الخبر الصادم أثار حالة من الحزن والأسى بين زملائه من الفنانين ومحبيه من جمهور الأغنية الشعبية، الذين عبّروا عن ألمهم الكبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادلوا كلمات الرثاء والدعاء للراحل بالرحمة والمغفرة.
الفقيد كان يستعد للمشاركة في حفل زفاف شعبي كعادته، ضمن جدول عمل مزدحم، إذ عرف عنه نشاطه الفني الدائم ومشاركته الواسعة في المناسبات الشعبية والمهرجانات. لكن القدر لم يمهله، إذ تعرض لأزمة صحية مفاجئة أثناء طريقه إلى الحفل، لم تمهله طويلاً، وفارق على إثرها الحياة.
وأعلن الفنان الشعبي رضا البحراوي، الخبر الحزين عبر صفحته الرسمية على موقع “فيسبوك”، بكلمات مؤثرة تعكس عمق علاقته بالراحل وحجم الفقد الذي شعر به قائلاً: “إنا لله وإنا إليه راجعون، بقلوب موجوعة ومليانة حزن، بنعي أخويا وصديقي الفنان أحمد عامر اللي فارقنا النهاردة وسبنا في وجع كبير ما يتوصفش”.
ولم يكتفِ البحراوي بنعيه فقط، بل اتخذ قراراً فورياً بإلغاء كافة ارتباطاته الفنية خلال الفترة القادمة، بما في ذلك حفلاته في الساحل الشمالي ومشاركاته في الأفراح والمناسبات، احتراماً لذكرى صديقه الراحل.
وكتب قائلاً: “بسبب الخبر الأليم ده، تم إلغاء كل حفلاتي في الساحل الشمالي، وكمان كل الأفراح اللي كنت مرتبط بيها خلال الفترة الجاية، حداداً على روح أخويا أحمد عامر، ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويصبرنا على فراقه، أرجو منكم الدعاء له بالرحمة والمغفرة”.
أحمد عامر لم يكن مجرد صوت شعبي عرفه الناس، بل كان أيضاً شخصية محبوبة بين زملائه في الوسط، حيث تميز بتواضعه وروحه الطيبة، وكان مثالاً للفنان المجتهد والمخلص في عمله.
وقد عرف عنه مشاركته المتكررة في إحياء الحفلات الشعبية في مختلف محافظات مصر، خاصة في الدلتا، حيث يحظى بجماهيرية واسعة بين محبي الفن الشعبي الأصيل.
وقد سادت حالة من الحزن مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشر خبر الوفاة بسرعة بين المتابعين، وتدفقت التعليقات التي ترحم أصحابها على الفقيد، مستذكرين أبرز أعماله ومواقفه الطيبة، كما عبر الكثيرون عن صدمتهم من رحيله المفاجئ، خاصة أنه لم يُعرف عنه معاناة صحية مزمنة.
ومن المقرر تشييع جنازة الفنان الراحل في قريته مسقط رأسه، وسط حضور عائلي وجماهيري واسع، بعد إتمام الإجراءات الرسمية، في مشهد يليق بمكانته داخل قلوب محبيه. ومن المتوقع أن يشارك عدد كبير من زملائه الفنانين والشخصيات العامة في مراسم التشييع، تقديراً لمشواره الفني وحياته التي قضاها في خدمة الأغنية الشعبية.
وتُعد وفاة أحمد عامر بمثابة خسارة جديدة تضاف إلى قائمة الفنانين الشعبيين الذين تركوا أثراً كبيراً في وجدان الشارع المصري، حيث استطاع الراحل خلال سنوات نشاطه أن يُكوِّن قاعدة جماهيرية وفية بفضل صوته القوي وأسلوبه المميز في الغناء، الذي كان يمزج بين الطرب الشعبي الأصيل والطابع العصري الذي يستهوي الأجيال الجديدة.
ولم يصدر حتى لحظة كتابة هذه السطور تقرير رسمي حول السبب الدقيق للوفاة، إلا أن مصادر مقربة أوضحت أن الأزمة الصحية التي ألمت به كانت شديدة ومباغتة، وهو ما يجعل وفاته صادمة أكثر، خاصة لمن التقى به أو تواصل معه قبل الحادث بساعات.
وبينما تتواصل عبارات الحزن والدعاء عبر السوشيال ميديا، تستعد الأسرة لاستقبال العزاء الذي من المنتظر أن يشهد حضورًا كبيرًا من جمهور الفقيد وزملائه ومحبيه.
فيما تتوالى تعليقات الفنانين والمؤثرين عبر المنصات المختلفة، حيث كتب أحدهم: “فقدنا أخاً وصديقاً وفناناً محترماً.. رحمة الله عليك يا أحمد”، بينما كتب آخر: “صوتك هيفضل عايش في قلوبنا.. ربنا يرحمك ويغفر لك”.
لقد ترك أحمد عامر وراءه إرثاً فنياً من الأغاني والمواقف والمناسبات التي شكلت جزءًا من الذاكرة الفنية الشعبية الحديثة في مصر. ورغم أن حياته انطفأت فجأة، إلا أن صوته سيظل يصدح في أذهان جمهوره، مذكراً إياهم بأن الفن الشعبي لا يزال يحمل في طياته مشاعر الصدق والانتماء للناس البسطاء.