ومع تأثر الأسعار بعدة عوامل محلية وعالمية، على رأسها تقلبات أسعار المواد الخام في الأسواق العالمية، وتغيرات العرض والطلب داخل السوق المصرية.
ويأتي هذا التراجع في الأسعار، وفقًا لما أعلنته بوابة الأسعار المحلية التابعة لمجلس الوزراء المصري، ليمنح بارقة أمل لقطاع التشييد والبناء، الذي يعاني منذ فترات من تقلبات حادة في أسعار المواد الأساسية، ما أثر على تكاليف التنفيذ والتمويل، خاصة في المشروعات السكنية والإنشائية الجديدة.
أولًا: أسعار الحديد اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025
وفقًا للتقارير الرسمية، شهدت أسعار الحديد انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بتعاملات أمس، وقد جاءت الأسعار على النحو التالي:
متوسط سعر طن الحديد الاستثماري بلغ نحو 38304 جنيهات، مسجلًا تراجعًا قدره 744 جنيهًا عن أسعار أمس، وهو ما يعكس تحولًا في اتجاه السوق، ربما يرتبط بانخفاض سعر خام البيليت عالميًا.
سعر طن حديد عز، وهو من أبرز وأشهر أنواع الحديد في السوق المصري، انخفض ليسجل 39919 جنيهًا، بتراجع بلغت قيمته 433 جنيهًا، ليكسر حاجز الـ40 ألف جنيه الذي ظل محافظًا عليه لفترة طويلة.
أما باقي الشركات، فقد سجلت أسعارًا متفاوتة كالآتي:
حديد المراكبي: 37500 جنيه للطن
حديد بشاي: 38500 جنيه للطن
حديد العشري: 36200 جنيه للطن
حديد المصريين: 38000 جنيه للطن
ويُلاحظ أن الشركات الأصغر أو المتوسطة الإنتاج تطرح أسعارًا أقل من الكيانات الكبرى مثل “عز”، في محاولة لجذب المزيد من العملاء والمطورين العقاريين.
ثانيًا: أسعار الأسمنت اليوم الأربعاء 2 يوليو 2025
كما شمل التراجع في أسعار مواد البناء، أسعار الأسمنت بأنواعه المختلفة، حيث أظهرت البيانات الصادرة انخفاضًا جديدًا في عدد من المصانع، في ظل استقرار نسبي في معدلات الطلب.
وقد جاءت أسعار الأسمنت اليوم على النحو التالي:
متوسط سعر طن الأسمنت الرمادي سجل نحو 3878 جنيهًا، منخفضًا بقيمة 47 جنيهًا مقارنة بسعره أمس.
وفيما يلي أسعار بعض أشهر الشركات:
أسمنت حلوان: 3470 جنيهًا للطن
أسمنت السويدي: 3650 جنيهًا للطن
أسمنت الفهد: 3350 جنيهًا للطن
أسمنت السويس: 3450 جنيهًا للطن
ويُلاحظ أن أسعار الأسمنت تتراوح بين 3300 و3900 جنيه، بحسب الشركة ونوع الأسمنت، وجودته، فضلًا عن تكلفة النقل التي تؤثر بدورها على السعر النهائي للمستهلك.
أسباب تراجع أسعار مواد البناء
يرى خبراء القطاع العقاري أن هذا التراجع في الأسعار يرجع إلى عدة أسباب متداخلة، أبرزها:
تراجع أسعار الخامات عالميًا: انخفاض أسعار خام الحديد (البيليت) والفحم الحجري والأسمنت البورتلاندي في الأسواق العالمية ساهم في خفض التكلفة على الشركات المحلية.
ركود نسبي في حركة البناء: يشهد السوق المصري حالة من الهدوء في الطلب على مواد البناء، خاصة بعد انتهاء موسم الصيف وبدء العام المالي الجديد، ما أدى إلى تراجع الطلب وبالتالي خفض الأسعار.
السياسات الحكومية: وجود رقابة أكبر من الجهات المعنية، خاصة من جهاز حماية المنافسة وجهاز تنظيم سوق البناء، أدّى إلى مزيد من الاستقرار في السوق، وتقليل فرص الاحتكار أو المغالاة في التسعير.
تأثير صرف العملة: استقرار نسبي في سعر الدولار مقابل الجنيه ساهم في تهدئة السوق، مقارنة بفترات سابقة شهدت ارتفاعات حادة بسبب تقلبات الصرف.
التأثير على السوق العقارية
تنعكس هذه التراجعات بشكل مباشر على قطاع التطوير العقاري، حيث قد تساعد في تخفيض نسبي لتكلفة تنفيذ الوحدات السكنية، مما يفتح الباب أمام تحفيز السوق، خاصة في ظل ركود حركة البيع خلال الأشهر الماضية.
لكن رغم هذا الانخفاض، ما زال بعض المطورين يتحفظون تجاه الإعلان عن تخفيضات كبيرة في أسعار العقارات، مبررين ذلك بأن المواد الأخرى مثل الطوب، الخرسانة الجاهزة، البلاط، والدهانات لا تزال تُحافظ على مستويات سعرية مرتفعة.
توقعات الفترة المقبلة
يتوقع عدد من الخبراء استمرار حالة الاستقرار النسبي أو التراجع الطفيف في أسعار الحديد والأسمنت خلال الشهر الجاري، إذا ما واصلت أسعار المواد الخام عالميًا في الاتجاه الهبوطي. كما ستلعب العوامل السياسية والاقتصادية الدولية دورًا في تحديد اتجاهات الأسعار خلال الربع الثالث من العام.
وفي حال استقرار السوق على المدى المتوسط، قد نشهد نوعًا من التوازن بين الكلفة والمبيعات، ما يساهم في تحريك السوق العقارية، خاصة في مشروعات الإسكان المتوسط والاجتماعي.