نصائح غذائية لنوم أفضل هذه الأطعمة تجنبها مساءً . مع انتهاء يومٍ طويل حافل بالأعمال والضغوط، يصبح الهدف الأول للكثيرين هو الحصول على قسط من النوم العميق والهادئ، ذلك النوم الذي يعيد شحن الجسد ويمنح العقل الراحة اللازمة ليبدأ يومًا جديدًا بنشاط وحيوية. إلا أن بعض العوامل قد تعيق هذا النوع من النوم المريح، ومن أبرزها: نوعية الطعام الذي نتناوله قبل الذهاب إلى السرير.
قد لا يدرك الكثيرون أن الطعام الذي يُستهلك في الساعات القليلة قبل النوم له تأثير مباشر على جودة النوم، بل قد يكون سببًا رئيسيًا في الأرق أو الاستيقاظ المتكرر أو حتى الكوابيس. فالجهاز الهضمي، شأنه شأن بقية أعضاء الجسم، يحتاج إلى راحة ليلية كي يؤدي وظائفه بشكل صحيح، غير أن بعض الأطعمة تتطلب مجهودًا كبيرًا لهضمها، أو تؤثر على العمليات العصبية، مما يؤدي إلى اضطرابات النوم.
ويؤكد الأطباء وخبراء التغذية أن تجنب الطعام قبل النوم بساعتين على الأقل هو عادة صحية يجب الالتزام بها، خاصةً إذا كانت الأطعمة المختارة تحتوي على عناصر تجهد الجهاز الهضمي أو تؤثر على توازن الهرمونات العصبية المسؤولة عن النوم. وفيما يلي نستعرض أبرز الأطعمة التي يجب تجنبها قبل النوم لتحسين جودة النوم والوصول إلى راحة مثالية:
1. المكرونة
رغم أنها وجبة سهلة التحضير وسريعة، إلا أن المكرونة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والنشويات التي ترفع من مستوى السكر في الدم وتُخزن على شكل دهون، خاصة في حالة الخمول الليلي. تناولها قبل النوم يزيد من احتمالية الشعور بالثقل وتراكم الدهون حول منطقة البطن.
2. البيتزا
البيتزا من أكثر الأطعمة المشبعة والمحبوبة، لكن محتواها من الدهون المشبعة، والجبن الثقيل، والصلصات الغنية بالأحماض، يجعلها من الأطعمة غير الملائمة إطلاقًا قبل النوم. فهي قد تسبب حرقة المعدة وعسر الهضم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على القدرة على الاستغراق في نوم عميق.
3. الحلويات
المأكولات الغنية بالسكر كالحلوى والكعك تؤثر بشكل مباشر على نشاط الدماغ أثناء النوم. إذ تُحفّز هذه السكريات زيادة مفاجئة في الطاقة تتبعها هبوط حاد، مما قد يسبب اضطرابًا في نوم الفرد ويزيد من احتمالية الاستيقاظ في منتصف الليل. كما أن الجسم لا يكون بحاجة إلى هذا الكم من السعرات أثناء النوم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن وتخزين الدهون.
4. اللحوم الحمراء
من المعروف أن اللحوم الحمراء غنية بالبروتينات والدهون، وتحتاج لفترة هضم طويلة قد تمتد إلى عدة ساعات. لذا، فإن تناولها في الليل يُرهق الجهاز الهضمي ويؤدي إلى شعور بالثقل عند الاستلقاء، ما قد يمنع الجسم من الدخول في مراحل النوم العميق.
5. الشوكولاتة
الشوكولاتة تحتوي على نسبة من الكافيين، إلى جانب السكر والدهون، وهي مركبات يمكن أن تحفز الجسم على النشاط بدلًا من الاسترخاء. كما أن الكافيين الموجود في الشوكولاتة، وإن كان بنسبة أقل من القهوة، قد يكفي لتأخير النوم أو تقطيعه.
6. الخضروات الغنية بالألياف
رغم أن الخضروات خيار صحي، فإن الأنواع التي تحتوي على ألياف غير قابلة للذوبان كالبروكلي والقرنبيط قد تسبب غازات أو انتفاخًا عند تناولها قبل النوم، خاصةً لمن يعانون من اضطرابات القولون. وهذا الانزعاج الهضمي قد يعيق الدخول في النوم أو يسبب الاستيقاظ المتكرر.
7. منتجات الألبان الثقيلة
الأجبان، خصوصًا الصلبة منها كالشيدر والبارميزان، تحتوي على نسبة عالية من الدهون، وقد تسبب حرقة المعدة عند تناولها في الليل. إضافةً إلى ذلك، بعض الأشخاص يعانون من عدم تحمل اللاكتوز، ما يجعل منتجات الألبان سببًا في الانتفاخات والمغص، وبالتالي التأثير على راحة النوم.
8. الصلصات الباردة والبهارات الحارة
الصلصات الغنية كالثومية أو المايونيز أو الكاتشب، رغم لذتها، إلا أنها تحتوي على مكونات دهنية أو حمضية تزعج المعدة. كذلك، فإن الأطعمة الحارة التي تحتوي على الشطة أو الفلفل تؤدي إلى رفع حرارة الجسم، وهو أمر غير محبذ قبل النوم لأنه يعاكس آلية التبريد الطبيعي التي يعتمدها الجسم عند الاستعداد للنوم.
9. رقائق البطاطس والوجبات الخفيفة الجاهزة
هذه الوجبات عادةً ما تكون مقلية وغنية بالدهون المتحولة، وتحتوي على مواد حافظة ومحسنات طعم تؤثر على الجهاز العصبي المركزي. من أبرزها مادة “غلوتومات الصوديوم” التي ارتبطت بزيادة احتمالية الإصابة بالأرق والصداع. تناول هذه الوجبات قبل النوم لا يؤثر فقط على جودة النوم، بل على الصحة العامة كذلك.
10. المشروبات المنبهة
لا يقتصر تأثير الغذاء على الأطعمة الصلبة فقط، فالمشروبات تلعب دورًا كبيرًا أيضًا. القهوة، الشاي الأسود، مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية تحتوي جميعها على الكافيين أو السكر، مما يزيد من يقظة الدماغ ويمنع الاسترخاء. لذلك، من الأفضل استبدالها بمشروبات مهدئة مثل شاي البابونج أو الحليب الدافئ.
إن ما تتناوله قبل النوم لا يؤثر فقط على معدتك، بل ينعكس مباشرةً على جودة نومك وصحة جسدك. ولتحقيق نوم هادئ ومريح، من الأفضل أن تكون وجبتك الأخيرة خفيفة ومبكرة، وتخلو من الدهون والسكريات الزائدة والمكونات المنبهة. النوم الجيد يبدأ من العادات الصحية، والغذاء أحد أعمدتها الأساسية. فتذكر دائمًا أن تغذية صحية تعني صحة جسدية ونفسية أفضل.