وفاء عامر تخرج عن صمتها بعد الاتهامات “كرامتي فوق كل شيء”. شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية حالة من الجدل الواسع، بعد انتشار مقطع فيديو لسيدة مجهولة تتهم فيه الفنانة المصرية الشهيرة وفاء عامر زورًا بالضلوع في تجارة الأعضاء البشرية. الأمر الذي أثار استياءً كبيرًا في الأوساط الفنية والشعبية، وأحدث حالة من الغضب بسبب استغلال أسماء المشاهير في ترويج شائعات لا تمت للحقيقة بصلة.
بداية الأزمة: اتهامات صادمة بلا دليل
بدأت الواقعة عندما ظهرت سيدة في بث مباشر على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، مدعية أن عدداً من الفنانين المصريين متورطون في تجارة الأعضاء البشرية، وذكرت من بينهم اسم الفنانة وفاء عامر. هذه التصريحات، التي جاءت من مصدر غير معروف ودون أي دليل، سرعان ما تحولت إلى حديث الساعة، وانتشرت عبر المنصات الرقمية كالنار في الهشيم، ما اضطر وفاء عامر إلى الخروج عن صمتها والرد بشكل مباشر.
وفاء عامر: “مش هسيب حقي وورا اللي وراها”
في مداخلة هاتفية عبر أحد البرامج التلفزيونية، أعربت الفنانة وفاء عامر عن غضبها الشديد من تلك الاتهامات المغرضة، مؤكدة أنها لن تتهاون في حقوقها، وستلجأ للقانون لمحاسبة كل من أساء إليها.
قالت عامر:
“أنا أكبر نجمة على تيك توك، والست دي اختارتني عشان الترند، لكن أنا لا أظهر كثيرًا، إلا في حالات إنسانية”.
وقد أوضحت أن ظهورها على مواقع التواصل الاجتماعي يكون غالبًا لدعم قضايا إنسانية، مثل حالة الطفل “علي محمد دوشين”، الذي يحتاج إلى علاج بتكلفة تتجاوز 150 مليون جنيه. وأكدت أن كل ما تقوم به يتم تحت إشراف مباشر من وزارة التضامن الاجتماعي، وليس له أي علاقة من قريب أو بعيد بما يتم تداوله من اتهامات.
وأضافت وفاء عامر بصوت حازم:
“اللي حصل وراه حد، وأنا مش هسيبه، وهجيب اللي وراه لأننا في بلد فيها قانون ونائب عام قوي، وأنا ست قوية وعنيدة، ولو ليا حق باخده، وما فيش حد يقدر ييجي عليا”.
دفاع عن المؤسسات المصرية ودور الفن
أشادت وفاء عامر بدور المؤسسات الرسمية في مصر، مؤكدة أن النقابات الفنية تمتلك من القوة والاحترام ما يحمي أعضائها من تلك الهجمات. وقالت:
“إحنا بلد قوية، وماعندناش رئيس حكم مصر وحش، واللي بيحصل ده ضرب للقوى الناعمة، وده شيء مرفوض تمامًا”.
واعتبرت أن استهداف الفنانين عبر مثل هذه الشائعات لا يسيء فقط للأشخاص المعنيين، بل يُعد اعتداءً على الثقافة والفن المصري بشكل عام، ويهدف لتشويه صورة الرموز الفنية والوطنية.
خلفية الاتهامات: وفاة لاعب كرة تثير البلبلة
المزاعم التي طالت وفاء عامر جاءت في أعقاب وفاة لاعب كرة القدم السابق “إبراهيم شيكا”، وهي الوفاة التي أحاطت بها شائعات متعددة. وبينما لم يُعلن رسميًا عن وجود أي شبهة جنائية في الوفاة، استغلت بعض الجهات الغامضة الحدث لترويج سيناريوهات مثيرة تتضمن “تجارة الأعضاء”، وزُجّ بأسماء فنانين بشكل متعمد في تلك الروايات الملفقة.
وكان المقطع الذي ظهرت فيه السيدة يتضمن اتهامات دون تقديم أي أدلة، ما يؤكد أن الهدف لم يكن كشف حقائق بل إثارة البلبلة وخلق ترند زائف، على حساب سمعة فنانة معروفة بتاريخها الفني والإنساني الطويل.
نقابة المهن التمثيلية: نقف خلف وفاء عامر
ردًا على ما حدث، أصدرت نقابة المهن التمثيلية بيانًا رسميًا أعلنت فيه تضامنها الكامل مع الفنانة وفاء عامر. وأكدت النقابة أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مثل هذه الحملات المنظمة لتشويه الفنانين، مشيرة إلى أن لجنة قانونية من كبار المحامين قد تم تشكيلها لمتابعة الواقعة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية بحق المتورطين.
وجاء في البيان:
“وفاء عامر فنانة كبيرة، نعتز بها، وصاحبة مسيرة فنية مشرفة، ومواقف وطنية وإنسانية مشهودة، ولن نسمح بالتطاول عليها أو الإساءة لها”.
وأكدت النقابة أنها تواصلت مع الفنانة مساء اليوم الذي انتشرت فيه الشائعة، للاطمئنان عليها ومتابعة الموقف عن قرب، مشيرة إلى أن الحفاظ على كرامة الفنان جزء لا يتجزأ من دور النقابة الأساسي.
تُعد وفاء عامر من أبرز النجمات في الوسط الفني المصري والعربي، حيث قدمت عبر مسيرتها الفنية عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية الناجحة، التي ناقشت قضايا مجتمعية وإنسانية متنوعة. كما أنها معروفة بمواقفها الداعمة لحقوق الإنسان، والمشاركة في حملات التوعية الصحية والاجتماعية، ما يجعلها هدفًا سهلًا لمروجي الإشاعات، بسبب حجم التأثير الجماهيري الكبير الذي تمتلكه.
الفنانون ودائرة الشائعات
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استغلال أسماء فنية مرموقة في شائعات من هذا النوع. إذ بات من المألوف أن يستهدف بعض مروّجي المحتوى الزائف شخصيات معروفة لجذب المتابعين، دون أدنى اعتبار للأثر النفسي والاجتماعي الذي تتركه مثل هذه الادعاءات الكاذبة.
وقد دعت العديد من الجهات إلى ضرورة سن قوانين أكثر صرامة لمكافحة الأخبار الكاذبة عبر الإنترنت، وتغليظ العقوبات على من يُثبت تورطه في ترويج أو صناعة محتوى تشهيري بغرض الكسب أو التشهير.
يبقى موقف وفاء عامر مثالًا واضحًا على أن الرد على الأكاذيب لا يكون بالصمت، بل بالمواجهة القانونية والثقة بالمؤسسات الرسمية، والدعم الشعبي. فقد أظهرت الفنانة أنها ليست فقط نجمة أمام الكاميرا، بل شخصية قوية تدرك جيدًا كيفية الدفاع عن نفسها وكرامتها في وجه أي محاولة للنيل منها.
كما أن تضامن نقابة المهن التمثيلية معها يؤكد على وعي المجتمع الفني بخطورة مثل هذه القضايا، وعلى ضرورة التصدي لها بشكل جماعي وقانوني، حفاظًا على صورة الفن والفنانين في مصر.