نصر اكتوبر ملحمة العاشر من رمضان التي هزت العالم بطولة لا تنسي . يحل اليوم الذكري الحادية والخمسين على نصر حرب أكتوبر 1973 المجيدة، التى تعبير معجزة بكل المقاييس وسيظل يتحدث عنها التاريخ لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان.
فلقد غيرت حرب أكتوبر 1973 مجرى التاريخ لمصر ولمنطقة الشرق الأوسط بأسرها، فالشعب المصري العظيم بكافة طوائفه شارك فى حرب أكتوبر، فمن لم يحالفه الحظ ليكون على جبهة القتال كانوا صمود أثناء الحرب وتماسك الجبهة الداخلية.
وضربوا أروع الأمثلة في اجتياز الصعاب ومجابهة التحديات والتهديدات والتحمل. حيث ونشرت وزارة الدفاع المصرية على موقعها الرسمي، السبت، وثائق نادرة عن حرب أكتوبر، تضمنت.
بخط يد قادة الجيش آنذاك، «خطط الاستعداد للحرب وإدارتها، وتحطيم الساتر الترابي، والتخطيط الاستراتيجي العسكري للحرب بمراحلها، وتصفية ثغرة الدفرسوار»، كما رصدت الوثائق دور الإعلام المصري، خاصة العسكري، في مجال الإعداد والتخطيط للحرب ودوره في إحداث تأثير إقليمي ودولي.
ووفق الخبير العسكري اللواء حسام سويلم، فإن توقيت الكشف عن الوثائق يحمل كثيراً من الدلالات، أبرزها «التأكيد على قدرات الجيش المصري وإمكاناته العسكرية القادرة على الدفاع عن أراضيه».
وقال سويلم: «هناك أيضاً رسالة ترتبط بما يحدث في غزة حالياً، والتهديدات الإقليمية لمصر جراء ذلك، تفيد بأن الجيش المصري يمتلك من قوة الردع ما يمكنه من التعامل مع أي تهديدات».
ويعيد الإعلان المصري عن الوثائق «التذكير بنصر أكتوبر وقوة مصر العسكرية»، كما يلفت السفير جمال بيومي، الذي ترأس إدارة إسرائيل بالخارجية المصرية بين عامي 1994 و1995.
ويقول إن «إعادة التذكير بالنصر يساهم في رفع الروح المعنوية للمصريين، وإعادة تذكير الأجيال الجديدة، كما أنه تذكير للعالم»، لافتاً إلى أن «توقيت الكشف عن الوثائق ربما يكون مقصوداً بسبب حرب غزة».
ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تحوّلت حدود مصر الشرقية إلى بؤرة للأحداث، خاصة معبر «رفح»، الذي يعد المدخل الرئيسي لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة.
ومع اقتراب العمليات العسكرية الإسرائيلية من مدينة رفح الحدودية مع مصر، تسود مخاوف لدى القاهرة من محاولات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وهو ما ترفضه مصر التي تؤكد أن الأمر بمثابة «خط أحمر».
وأكدت وزارة الدفاع المصرية عبر موقعها أن «التخطيط الاستراتيجي العسكري المصري لحرب أكتوبر يرقى إلى أعلى درجات الفكر العسكري العالمي، حيث شمل التوجيه السياسي العسكري للقائد الأعلى للقوات المسلحة.
وإعداد فكر الاستخدام للقوات المسلحة، وقرار القائد العام وإعداد خطط العمليات والخطط التكميلية وتنظيم التعاون الاستراتيجي والإشراف والمراجعة واختبار التخطيط، بما يؤكد قدرة القوات المسلحة على تنفيذ المهام المخططة».
وتقول أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة نهى بكر إن «الكشف عن الوثائق في هذا التوقيت يمثل رسالة للعالم بأن مصر دولة قوية عسكرياً وسياسياً، رغم أنها (مصر) لا تحتاج للتأكيد.
لأن العالم يدرك قوة الجيش المصري»، لافتة إلى أن «الوثائق أيضاً تعرف المصريين بتاريخ انتصاراتهم بما يعزز فخرهم ببلدهم».
وكان رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، قد أكد تعليقاً على اقتراب المعارك الإسرائيلية من الحدود المصرية، أن «الدولة المصرية لن تكتفي بإجراءات رمزية إذا تعلق الأمر بتهديد الأمن القومي وأراضيها، وكذلك تصفية القضية الفلسطينية».
وأوضح رشوان، في تصريحات إعلامية، قبل أيام، أن «لدى مصر جبهة موحدة، وحزمة كبيرة من التحركات والإجراءات، كما لدى القاهرة من الوسائل ما يُمكّنها من الدفاع عن أمنها». فقد تراجعت معدلات الجريمة بشكل مزهل أثناء حرب أكتوبر، شعب عظيم له مورث أخلاقي وحضاري تظهر الشدائد معادن المصريين الأصيلة.
وكان الشعب المصري على قلب رجل واحد، استحضروا فيها جنيات هذا الشعب العريق ونجحوا على كافة الاصعدة، وجسدت الحرب آصالة المصريين وعظمة ولائهم للوطن، حيث إن الجيش المصرى مصنع الرجال لا يعرف المستحيل، ولا يعرف بديلا عن النصر، ولا يعتدى على أحد وقادر على حماية أراضيه، والتاريخ شاهد علي ذلك.
ولكن إذا حاولت أيّ قوة فى العالم أن تعتدي على مصر، فالشعب والجيش قادرون علي صد أي عدوان، والدولة المصرية الوحيدة في العالم منذ فجر التاريخ لم تتغير حدودها وهذا دليل علي قوة وعظمة مصر مقبره الغزاه وقاهرة الأعداء عبر التاريخ.
وفى هذا الشأن – يقول الخبير القانوني والمحامى بالنقض هانى صبرى – قدمت العسكرية المصرية نموذجاً فريداً في فنون الحرب والمعارك والتخطيط الاستراتيجي، لا يزال يُدرس حتى الآن في كبرى الكليات والمعاهد العسكرية حول العالم.
وأيضاً الشعب المصري العظيم وقف خلف جيشه وحرص على أن يوظف كل إمكاناته المتاحة له لتحقيق نصراً عظيماً مسطرين ملحمة تاريخية شهد عليها العالم حتى يومنا هذا، حيث إن حرب اكتوبر احتوت على مواقف عظيمة من حيث الأداء العسكرى الذي أبهر العالم.
وبحسب “صبرى” في تصريح لـ”برلماني”: تجدر الإشارة أن تصريحات القيادة الإسرائيلية تؤكد اعترافهم بالهزيمة وفشل نظرية الحدود الآمنة، حيث اعترفت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير- في حديث لها بعد حرب أكتوبر- بأنها فكرت في الانتحار” حسب ما ذكرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية 6 / 11 / 1973 .
ووفقا لـ”صبرى”: ناهيك عن أن هيئة أرشيف الدولة فى إسرائيل في 2007 أفرجت عن محضر اجتماع عاصف دار داخل مقر مجلس الوزراء الإسرائيلى بعد مرور 25 ساعة فقط على اندلاع حرب أكتوبر، ويوضح محضر الاجتماع الذى دعت إليه رئيسة الوزراء، وحضره وزير الدفاع موشيه ديان، ورئيس الأركان دافيد بن اليعازر، وعدد من قادة إسرائيل.
وكشفت الوثيقة عن أن (ديان) طالب بترك جنوده الجرحى خلف الخطوط المصرية، ونصح قواته بالهروب من الجيش المصرى إلى ما وراء خط المضايق على عمق 30 كيلومتراً داخل سيناء، أو الاستسلام للقوات المصرية.
ويضيف الخبير القانوني: في مشهد خالد في تاريخ هذا الوطن لم ولن ينسي المصريون ملحمة الدفاع عن أرضهم وكرامتهم، وتلاحم أبناء الشعب المصري مسيحيين ومسلمين لتحقيق النصر وكثيرين قدموا أرواحهم الطاهرة فداءاً لوطنهم واختلطت دماء المصريين في الحرب وضربوا نموذجاً مشرفاً للوحدة والانتماء.
وخاصة أن المرحلة التى تعيشها مصر حالياً من البناء والتعمير هى امتداد لحرب أكتوبر 1973، ونحن في أمس الحاجة لاستعادة روح أكتوبر على كافة المستويات حتى تتبوء مصر المكانة التي تليق بها على مستوى العالم.