أسعار النفط والغاز في تعاملات الأحد 17 أغسطس 2025 موضحة بالإنفوجرافيك . شهدت أسواق الطاقة العالمية اليوم الأحد 17 أغسطس 2025 حالة من الترقب، بعد أن سجلت أسعار النفط والغاز تحركات ملحوظة متأثرة بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه أهمية أسعار الطاقة بالنسبة للاقتصاد العالمي، نظرًا لدورها الحيوي في تحديد كلفة الإنتاج والنقل، فضلًا عن تأثيرها المباشر على معدلات التضخم وأسعار السلع الاستراتيجية.
أسعار النفط اليوم
في تعاملات اليوم، استقر خام برنت عند مستويات قريبة من 83.20 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي نحو 79.50 دولار للبرميل، وذلك بعد موجة من التذبذبات خلال الأيام الماضية.
ويُعزى هذا الاستقرار النسبي إلى توازن بين عوامل العرض والطلب، إذ ما زالت المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي قائمة، في الوقت نفسه الذي تستمر فيه منظمة “أوبك+” بسياسات خفض الإنتاج.
وتشير التحليلات إلى أن الأسعار ما زالت تتأرجح بين الضغوط الناجمة عن تباطؤ الطلب في بعض الاقتصادات الكبرى مثل الصين وأوروبا، وبين الدعم الذي توفره التوترات الجيوسياسية في مناطق الإنتاج الرئيسية.
أسعار الغاز الطبيعي
أما بالنسبة للغاز الطبيعي، فقد شهدت الأسعار ارتفاعًا طفيفًا لتسجل العقود الآجلة في السوق الأوروبية نحو 33 يورو لكل ميجاوات/ساعة، مدعومة بزيادة الطلب على الكهرباء خلال فصل الصيف.
وفي الولايات المتحدة، سجل الغاز نحو 2.85 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وهو ما يعكس تحسن مستويات الطلب المحلي وتراجع المخزونات.
ويأتي هذا الارتفاع أيضًا مدفوعًا بمخاوف تتعلق بإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا، إلى جانب تزايد الاعتماد على الغاز المسال المستورد من الولايات المتحدة وقطر لتعويض أي نقص محتمل.
العوامل المؤثرة في الأسعار
هناك عدة عوامل رئيسية ساهمت في تشكيل أسعار النفط والغاز اليوم، أبرزها:
سياسات أوبك+: استمرار تحالف الدول المنتجة في تنفيذ تخفيضات مدروسة للإنتاج، ما يحد من وفرة المعروض في الأسواق.
التوترات الجيوسياسية: خاصة في منطقة الشرق الأوسط، والتي تؤدي إلى زيادة المخاطر المتعلقة بإمدادات النفط.
الاقتصاد العالمي: المخاوف من تباطؤ النمو في الصين والاتحاد الأوروبي تلقي بظلالها على توقعات الطلب.
مستويات المخزون: بيانات المخزون الأمريكية والأوروبية تؤثر بشكل مباشر على توقعات الأسعار قصيرة المدى.
التحول نحو الطاقة النظيفة: تزايد الاستثمارات في الطاقة المتجددة يفرض تحديًا طويل الأمد على الطلب على الوقود الأحفوري.
انعكاسات الأسعار على الاقتصاد العالمي
تعتبر أسعار النفط والغاز من أبرز المحركات للاقتصاد العالمي. فارتفاع الأسعار يؤدي إلى زيادة تكلفة الإنتاج والنقل، ما يرفع أسعار السلع والخدمات ويؤثر على مستويات التضخم. أما انخفاضها فيعطي دفعة للاقتصادات المستوردة للطاقة، لكنه في الوقت ذاته يضر بموازنات الدول المصدّرة.
في الدول العربية المصدرة للنفط مثل السعودية والعراق والكويت، يُعد استقرار الأسعار عند مستويات تفوق 80 دولارًا للبرميل أمرًا إيجابيًا لدعم الموازنات العامة ومشروعات التنمية. أما بالنسبة للدول المستوردة مثل مصر والأردن، فإن ارتفاع الأسعار يمثل عبئًا على الموازنات ويزيد من الحاجة إلى دعم الطاقة.
مستقبل أسعار الطاقة
يتوقع محللو الأسواق أن تظل أسعار النفط خلال النصف الثاني من عام 2025 ضمن نطاق يتراوح بين 75 و85 دولارًا للبرميل، في ظل استمرار حالة التوازن بين العرض والطلب.
أما بالنسبة للغاز الطبيعي، فمن المرجح أن تواصل أسعاره تقلبها، خصوصًا مع اقتراب فصل الشتاء الذي يشهد عادة زيادة كبيرة في الطلب على التدفئة.
كما أن التحول العالمي نحو الطاقة المتجددة والسياسات البيئية الصارمة في أوروبا والولايات المتحدة قد تضع ضغوطًا إضافية على الطلب المستقبلي على الوقود الأحفوري، إلا أن هذه العملية ستتم تدريجيًا على مدى سنوات طويلة.
إنفوجرافيك أسعار النفط والغاز
(في المقال يمكن إدراج إنفوجرافيك يوضح أسعار النفط والغاز اليوم، مقارنة بالأيام السابقة، مع إبراز العوامل المؤثرة في الاتجاهات السعرية).
إن متابعة أسعار النفط والغاز لم تعد مقتصرة على خبراء الاقتصاد أو المستثمرين فقط، بل أصبحت قضية يومية تمس حياة المواطنين حول العالم. فالتحركات السعرية لهذه السلع الاستراتيجية تنعكس بشكل مباشر على أسعار الوقود في محطات البنزين، وعلى تكاليف النقل والإنتاج، وحتى على أسعار المواد الغذائية.
ويبدو أن عام 2025 سيظل عامًا حافلًا بالتقلبات في أسواق الطاقة، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي العالمي من جهة، والسياسات النفطية للدول المنتجة من جهة أخرى. لذلك، فإن متابعة التطورات بشكل يومي تظل أمرًا ضروريًا لفهم الاتجاهات الاقتصادية العالمية والتخطيط المالي السليم.