أسعار النفط تسجل زيادة صباح الاثنين.. أبرز المؤشرات . شهدت أسواق النفط العالمية مع بداية تعاملات اليوم الاثنين ارتفاعًا جديدًا في الأسعار، في ظل استمرار حالة التوترات الجيوسياسية التي تشهدها عدة مناطق في العالم، وعلى رأسها أوروبا والشرق الأوسط.
ويأتي هذا الارتفاع في وقت تترقب فيه الأسواق العالمية أي تحولات في مستويات العرض والطلب، خاصة مع وجود مؤشرات متضاربة بين زيادة الإمدادات من بعض الدول المنتجة وبين المخاوف من تراجع الاستهلاك نتيجة السياسات التجارية والاقتصادية.
فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.54% لتسجل نحو 67.07 دولار للبرميل عند الساعة 03:17 بتوقيت غرينتش، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي المقرر تسليمه في أكتوبر إلى 63.02 دولار للبرميل بنفس النسبة تقريبًا. هذه الزيادة الطفيفة قد تبدو محدودة، لكنها تعكس حالة القلق المستمرة لدى المستثمرين والمتعاملين في أسواق الطاقة.
أسباب الارتفاع
الخبراء يربطون هذا الارتفاع بعدة عوامل متشابكة، أبرزها:
التوترات الجيوسياسية: التصعيد العسكري والسياسي في بعض المناطق الاستراتيجية الغنية بالنفط يزيد من مخاطر انقطاع الإمدادات.
الرسوم التجارية العالمية: الصراع التجاري بين القوى الكبرى يلقي بظلاله على توقعات الطلب المستقبلي على النفط، ورغم ذلك فإن الأسعار لا تزال متماسكة بسبب مخاوف العرض.
سياسات الإنتاج: بعض الدول الأعضاء في “أوبك+” ما زالت تدرس خيارات زيادة الإنتاج أو تثبيته، وهو ما يترك الأسواق في حالة ترقب دائم.
انعكاسات على الأسواق
هذا التحرك في أسعار النفط لا يقتصر على سوق الطاقة فقط، بل يمتد تأثيره إلى مجالات متعددة:
ارتفاع تكاليف النقل والشحن عالميًا.
زيادة محتملة في أسعار الوقود محليًا في العديد من الدول.
انعكاسات مباشرة على معدلات التضخم في الأسواق الناشئة.
التوقعات المستقبلية
يرى محللون أن أسعار النفط قد تواصل الارتفاع إذا استمرت التوترات الجيوسياسية، بينما قد يتراجع السعر في حال تحقق زيادة فعلية في الإنتاج من الدول الكبرى. كما يظل مسار أسعار الخام مرهونًا بمدى تعافي الاقتصاد العالمي واستقرار الطلب، خاصة مع تغير السياسات النقدية في الولايات المتحدة وأوروبا.
باختصار، يظل النفط سلعة استراتيجية تتأثر بعوامل سياسية واقتصادية في آن واحد، وهو ما يجعل التنبؤ بحركته المستقبلية أمرًا بالغ التعقيد، لكن المؤكد أن أي تغير في موازين القوى أو حركة التجارة العالمية سيترك بصمته المباشرة على الأسواق النفطية.