أبل تمهد لإطلاق آيفون هو الأغلى في تاريخها بسعر فوق 2000 دولار . منذ إطلاق هاتف آيفون X عام 2017، لم يكن الأمر مجرد تقديم مزايا تقنية متطورة مثل الشاشة الكاملة أو تقنية التعرف على الوجه، بل كان بمثابة نقطة تحول في سوق الهواتف الذكية، حيث كسرت “أبل” حاجز الألف دولار للمرة الأولى.
ذلك القرار أحدث جدلاً واسعاً وقتها، لكنه وضع الشركة في موقع الريادة لفئة الهواتف الفاخرة.ومع مرور السنوات، أثبتت “أبل” أن المستهلكين على استعداد لدفع المزيد مقابل الحصول على منتج يجمع بين التكنولوجيا الفائقة والرمزية الاجتماعية.
واليوم، بعد ثماني سنوات من ذلك الحدث، تتجه الشركة بخطى واثقة نحو رفع السقف مرة أخرى ليصل سعر بعض طرازات هواتفها إلى 2000 دولار أمريكي، وهو ما يفتح باب النقاش حول مستقبل تسعير الهواتف الذكية، ومدى استعداد السوق والمستهلكين لتقبل هذه النقلة.
من الألف إلى الألفين: رحلة الأسعار مع “أبل”
خلال العقد الأخير، اعتمدت الشركة سياسة تسعيرية حذرة إلى حد كبير. فزيادة الأسعار كانت غالباً تدريجية ومبررة بإضافة سعة تخزين أكبر أو إدخال تحسينات جوهرية. على سبيل المثال، جاء آيفون 17 برو بسعر يبدأ من 1099 دولاراً فقط، أي بزيادة 100 دولار عن الطرازات السابقة، مع مضاعفة مساحة التخزين الأساسية.
هذه السياسة ساعدت على تجنب ردود الأفعال السلبية، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية مثل الرسوم الجمركية والتضخم، وهو ما جعل “أبل” تحافظ على مكانتها في السوق من دون أن تفقد ثقة عملائها.
لكن، مع تقديم خيار سعة تخزين 2 تيرابايت في هاتف “آيفون 17 برو ماكس”، ارتفع السعر إلى حدود 2000 دولار، لتدخل الشركة فعلياً إلى مستوى جديد من التسعير لم تصل إليه من قبل في أي من منتجاتها.
المستقبل: “آيفون” القابل للطي و”آيفون 20″
لا تتوقف “أبل” عند هذا الحد، بل تعمل على إطلاق أول هاتف آيفون قابل للطي خلال العام المقبل. وبالنظر إلى أسعار المنافسين مثل سامسونج وجوجل، التي تتراوح بين 1799 و2419 دولاراً، فمن المرجح أن يأتي هاتف أبل الجديد في النطاق نفسه وربما أعلى.
إلى جانب ذلك، هناك خطط لتطوير آيفون 20، الذي سيحمل رمزية خاصة كونه الذكرى العشرين لإطلاق أول آيفون عام 2007. من المتوقع أن يأتي بتصميم ثوري ومزايا غير مسبوقة، على غرار ما فعله آيفون X في وقته، مما قد يجعل سعره يتجاوز 2000 دولار بشكل طبيعي ويثبت معياراً جديداً لأسعار الهواتف الفاخرة.
لماذا يقبل المستهلكون على دفع المزيد؟
السؤال الأهم: لماذا يرضى ملايين المستخدمين حول العالم بدفع مبالغ ضخمة مقابل هاتف؟
الإجابة تكمن في تحول آيفون من مجرد هاتف إلى أداة شاملة للحياة الرقمية.
أصبح الهاتف محفظة مالية بفضل خدمات الدفع الإلكتروني.
يُستخدم في إدارة الصحة عبر تطبيقات اللياقة ومراقبة المؤشرات الحيوية.
أصبح وسيلة للتحكم في الأجهزة الذكية بالمنزل.
منصة لتخزين الصور والذكريات والبيانات الحساسة.
رمز للهوية الاجتماعية والرفاهية.
هذا المزيج يجعل المستخدمين ينظرون إلى آيفون على أنه استثمار طويل الأمد أكثر من كونه جهازاً إلكترونياً، وهو ما يمنح “أبل” حرية أكبر في تسعير منتجاتها.
الاقتصاد النفسي والتسويق الفاخر
ترتكز استراتيجية أبل أيضاً على ما يُعرف بعلم الاقتصاد السلوكي. فالمستهلك لا يشتري المنتج بناءً على السعر وحده، بل على أساس القيمة المتصورة. أبل نجحت في بناء صورة ذهنية تجعل العملاء يشعرون بأنهم يشترون أكثر من هاتف: إنهم يشترون التجربة – السمعة – الفخامة – الجودة – الحصرية.
تماماً كما تدفع فئة من الناس آلاف الدولارات مقابل حقيبة من “لويس فويتون” أو ساعة من “رولكس”، فإن هناك فئة أخرى ترى في آيفون الفاخر استثماراً في صورتهم الاجتماعية ومكانتهم المهنية.
قد يبدو تجاوز سعر آيفون لحاجز 2000 دولار خطوة جريئة، لكنها ليست مفاجئة إذا نظرنا إلى مسار الشركة واستراتيجيتها على مدار العقد الماضي. “أبل” تعلم جيداً أن لديها قاعدة عملاء واسعة مستعدة لدفع المزيد مقابل منتجها المميز.
ومع اقتراب إطلاق آيفون القابل للطي، وتطوير آيفون 20، فإن سقف الأسعار لن يكون هو العائق، بل قدرة الشركة على إقناع المستهلكين بأنهم يحصلون على قيمة حقيقية توازي ما يدفعونه.
وبذلك، فإن مستقبل الهواتف الذكية يتجه نحو حقبة جديدة من الفخامة التكنولوجية، حيث يصبح 2000 دولار وما فوق هو السعر الطبيعي لأجهزة آيفون القادمة، لتعيد “أبل” صياغة مفهوم الهواتف الفاخرة كما فعلت مراراً في تاريخها.