الكويكب الذي أطلق عليه اسم “2024 YR4” يعتبر واحدًا من التهديدات الفلكية التي قد تشكل خطرًا على بعض الدول في العالم، بما في ذلك دولة عربية. وكان العالم ديفيد رانكين، الذي يعمل في مشروع مسح السماء كاتالينا التابع لوكالة ناسا، قد أشار إلى وجود “منطقة خطر” واسعة يمكن أن تمتد عبر عدة قارات بسبب الكويكب.
منطقة الخطر المحددة من ناسا
بحسب التصريحات التي قدمها رانكين، تمتد منطقة الخطر للكويكب 2024 YR4 من أميركا الجنوبية عبر المحيط الهادئ، مرورًا بجنوب آسيا، ثم بحر العرب، وصولاً إلى قارة إفريقيا. وتشير هذه التوقعات إلى أن الأثر المدمر للكويكب قد يشمل العديد من البلدان في تلك المناطق. بينما يصعب تحديد الموقع الدقيق للارتطام، إلا أن دوران الأرض في لحظة الاصطدام سيؤثر بشكل كبير على مكان وقوعه.
9 دول مهددة بالكويكب المدمر
التهديد يشمل 9 دول التي قد يصيبها الكويكب، وهذه الدول هي: فنزويلا، كولومبيا، الإكوادور، الهند، باكستان، بنغلاديش، إثيوبيا، السودان، ونيجيريا. هذه الدول تقع جميعها ضمن نطاق الخطر الذي حددته ناسا في مناطقها الأكثر عرضة للتأثير. كما أنه من غير الممكن تحديد مكان الاصطدام بشكل دقيق إلا بعد إجراء المزيد من الدراسات ومراقبة حركة الكويكب في السماء.
حجم الكويكب وتداعياته
يعد كويكب “2024 YR4” من الكويكبات ذات الحجم الكبير، حيث تشير التوقعات إلى أنه قد يصل عرضه إلى حوالي 90 مترًا (حوالي 300 قدم). وهذا الحجم يعادل تقريبًا حجم تمثال الحرية في نيويورك أو ساعة بيغ بن الشهيرة في لندن. وعلى الرغم من أن الكويكب ما زال تحت المراقبة الدقيقة، فإن احتمال اصطدامه بالأرض في عام 2032 قد وصل إلى نسبة 2.3% وفقًا للتقديرات، وهو ما يعادل 1 من 43 فرصة.
التهديد المحتمل والكوارث المتوقعة
إذا حدث الاصطدام بالفعل، فمن المحتمل أن تكون له تداعيات كارثية على كوكب الأرض. تشير التقديرات إلى أن الكويكب قد يتسبب في انفجار يعادل قوته 100 مرة قوة القنبلة النووية التي ألقيت على مدينة هيروشيما في نهاية الحرب العالمية الثانية. هذا النوع من الكوارث يمكن أن يؤدي إلى خسائر بشرية ضخمة وتدمير بيئي هائل في المناطق المتأثرة.
هل يشبه كويكب تونغوسكا؟
من المهم الإشارة إلى أن كويكب “2024 YR4” ليس الكويكب الأول الذي يشكل تهديدًا على الأرض. في عام 1908، وقع حدث مماثل في سيبيريا الروسية، حيث ضرب كويكب تونغوسكا المنطقة التي كانت في ذلك الوقت غير مأهولة بشكل كبير. على الرغم من حجمه المماثل للكويكب المرتقب، فإن انفجار كويكب تونغوسكا دمر 2150 كيلومترًا مربعًا من الغابات، مما يُظهر حجم الكارثة التي قد يتسبب فيها هذا النوع من الأجرام السماوية.
ماذا يمكن أن تفعل البشرية لمواجهة هذا التهديد؟
مع تقدم الدراسات والتكنولوجيا الفضائية، بدأت وكالة ناسا في التركيز على كيفية تقليل المخاطر الناتجة عن الكويكبات. تكنولوجيا الدفاع الكوكبي تسير بخطى ثابتة في محاولاتها لاكتشاف الكويكبات التي قد تهدد الأرض، بما في ذلك تلك التي من المحتمل أن تصطدم بالكوكب. يتم الآن دراسة العديد من الخيارات للتعامل مع هذه التهديدات مثل محاولة تعديل مسار الكويكب باستخدام قوة دفع معينة، أو حتى محاولة تدميره قبل الوصول إلى الأرض.
تهديد عالمي يتطلب اهتمامًا فوريًا
لا شك أن هذا التهديد من كويكب “2024 YR4” يعد دعوة قوية للمجتمع الدولي للتحرك بشكل منسق نحو تعزيز مراقبة الفضاء وإيجاد حلول عملية لمواجهة الأخطار التي قد تهدد كوكب الأرض. إن التهديد الذي يشكله الكويكب على 9 دول، من بينها دولة عربية، يتطلب اتخاذ تدابير وقائية وعلمية للحد من المخاطر المحتملة.
إن عدم اليقين بشأن حجم الأضرار التي قد تلحق بالأرض في حال حدوث الاصطدام يشير إلى الحاجة الملحة للبحث المستمر وتطوير تكنولوجيا الدفاع ضد هذه الأجرام السماوية التي تهدد حياتنا على كوكب الأرض.