ويأتي هذا الاستقرار وسط ترقب واسع من المواطنين وأصحاب محطات الوقود للمراجعة الجديدة التي من المتوقع أن تُعلن خلال الأيام القليلة المقبلة.
تُعد أسعار البنزين والسولار من أكثر الموضوعات التي تهم الشارع المصري، نظرًا لتأثيرها المباشر على أسعار النقل والسلع والخدمات المختلفة، حيث تؤدي أي زيادة أو خفض في أسعار المحروقات إلى تغيرات في تكلفة المعيشة ومستويات التضخم. لذلك، تحظى قرارات لجنة التسعير التلقائي باهتمام خاص من المواطنين والمستثمرين على حد سواء.
أسعار البنزين والسولار اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025
وفقًا لآخر تحديث صادر عن وزارة البترول والثروة المعدنية، جاءت أسعار الوقود في مصر اليوم كما يلي:
بنزين 95: 19 جنيهًا للتر
بنزين 92: 17.25 جنيهًا للتر
بنزين 80: 15.75 جنيهًا للتر
السولار: 15.5 جنيهًا للتر
الكيروسين: 15.5 جنيهًا للتر
المازوت المورد لباقي الصناعات: 10,500 جنيه للطن
أسطوانة البوتاجاز المنزلي (12.5 كجم): 200 جنيه
هذه الأسعار تسري على جميع محطات الوقود في أنحاء الجمهورية، وتؤكد استمرار السياسة الحكومية الهادفة إلى تحقيق التوازن بين تكلفة الإنتاج والدعم الموجه للمستهلك.
أسباب تثبيت أسعار الوقود في مصر
يرجع قرار تثبيت أسعار البنزين والسولار إلى عدة عوامل اقتصادية وإستراتيجية. فاللجنة المسؤولة عن التسعير التلقائي تقوم بمراجعة الأسعار كل ثلاثة أشهر بناءً على معادلة دقيقة تشمل متوسط أسعار خام برنت العالمي وسعر صرف الجنيه أمام الدولار الأمريكي، إلى جانب تكاليف التشغيل والنقل والتوزيع داخل السوق المحلي.
وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن الثبات في الأسعار يعكس حرص الحكومة على استقرار الأسواق الداخلية، خصوصًا في ظل تقلبات أسعار النفط العالمية، التي تشهد فترات من الارتفاع بسبب الأزمات الجيوسياسية وتقلبات العرض والطلب. كما أن استمرار تثبيت الأسعار يساعد على تجنب موجات تضخمية جديدة، ويمنح القطاع الصناعي والتجاري فرصة للتخطيط المالي بشكل مستقر.
لجنة التسعير التلقائي ودورها في ضبط السوق
تأسست لجنة التسعير التلقائي للمنتجات البترولية بهدف تطبيق آلية تضمن تحديد الأسعار بشكل دوري وفقًا للمتغيرات الاقتصادية دون تدخل مباشر من الحكومة. وتعقد اللجنة اجتماعًا كل ثلاثة أشهر لمراجعة الأسعار، وفي حال وجود تغيرات كبيرة في الأسواق العالمية، يتم اتخاذ القرار المناسب إما برفع أو خفض أو تثبيت الأسعار.
وفي اجتماعها الأخير الذي عُقد في 11 أبريل 2025، قررت اللجنة تثبيت أسعار البنزين والسولار بعد مراجعة دقيقة للأسواق العالمية خلال الربع الأول من العام، لتستمر تلك الأسعار حتى اليوم دون تعديل. ومن المتوقع أن يُعقد الاجتماع الجديد خلال النصف الثاني من أكتوبر الجاري لإقرار الأسعار للفترة من أكتوبر حتى ديسمبر 2025.
تأثير استقرار أسعار الوقود على السوق المحلي
انعكس استقرار الأسعار إيجابيًا على عدة قطاعات داخل الاقتصاد المصري. فمع ثبات سعر السولار، الذي يمثل الوقود الرئيسي لوسائل النقل والمواصلات، لم تشهد أسعار النقل البري والبحري زيادات جديدة خلال الأشهر الماضية، مما ساعد على استقرار أسعار السلع الغذائية والمواد الخام المنقولة عبر الطرق.
كما أدى تثبيت أسعار البنزين إلى استمرار استقرار تكاليف النقل الشخصي والسيارات الخاصة، وهو ما ساهم في الحد من معدلات التضخم نسبيًا مقارنة بالربع الأول من العام.
من جهة أخرى، يرى محللون أن هذا الاستقرار قد يكون مرحلة تمهيدية لمراجعة جديدة، خصوصًا في ظل التغيرات العالمية في أسعار النفط، التي تراوحت مؤخرًا بين 84 و90 دولارًا للبرميل، إضافة إلى التذبذب في سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وهي عوامل قد تدفع اللجنة إلى تعديل الأسعار في اجتماعها المقبل.
توقعات الفترة المقبلة
يتوقع عدد من الخبراء أن تتجه لجنة التسعير التلقائي إلى تثبيت الأسعار مجددًا خلال المراجعة المقبلة، في حال استقرت أسعار خام برنت في نطاقها الحالي ولم تحدث زيادات حادة عالميًا. بينما يرى آخرون أن زيادة طفيفة محتملة قد تُقر في أسعار البنزين بأنواعه، إذا استمرت معدلات التضخم العالمية بالارتفاع أو شهدت أسعار النفط صعودًا إضافيًا.
وفي الوقت نفسه، تؤكد وزارة البترول أنها تواصل جهودها لضمان توافر المنتجات البترولية بجميع أنواعها في الأسواق دون نقص، مع تشديد الرقابة على محطات الوقود لمنع أي تلاعب في الأسعار أو الامتناع عن البيع.
أهمية سياسة التسعير التلقائي
تعتبر آلية التسعير التلقائي واحدة من أبرز أدوات الدولة في تحقيق الشفافية الاقتصادية، إذ تُربط الأسعار المحلية بالمتغيرات العالمية، مما يخلق نوعًا من العدالة في توزيع الدعم ويقلل من العبء على الموازنة العامة. كما تساعد هذه السياسة على تحسين كفاءة استهلاك الطاقة وتشجيع المواطنين على التوجه نحو مصادر الطاقة البديلة مثل الغاز الطبيعي للسيارات.
وفي ختام التعاملات الصباحية اليوم، تواصل محطات الوقود في جميع المحافظات تطبيق الأسعار المعلنة دون تغيير، وسط ترقب واسع لقرارات اللجنة المقبلة، التي ستحدد مسار أسعار البنزين والسولار خلال الربع الأخير من عام 2025.