رضا البحراوي يعتذر عن حفلاته بعد وفاة المطرب الشعبي أحمد عامر . في مشهد يعكس عمق الصداقة والوفاء الإنساني داخل الوسط الفني الشعبي، أعلن المطرب رضا البحراوي إلغاء كافة حفلاته الفنية في الساحل الشمالي، بالإضافة إلى جميع الارتباطات الغنائية الخاصة بالأفراح التي كان من المقرر أن يحييها خلال الأيام القادمة.
وذلك حدادًا على وفاة صديقه المقرب وزميله في المجال الفني، الفنان الشعبي أحمد عامر، الذي رحل عن عالمنا بشكل مفاجئ إثر أزمة صحية مفاجئة.
جاء إعلان البحراوي المؤثر عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، حيث كتب منشورًا اتسم بالحزن والأسى، عبّر فيه عن صدمته بفقدان زميله وصديقه، وجاء فيه: “إنا لله وإنا إليه راجعون.. بقلوب موجوعة ومليانة حزن، بنعي أخويا وصديقي الفنان أحمد عامر اللي فارقنا النهاردة وسبنا في وجع كبير ما يتوصفش”.
كلمات البحراوي كانت بمثابة صدى لحالة الحزن التي عمّت الوسط الشعبي عقب انتشار نبأ الوفاة، إذ شكّل أحمد عامر خلال السنوات الأخيرة حالة فنية مميزة، وترك بصمة خاصة في الأغنية الشعبية المصرية التي يعشقها الملايين من الجمهور.
وواصل البحراوي منشوره قائلاً: “بسبب الخبر الأليم ده، تم إلغاء كل حفلاتي في الساحل الشمالي، وكمان كل الأفراح اللي كنت مرتبط بيها خلال الفترة الجاية، حدادًا على روح أخويا أحمد عامر”.
هذا القرار نال احترام جمهوره وعدد كبير من زملائه في الوسط الفني، الذين رأوا فيه تعبيراً صادقًا عن الوفاء والارتباط الإنساني العميق بين فنانين جمعتهما المحبة والاحترام.
ولم يكتفِ البحراوي بإعلان إلغاء الحفلات فقط، بل اختتم بيانه المؤثر بالدعاء للراحل، قائلاً: “ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، ويصبرنا على فراقه. أرجو منكم الدعاء له بالرحمة والمغفرة”.
دعوة صادقة نابعة من قلب مكلوم، عبّر من خلالها عن مدى صعوبة الموقف، ومدى قسوة فقدان شخص مقرّب فجأة، خاصة في ظل العلاقة الأخوية التي جمعت بينهما على مدار سنوات من العمل الفني المشترك والحفلات الشعبية التي طالما قدّما فيها الفن بإحساس كبير لجمهور الطبقة الشعبية.
وكان البحراوي قد بادر بنشر خبر وفاة أحمد عامر قبل عدد من المنصات الإعلامية، حيث أعلن الخبر عبر حساباته الرسمية بمجرد تلقيه النبأ، ليكون بذلك من أوائل من نقلوا الحقيقة إلى جمهور الفنان الراحل.
وهو ما عزز مصداقية الخبر ودفع الكثير من المتابعين إلى التفاعل بسرعة وحزن مع المنشور، وسط سيل من التعليقات التي امتلأت بالدعاء والترحم والحزن على الفقدان.
ويُذكر أن رضا البحراوي وأحمد عامر كانا يجتمعان في عدد من الأعمال والمناسبات الفنية، حيث تربطهما علاقة صداقة قوية داخل وخارج الوسط الفني. وغالباً ما كان الجمهور يراهما معاً في عدد من الحفلات، حيث يتبادلان الأغاني الشعبية ويمتعان الحضور بأسلوبهما المميز وأدائهما القوي الذي يحاكي مشاعر الشارع المصري.
ويعد قرار البحراوي بإلغاء كافة ارتباطاته الفنية سلوكاً نبيلاً لا يصدر إلا من فنان يحمل في قلبه معاني الوفاء الحقيقية، خاصة وأنه جاء في وقت ذروة موسم الحفلات في الساحل الشمالي، الذي يشهد كل عام ازدحاماً بالحفلات والمناسبات الغنائية، ما يعكس حجم التضحية التي قدّمها الفنان احترامًا لذكرى الراحل.
وقد تفاعل عدد من محبي البحراوي مع قراره هذا عبر التعليقات على منصاته الرسمية، حيث كتب البعض: “أصيل ومحترم.. الوفاء مش غريب عنك”، بينما قال آخر: “موقفك ده بيرفعك عند الناس وعند ربنا.. ربنا يرحم أحمد عامر ويجازيك خير على صداقتك النبيلة”.
من جانب آخر، لا تزال حالة الحزن تُخيّم على صفحات الفنانين الشعبيين وجمهور الأغنية الشعبية، حيث امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات الرثاء والدعاء، إلى جانب مشاركة مقاطع فيديو نادرة لأحمد عامر وهو يؤدي أشهر أغانيه في مناسبات مختلفة، وكأن الجمهور يسعى لتخليد لحظاته الفنية الأخيرة.
ووفقاً لمقربين من البحراوي، فإن الأخير سيظل ملتزماً بقرار التوقف عن الغناء مؤقتاً حتى انتهاء فترة الحداد، حيث يُرتقب أن يشارك في مراسم العزاء الخاصة بالفنان الراحل، والتي يُتوقع أن يحضرها عدد كبير من الفنانين الشعبيين والمهتمين بهذا النوع من الفن الأصيل الذي يعكس وجدان الطبقات الكادحة في المجتمع المصري.
إن المشهد برمّته لا يحمل فقط خبر وفاة فنان، بل يجسّد مشاعر إنسانية عميقة وقصة وفاء قلّ نظيرها في عالم الفن، حيث يأتي موقف البحراوي كرسالة مهمة بأن العلاقات الإنسانية الحقيقية لا تزال موجودة، وتبقى أقوى من الشهرة والمصالح.
وبينما تودّع الساحة الفنية واحدًا من رموزها، يقف جمهور الأغنية الشعبية في حالة ترقّب وتأمل، مدركًا أن فقدان أحمد عامر لن يكون سهلاً، ولكن في الوقت نفسه، يشعر بامتنان لوجود فنانين كرضا البحراوي لا يزالون يحتفظون بقيم الوفاء والإخلاص وسط عالم سريع التغيّر.