هذا القرار جاء في إطار مساعي النقابة لتحسين مستوى الحياة الاجتماعية والصحية للمعلمين، وتقديم الدعم اللازم لهم في مواجهة الأزمات الصحية المختلفة. وبهذا السياق، كان نقيب المعلمين، خلف الزناتي، قد كشف عن هذه المبادرة خلال حفل تسليم شهادات الدورة التدريبية رقم (84) التي حملت عنوان “الأزمات والتفاوض” للمعلمين في محافظة قنا.
تطور دور النقابة في دعم المعلمين
وأوضح الزناتي أن النقابة تسعى دائمًا لتوسيع دائرة خدماتها الموجهة للمعلمين، والتي لا تقتصر فقط على العطاء المالي، بل تشمل أيضًا التدريب والتأهيل لتعزيز قدرات المعلمين على مواجهة الأزمات والتحديات التي قد تواجههم في مختلف المجالات.
وأكد أن النقابة تبنت نهجًا جديدًا في التفكير يهدف إلى إعداد معلم قادر على التفاعل مع الأوضاع المختلفة، سواء كانت مرتبطة بالأزمات الطارئة أو متعلقة بمهام التدريس اليومية.
دور الدورات التدريبية في تعزيز قدرات المعلمين
أشار الزناتي إلى أن النقابة نظمت العديد من الدورات التدريبية بالتعاون مع الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية، مشيرًا إلى أنها نجحت في تنفيذ 107 دورة تدريبية للمعلمين وأسرهم.
هذه الدورات تهدف إلى تحسين مهارات المعلمين في مجالات متعددة، مثل إدارة الأزمات والتفاوض في الأوقات الحرجة. وتُقدّم هذه الدورات سواء بشكل مباشر أو عبر تقنيات الفيديو كونفرانس التي تتيح للمعلمين في مختلف المحافظات المشاركة من خلال النقابات الفرعية التي تم تجهيزها بأحدث الأجهزة التكنولوجية.
وأوضح الزناتي أن الهدف من هذه الدورات هو تدريب المعلمين على كيفية الاستجابة الفعالة في حالات الطوارئ، مثل الكوارث الطبيعية أو التهديدات الإرهابية أو التحديات السياسية. هذا التدريب يعزز من قدرة المعلمين على التصرف بحكمة ومرونة في الأوقات الصعبة، ما يسهم في خلق بيئة تعليمية آمنة ومستقرة.
زيادة الميزة التأمينية والمعاشات
أعلن نقيب المعلمين أيضًا عن زيادة كبيرة في الميزة التأمينية للمعلمين، حيث تم رفع قيمة الميزة من 13 ألف جنيه إلى 42 ألف جنيه اعتبارًا من يناير 2024.
وأضاف أن هذه الزيادة تأتي في إطار التزام النقابة بتقديم خدمات أفضل لأعضائها، وتلبية احتياجاتهم في مختلف الجوانب المالية والاجتماعية. كما كشف الزناتي عن وعد بزيادة الميزة التأمينية مرة أخرى مع بداية يناير 2025، ما يعكس التزام النقابة المستمر بتحسين حياة المعلمين.
إعانات صحية تصل إلى 20 ألف جنيه
في خطوة إيجابية أخرى، أشار الزناتي إلى أن النقابة ستقوم بصرف إعانات صحية للمعلمين تصل إلى 20 ألف جنيه، وذلك للمعلمين المصابين بأحد الأمراض المستعصية. وهذه الإعانات ستُمنح بناء على تقرير طبي صادر من مستشفى حكومي، على أن يتم فحص هذه التقارير من قبل لجنة متخصصة قبل منح المعونة.
وتستهدف هذه الإعانات دعم المعلمين الذين يواجهون تحديات صحية كبيرة، وتُعد هذه المبادرة جزءًا من استراتيجية النقابة لتوفير الرعاية الاجتماعية والصحية لأعضائها. ويشمل الدعم العديد من الأمراض المستعصية، ما يخفف من عبء التكاليف الطبية على المعلمين وعائلاتهم.
دعم ورثة المعلمين المتوفين
وتطرق الزناتي أيضًا إلى الدعم الذي تقدمه النقابة لأسر المعلمين في حالة وفاتهم، حيث وعد بصرف مبلغ 40 ألف جنيه لورثة المعلم الذي يتوفاه الله نتيجة حادث لا قدر الله. هذا الدعم المالي يأتي بالإضافة إلى الميزة التأمينية المقررة، ليكون بمثابة مساعدة مالية تساهم في تخفيف الأعباء عن أسر المعلمين الذين فقدوا عائلهم.
دعم رحلة العمرة وتحديث المصايف
كما أضاف الزناتي أن النقابة تقوم بتقديم دعم خاص للمعلمين في رحلات العمرة، وذلك بهدف تسهيل رحلة العبادة للمعلمين الذين يرغبون في أداء مناسك العمرة. هذا الدعم يُعتبر بمثابة تقدير لجهود المعلمين وتوفير فرص لهم لأداء عباداتهم في ظروف مريحة.
وإلى جانب ذلك، تعمل النقابة على التحديث المستمر لمصايف المعلمين في مناطق مثل الإسكندرية ورأس البر، بهدف تقديم خدمات ترفيهية متميزة للمعلمين وأسرهم، ما يعكس التزام النقابة بتحسين جودة حياة المعلمين في مختلف جوانبها.
تُعتبر هذه الإجراءات من جانب نقابة المعلمين خطوة كبيرة نحو تحسين أوضاع المعلمين في مصر. فإلى جانب الزيادة في الميزة التأمينية، والإعانات الصحية، والدورات التدريبية، تأتي هذه المبادرات لتؤكد التزام النقابة بتقديم الدعم الكامل للمعلمين، سواء من الناحية المالية أو الاجتماعية. ويُتوقع أن تساهم هذه الإجراءات في رفع مستوى حياة المعلمين وتعزيز دورهم في المجتمع، بما يتماشى مع الجهود الوطنية لتطوير التعليم في مصر.