موضوع تعبير عن الاعتدال فى الإنفاق بالعناصر حيث فيما يلي نعرض لكم ابنائنا الطلبه و الطالبات نموذج موضوع تعبير عن الاعتدال فى الإنفاق بالعناصر للصفوف الابتدائيه و الاعداديه و ذلك من خلال الفريق التعليمي لموقع البريمو نيوز الاخباري كما يمكنكم الحصول علي العديد من موضوعات التعبير المميزه من خلال قسم موضوعات التعبير بالموقع .
الاعتدال فى الإنفاق
عنى الإسلام بترشيد الاستهلاك، والحث على الاعتدال في الإنفاق، وهو ما وصف الله به عباد الرحمن المقربين إليه: “وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا” (الفرقان:67). وما أمر به في وصايا الحكمة من سورة الإسراء: “وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا”(الإسراء:29).
ويتحتم ذلك ويتأكد إذا قلت الموارد كما في أيام القحط والمجاعات، وهو ما أشار إليه القرآن في قصة يوسف، من تقليل الاستهلاك في السنوات السبع الخصبة حتى يكون هناك مجال للادخار: “فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ”(يوسف:47)، ثم تقليل الاستهلاك مرة أخرى في السنوات السبع العجاف، بحكم الضرورة وتوزيع المدخر على سنوات الأزمة جميعاً: “ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ”(يوسف:48)، وفى التعبير بقوله: “مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ” ما يدل على أن ما يستهلك إنما يتم بحساب وتقدير، فهم الذين يقدمون، وهذا دليل القصد.
وقد هم أمير المؤمنين عمر الفاروق في عام المجاعة، أن يضيف إلى كل بيت عندهم بقايا الخصب مثلهم في العدد، ممن ساء حالهم، ونضبت مواردهم، وقال: “إن الناس لا يهلكون على أنصاف بطونهم”، وهو ما أومأ إليه الحديث النبوي: “طعام الواحد يكفى الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة”.
ومن هنا يجب مراعاة المبادئ التالية في النفقة:
الإنفاق على النفس والأهل:
(أ) فلا يجوز لصاحب المال أن يغل يده عن الإنفاق الواجب على نفسه وأهله شحاً وبخلاً، أو تقشفاً وتزهداً، فالإسلام ينهى عن الشح ويحذر منه، ويجعله مصدراً لفساد عريض، وفي الحديث : “إياكم والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح: أمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا”.
لزوم الإنفاق في الحقوق الواجبة:
(ب) ولا يجوز له أن يبخل بالحقوق الواجبة عليه في ماله، سواء، أكانت حقوقاً ثابتة، كالزكاة ونفقات الوالدين والأقارب الفقراء، أم حقوقاً عارضة، كقرى الضيف، وإعارة الماعون، وإغاثة المضطر، والإعطاء في النوازل التي تنزل بالأمة أو ببلد هو فيها، كالحروب والمجاعات والحريق، وكفاية فقراء، بلده بما لا بد لهم منه من حاجات المعيشة، من مطعم وملبس ومسكن وعلاج، ونحو ذلك. والإسلام يؤكد أهمية هذه الحقوق، حتى إنه ليجيز شهر السلاح من أجلها، وقد قاتل أبو بكر ومعه الصحابة من أجل حق الزكاة.
وأباح النبي (صلى الله عليه وسلم) للضيف أن يأخذ حق القرى كن نزل بهم ولو بالقوة، وعلى المسلمين أن يشدوا أزره في ذلك. قال: “أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروماً، فله أن يأخذ بقدر قراه، ولا حرج عليه”. وأباح عامة الفقهاء للمضطر إلى الماء والقوت، أن يقاتل من منعهما عنه بغير حق.
الموازنة بين الدخل والإنفاق:
(ج) كما يجب عليه أن يوازن بين دخله وإنفاقه، فلا ينفق عشرة ودخله ثمانية، فيضطر إلى الاستقراض، وتحمل منة الدائن، والدين همّ بالليل ومذلة بالنهار، وكان النبي، يستعيذ بالله من المغرم (الدين)، معللاً ذلك بأن الرجل إذا غرم حدّث فكذب، ووعد فأخلف، كما في صحيح البخاري، فإنفاق المرء أكثر مما تطيقه ثروته ودخله، هو من الإسراف المذموم، قال تعالى: “وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”(الأعراف:31). وفى الحديث: “كلوا واشربوا (والبسوا) وتصدّقوا، ما لم يخالطه إسراف ولا مخيلة”. رواه النسائي وابن ماجه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. وهذا في الإنفاق على المباحات.
أما المحرمات فكل درهم ينفق فيها يدخل في باب التبذير، وأما الطاعات كالصدقة والجهاد والمشروعات الخيرية، فلا إسراف فيها ما لم يضيع حقاً أوجب منها، كحق عياله أو غريمه، أو نفقة واجبة عليه، أو نحو ذلك. ولهذا حين قيل لبعض الأسخياء المنفقين في الصالحات: لا خير في الإسراف، كان جوابه: لا إسراف في الخير
والإسلام يعطي الحاكم الحق في “الحجر” على كل سفيه متلاف، يبعثر المال في غير وجهه، لأن للأمة حقاً في هذا المال، فحظه يعود عليها بالمنافع، واضاعته يرجع عليها بالضرر، ولهذا أضاف الله أموال السفهاء إلى الأمة فقال: “وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا” (النساء:5)