وقال ساويرس عبر صفحته الرسمية على منصة “إكس”: “ليس لنا دخل بذلك!!”، معربًا عن استيائه من الاتهامات التي طالت شركته من دون تدقيق. وأضاف: “عيب الاتهامات بدون تدقيق وسؤال، اقرأوا بيان الآثار”.
تفاصيل الحادثة وموقف نجيب ساويرس
تداولت وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية فيديو يظهر مجموعة من العمال والفنيين يقومون بتكسير أحجار الهرم الأكبر في الجيزة، وسط حضور بعض السياح والزوار.
وهو ما أثار حالة من القلق والدهشة بين المصريين والمجتمع الدولي، الذين عبروا عن مخاوفهم من الإضرار بالمعلم الأثري والتاريخي الهام. وتزامن انتشار هذا الفيديو مع اتهامات وجهها بعض المتابعين لرجل الأعمال نجيب ساويرس، بسبب ارتباط شركته السابقة بمنطقة أهرامات الجيزة.
وردًا على تلك الاتهامات، أكد نجيب ساويرس في تعليقه عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي أن شركته، أوراسكوم القابضة للاستثمار، ليس لها أي علاقة بتلك الأعمال. وقال في تعليقه: “قلنا مش عمالنا وملناش دخل.. عيب الاتهامات بدون تدقيق وسؤال”.
وأوضح أن الفيديو الذي تم تداوله لا يعكس الواقع، وأنه ليس من مسؤولية شركته، وهو ما دفعه لتوجيه المتابعين إلى بيان وزارة الآثار المصرية للحصول على توضيح رسمي.
شركة أوراسكوم وعلاقتها بمنطقة الأهرامات
من الجدير بالذكر أن شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، التي يترأسها ساويرس، كانت قد وقعت عقدًا مع المجلس الأعلى للآثار في عام 2018. هذا العقد كان يهدف إلى تقديم وتشغيل خدمات الزائرين في منطقة الأهرامات، ولكن لم يشمل هذا العقد أعمالًا تتعلق بالترميم أو تغيير في هيكل الأهرام نفسها. وبالتالي، فإن أي أعمال تمت في المنطقة تتعلق بالشبكات الكهربائية أو تحديثات البنية التحتية لا تُعتبر ضمن مسؤوليات الشركة، وفقًا لما أكده ساويرس في تعليقاته.
رد وزارة السياحة والآثار على الفيديو المتداول
وفي نفس السياق، قامت وزارة السياحة والآثار المصرية بتوضيح ما حدث من خلال بيان رسمي نشرته على صفحتها الرسمية في وسائل التواصل الاجتماعي. وأكد البيان أن ما تم إزالته في الفيديو المتداول هو مواد بناء حديثة وغير أثرية كانت قد وضعت منذ عقود لتغطية شبكة إنارة الهرم. وأوضحت الوزارة أن تلك المواد ليست جزءًا من الهرم أو أحجاره الأصلية، بل كانت تهدف إلى تغطية شبكة الكهرباء الخاصة بالإنارة.
وأضافت الوزارة أن المجلس الأعلى للآثار يعمل حاليًا على إزالة هذه المواد غير الأثرية ضمن مشروع تطوير وتحديث شبكة الإنارة الخاصة بالهرم، وأن هذا العمل يتم بشكل دقيق وآمن دون المساس بجسم الهرم نفسه أو أي جزء من معالمه التاريخية. ودعت الوزارة إلى ضرورة التحري عن الدقة قبل تداول أي معلومات غير صحيحة قد تؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين.
القلق على تراث مصر وحالة الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي
من جانب آخر، أثار الفيديو المتداول موجة من القلق على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث شارك العديد من المصريين والعرب هذا الفيديو معبرين عن استنكارهم لما حدث. واعتبر البعض أن هذه الأعمال قد تكون تهديدًا للتراث المصري، في حين طالب آخرون بضرورة أخذ الحذر عند التعامل مع مثل هذه المعالم الأثرية التي تعد من عجائب العالم القديم.
ورغم التوضيح الرسمي من وزارة السياحة والآثار، إلا أن بعض الأفراد أصروا على متابعة تحليلاتهم حول الموضوع، مطالبين بمزيد من الشفافية في الإجراءات المتخذة بشأن الأهرامات، خاصة فيما يتعلق بأعمال الترميم والتركيب في المناطق الأثرية.
إشاعة الأنباء على وسائل التواصل الاجتماعي: تحديات في التوضيح
في عصرنا الحالي، تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي من الأدوات الأساسية لنقل الأخبار والمعلومات. ومع تزايد الأنباء المغلوطة والشائعات، يصبح من الصعب أحيانًا التمييز بين الحقيقة والخيال، وهو ما يجعل الجهات الحكومية والشركات الخاصة أمام تحديات كبيرة لتوضيح الحقائق ومواجهة الاتهامات. وتعد الحوادث المتعلقة بالأماكن الأثرية، مثل تكسير أحجار الهرم، من القضايا التي تتطلب تفاعلًا سريعًا ودقيقًا من الجهات المعنية، حتى لا تتسبب في إثارة البلبلة والقلق.
في خضم الجدل الواسع حول تكسير أحجار الهرم الأكبر، سعى نجيب ساويرس إلى توضيح موقف شركته من الحادث، نافيًا أي علاقة لها بتلك الأعمال، وموضحًا أن الاتهامات الموجهة لشركته هي اتهامات غير دقيقة.
وفي المقابل، جاءت وزارة السياحة والآثار لتؤكد أن ما حدث ليس هدمًا للأهرام، بل إزالة مواد بناء حديثة غير أثرية، وذلك في إطار مشروع تحديث شبكة الإنارة الخاصة بالهرم. وبينما قد تستمر المناقشات على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن التوضيحات الرسمية قد تساهم في تهدئة الأوضاع وتحقيق الشفافية اللازمة لحماية التراث المصري.