وفي التفاصيل، سجّل سعر جرام الذهب عيار 24 – وهو العيار الأعلى نقاءً والأكثر تداولاً في سوق السبائك – نحو 5286 جنيهًا، بانخفاض واضح عن متوسطاته السابقة خلال الأسابيع الماضية.
أما عيار 21، الذي يعد الأكثر شعبية ومبيعًا في مصر، فقد شهد تراجعًا كبيرًا بنحو 200 جنيه دفعة واحدة، ليستقر عند 4625 جنيهًا للجرام، بعدما كان يُتداول في مستويات أعلى خلال بداية الشهر الجاري.
هذا الهبوط المفاجئ في سعر عيار 21 أثار تساؤلات عديدة في الشارع المصري، خاصة مع ارتباط هذا العيار مباشرة بأسعار المشغولات الذهبية التي يشتريها المواطنون بكثرة.
أما عيار 18، والذي يُعد خيارًا شائعًا بين الطبقات المتوسطة لما يتمتع به من موازنة بين السعر والشكل الجمالي، فقد سجّل اليوم 3964 جنيهًا للجرام، بينما جاء سعر عيار 14 – وهو الأقل في نسب الذهب والمستخدم في بعض التصميمات الخفيفة – عند 3083 جنيهًا للجرام.
وفيما يخص سعر الجنيه الذهب، وهو وحدة قياس يعتمد عليها المستثمرون الصغار نسبيًا في اقتناء الذهب، فقد بلغ اليوم 37000 جنيهًا، مما يُظهر انخفاضًا ملحوظًا يتماشى مع موجة الهبوط العام التي يشهدها السوق.
ولا يقتصر التراجع على السوق المحلي فقط، بل يمتد ليشمل السوق العالمي أيضًا، حيث انخفض سعر الأونصة العالمية إلى نحو 3275 دولارًا، وهو أدنى مستوى تسجله منذ قرابة شهر، بانخفاض بلغت نسبته 1.7% مقارنة بتعاملات الأسبوع الماضي.
وقد جاء هذا التراجع مدفوعًا بعوامل عديدة من أبرزها تراجع التوترات الجيوسياسية، وارتفاع مؤشرات الدولار، وزيادة توقعات الأسواق بشأن استمرار تشديد السياسات النقدية من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
تداعيات التراجع على الأسواق المحلية
هذا التراجع الحاد في أسعار الذهب محليًا دفع الكثير من المواطنين إلى التساؤل: هل هو الوقت المناسب للشراء؟ بينما يرى البعض أن هذا الانخفاض قد يكون مؤقتًا، ويمثل فرصة جيدة للشراء، يرى آخرون أنه ربما يمثل بداية لموجة طويلة من التراجع، خصوصًا في ظل الاستقرار النسبي في أسعار صرف العملات الأجنبية، وعودة بعض الهدوء إلى الأسواق العالمية بعد فترة من الاضطرابات.
ويلاحظ تجار الذهب في محال الصاغة أن الإقبال اليوم كان متفاوتًا، حيث اندفع البعض إلى الشراء خوفًا من ارتفاع مرتقب، بينما فضل آخرون الانتظار ترقبًا لمزيد من الانخفاض. وتشير بعض التقديرات إلى أن أسعار الذهب قد تواصل التذبذب في الأيام القادمة، في حال استمرار تراجع الأسعار عالميًا، واستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية في المنطقة.
التحليل الاقتصادي: ماذا وراء الانخفاض؟
يرى خبراء الاقتصاد أن الهبوط الحالي لأسعار الذهب مرتبط بعدة عوامل رئيسية، من بينها:
تراجع المخاوف الجيوسياسية بعد وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، مما قلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
ارتفاع مؤشر الدولار، والذي يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض أسعار الذهب عالميًا نظرًا للعلاقة العكسية بينهما.
زيادة توقعات الفائدة الأمريكية، والتي تقلل من جاذبية الذهب كأصل استثماري لا يدر عائدًا.
استقرار سعر الصرف المحلي، ما يمنح السوق المصري نوعًا من الاتزان أمام الهزات المفاجئة في الأسعار العالمية.
هل يستمر التراجع؟
لا يمكن التنبؤ بشكل قاطع بمستقبل أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، خاصة أن السوق يتأثر بعدة متغيرات متشابكة تتعلق بالاقتصاد العالمي، وسياسات البنوك المركزية، والتقلبات الجيوسياسية. ومع ذلك، يرى محللون أن الأسعار مرشحة للمزيد من الانخفاض على المدى القصير، ما لم تظهر مستجدات تعيد توجيه المستثمرين نحو الذهب مجددًا كملاذ آمن.
نصائح للمستهلكين
لمن يفكر في الشراء، فإن هذه الفترة قد تكون مناسبة للشراء خصوصًا لعيارات الزينة مثل 18 و21، مع ضرورة متابعة حركة الأسعار أولًا بأول. أما من يخطط للاستثمار طويل الأجل، فقد يفضل الانتظار قليلًا ريثما تتضح الصورة في السوق العالمية.