقع الزرقاء على الجلد.
والتي قد تكون علامة مرتبطة بمشاكل الكبد. وأوضح أن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية، مما يستدعي ضرورة الفحص الطبي السريع لتشخيص السبب الحقيقي.
وأشار موافي خلال تقديمه برنامج «رب زدني علماً» المذاع على قناة صدى البلد، إلى أن هناك علاقة وثيقة بين المرارة والكبد، فهما يعملان معاً في إطار منظومة واحدة مسؤولة عن تنقية الدم وتنظيم عمليات الهضم. وأوضح أن حدوث نزيف تحت الجلد قد يكون من أبرز الأسباب وراء ظهور تلك البقع الزرقاء، والتي غالباً ما ترتبط باضطرابات الكبد.
ارتفاع ضغط الدم وعلاقته بالبقع الزرقاء
لفت الدكتور موافي إلى أن ارتفاع ضغط الدم لا يؤدي بشكل مباشر إلى ظهور البقع الزرقاء على الجلد كما يعتقد البعض، مشيراً إلى أن النزيف من الأنف أيضًا ليس من مضاعفات الضغط العالي، بل قد يحدث نتيجة عوامل أخرى مختلفة، لكنه قد يتسبب في ارتفاع مؤقت لضغط الدم أثناء النزيف. وهنا يظهر الفرق الكبير بين الأسباب الشائعة التي يظنها الناس وبين الحقائق الطبية المؤكدة.
دور الأدوية في ظهور البقع الزرقاء
وأضاف موافي أن بعض الأدوية قد يكون لها تأثير جانبي يتمثل في ظهور بقع زرقاء على الجلد، ومن أبرزها أدوية الضغط، موضحاً أن هذه الظاهرة تستدعي مراجعة الطبيب المختص وعدم التوقف عن تناول الدواء من تلقاء النفس، بل يجب تقييم الحالة الطبية واستبدال العلاج إذا لزم الأمر.
الصفائح الدموية وعلاقتها بالبقع الجلدية
تطرق أستاذ الحالات الحرجة إلى موضوع الصفائح الدموية، مؤكداً أنها نادراً ما تكون سبباً في ظهور بقع زرقاء، إذ أن نقصها عادة يؤدي إلى بقع حمراء صغيرة تظهر على الجلد. وهذا يوضح أن البقع الزرقاء غالباً ما ترتبط بمشاكل في الكبد أو تأثير بعض الأدوية وليس بالضرورة بخلل في الصفائح.
متى تستدعي البقع الزرقاء القلق؟
أوضح الدكتور حسام موافي أن البقع الزرقاء على الجلد لا تعني دائماً وجود مشكلة خطيرة، فقد تكون في بعض الأحيان مجرد رد فعل طبيعي نتيجة كدمة بسيطة أو إصابة طفيفة لم ينتبه لها الشخص. لكن في حال تكرار هذه الظاهرة بشكل ملحوظ أو ظهورها دون سبب واضح، تصبح دليلاً على وجود خلل داخلي يستدعي الفحص.
أهمية المتابعة الطبية
شدد موافي على ضرورة الاطمئنان على صحة الكبد بشكل دوري، خاصة مع ظهور أي أعراض غير معتادة مثل الإرهاق المستمر، تغير لون الجلد أو العينين إلى الصفرة، فقدان الشهية أو فقدان الوزن غير المبرر. وأكد أن التشخيص المبكر يساهم بشكل كبير في علاج مشاكل الكبد والسيطرة عليها قبل تفاقمها.
نصائح وقائية للحفاظ على صحة الكبد
ولأن الكبد من أهم الأعضاء الحيوية في الجسم، قدم الأطباء عدة نصائح يمكن اتباعها للحفاظ على صحته، ومنها:
الابتعاد عن الإفراط في تناول الأدوية دون استشارة طبية.
تجنب شرب الكحوليات لأنها تؤثر بشكل مباشر على خلايا الكبد.
الالتزام بنظام غذائي صحي غني بالخضراوات والفواكه والبروتينات الصحية.
ممارسة الرياضة بانتظام لتنشيط الدورة الدموية وتقوية الجهاز المناعي.
إجراء فحوصات دورية للكبد والمرارة خصوصاً لمن لديهم تاريخ عائلي مع أمراض الكبد.
تؤكد تصريحات الدكتور حسام موافي أن البقع الزرقاء على الجلد ليست مجرد عرض جلدي عابر، بل قد تكون إنذاراً مبكراً لمشاكل أكثر خطورة تتعلق بالكبد. ورغم أن هذه العلامات لا تستدعي القلق في أغلب الأحيان، إلا أن تجاهلها قد يؤدي إلى مضاعفات صحية غير متوقعة.
ويبقى الحل الأمثل هو عدم الاستهانة بأي تغير يطرأ على الجسم، واللجوء إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة الكبد وبقية الأعضاء الحيوية. فالاكتشاف المبكر يفتح الباب أمام علاج أكثر فعالية وحياة أكثر صحة وأماناً.